رواية الوردة الجزء الاول
انت في الصفحة 98 من 98 صفحات
وعيا ونضجا وسيميز الصالح ببصيرته الفطريه ظللنا نتحدث حتى اجتاح النعاس أجفاننا فأطفئنا الانوار ورحنا فى سبات عميق لا نريد تناول الطعام فماحدث اشبعنا وجعل ارواحنا ممتلئه غفوت بهدوء وانتقلت لموجه احلامى المتخبطه ولكنى لم انعم بذلك الهدوء طويلا حتى وجدت ملاذ توقظنى وتطلب منى الرد على الهاتف بسرعه افقت مزعوره تائهه لا اعلم مايحدث فوجدتها تعطينى الهاتف فى يدى امسكته ووضعته على أذنى فأتانى صوت مرام تبكى لم اتبين المتصل فى البدايه فسئلته بصوت يرتجف من الفزع
مين معايا
انا مرام ياطنط
ظننت ان تميم قد اشعل عراكا حاميا معها فلذلك تطلبنى ولكنى وجدتها تبكى حتى الاڼهيار
بابا بېموت يا طنط
لا ادرى لم خفق قلبى بشده وشعرت بنغزه فيه جعلت صوتى يرتجف ونبرتى تخبو
انتى بتقولى ايه
بابا فى المستشفى وعاوز يشوفك تعالى بسرعه ياطنط الدكاتره بيقولوا مفيش قدامه كتير
اغلقت الهاتف واستدرت لأضعه على الطاوله فسقط من يدى على الارض ووجدت صفي ينظر لى بزعر فقد نهض مڤزوعا هوا الاخر
فيه ايه ياميراس
اجبته بصوت خاف وعقل تائه
عمر فى المستشفى بېموت وعايز يشوفنى
نهض صفي وامسك بيدى يحثنى على النهوض
ومستنيه ايه
نظرت له نظره ترقب وإعجاب
مش زعلان
ضحك وهوا يجذبنى واقفه
لم تمض الدقائق حتى وصلنا لمكان المشفى الذى وصفته لى مرام كنت خائفه متلجلجه يظهر التوتر جليا على ملامحى ويداى المرتجفتان فأمسك بهما صفي يطمئننى
انا هستناكى هنا
طوال الوقت اجده متفهما لكل مايحدث فلولا احتوائه لى لكنت ضائعه منذ الازل هبطت من السياره واتجهت للداخل سئلت على مكان غرفته فأشارت لى الممرضه على مكانه ذهبت اليه بخطى متثاقله وقلب مرتجف فوجدت داليا ومرام تقفان باكيتان على باب غرفته خشيت مواجهه داليا وحديثا الموجع ولكنى وجدتها متفهمه تلك المره وانزاحت عن الباب لتتيح لى طريق الدخول وما إن رأتنى مرام حتى ركضت نحوى
نظرت لداليا وكأنى اطلب منها السماح بالدخول فأشارت بيدها ناحيه الباب وجلست على المقعد المقابل للغرفه
كنت عارف انك هتيجى
متتكلمش ياعمر انت تعبان
ان نفسى تبقى اخر واحده اشوفها قبل مااموت
متقولش كدا ياعمر انا مبحبش الكلام دا وانت عارف
حقك عليا خليتك تعيشى التجربه مرتين
ان شاء الله هتخف وتبقى كويس
لاادرى لما تساقطت دموعى برغم إصرارى الشديد على حپسها الا انها أبت الانصياع فاستدرت اخفيها ولكنه مد يده الهزيله ببطئ وربت على يدى فاعتدلت ناحيته
متدوريش وشك خلينى اشبع منك
حتى وهوا بېموت اختار انه ېموت بين ايديكى انتى مش انا
تحدثت اليها انا الاخرى پغضب اشد لا اعلم سببه
يمكن علشان انا الوحيده اللى مكنتش عايزه منه حاجه
تركتها وركضت ناحيه صفي فلم يعد قلبى يتحمل رؤيتها ولا الحديث اليها عندما
الله يرحمه ياحبيبتى
يارب
شعرت اننى اوشك على السقوط فسندنى واتجهنا سويا ناحيه السياره عائدين للمنزل جلست بجواره واسندت ظهرى للخلف وتركت الذكريات تتداعى وتنساب فى هدوء الى رأسى فلا أحد يستطيع ان يتكهن بما تحمله له الحياه بين طياتها وعليه ان يتقبل كل شئ بل ويعد العده للقتال فالحياه لا تنتظر الضعيف ولا المتكاسل بل تسحقه سحقا وإن كان عليك العيش فعش كريما منتصرا مرفوع الرأس تنحنى لك الحياه وتتذلل لك الصعوبات لا أدرى ماذا سيفعل تميم مع مرام ولكنى متأكده انه سيعيد لها كل ما كتبه عمه من اجله فلا حاجه لنا به فنحنا اغنى الناس بنفوسنا لا بأموالنا المتراكمه فلا الاموال تهب الكرامه ولا الفقر يتطلب الخنوع ولكل منا نقطه فارقه فى حياته تجعله إما يكمل طريقه السابق
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات
فلم نقبض لها ثمنا
ولم ندفع لها دينا
ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس .. في الميزان