روايه ساره الجديده الفصول من الاول الخامس
كدا تمام طب أنا جعان أوى
رمقته باستنكار فتابع هو
اجهزى هننزل نتغدا برا لأنك اكيد مش هتقدرى تعملى
أكل وانت دايخة كدا
لأ لأ أنا كويسة الحمدلله
فرك فروة رأسه قائلا
الله امال مين اللى هوسنى كل يوم عايزة أخرج
يلا اجهزى بسرعة وخلينا نروح نأكل انا جعان اوى
أنا محتاج اغير لو مش هتخرجى خليك وأخرج أنا
امامه دون أن تنتبه كان يشبه ملكا فرعونيا بوقفته هذه
غير براحتك غير أنا ماكنتش واخدة باللى
تجلس معه فى مطعم على البحر وخمارها الرقيق يزيد
جمال وجهها تنظر للبحر بسعادة بينما هو يتكئ للخلف
على مقعده يطالعها بنظرات متفحصة يتابع كل حركاتها
ابتسمت وهى تنظر للبحر ثم إستدارت تنظر أمامها
تفاجأت من نظراته التى أربكتها وزلزلت كيانها فأطرقت
هتأكلى أيه!
هزت رأسها بالنفى هاتفة
لأ أنا شبعانة
هو يعنى مينفعش أقول حاجة من غير ما تعترضى
اجابته بسخرية وقد اخفت ڠضبها
انت حابسنى ومش عايزنى أعترض ومش فاهمة ليه
واخد موقف عدائى منى!
أطبق على بعضهم حتى ابيضت هاتفا
أنا نفسيتى مش مظبوطة عشان مۏت الله يرحمه ريان
الله يرحمه
نظر لها بتفحص لا يبدو عليها الحزن على اخيه على رغم
ما كان بينهما حاول كبح غضبه وسألها
هتاكلى ايه!
بصراحة انا مش باكل سمك
رمقها بإستنكار
فى حد مش بيحب السمك دا أكلتى المفضلة
اجابته بهدوء وهى تنظر للبحر
بالهنا والشفا أنا مش جعانة
فى لحظة إستقام هامسا
قومى يلا بينا
اسبلت رموشها بحزن وهى تقول
طب مش هتاكل
بعد مرور عدة دقائق اخرى كانوا يجلسوا فى مطعم اخر على البحر ايضا لكنه مطعم للمشويات نظرت له بإحراج
شكرا كلفت نفسك أنا كنت هااكل لما أروح
كلفت!!
اوعى تكونى فاكرة انى مش بنزلك عشان الفلوس
الصراحة أنا متأكدة
لأ طبعا
وقف النادل يضع الطعام أمامهم وما أن انتهى رفعت بصرها إليه هاتفة بعفوية
بادلها بابتسامة قبل أن ينصرف هاتفا
بالهنا والشفا
توحى أنها تجاوزت الحد تماما حدثها بنبرة تشبه فحيح
الأفعى
هو انت متعرفيش أنك لما يكون معاك راجل عينيك
متترفعش واللى كنت متعودة عليه قبلى انتهى انت
على ذمة راجل فاهمة
لمعت الدموع بعيناها دموع قهر تزورنا فى اوقات غير
مناسبة
أنا أول مرة أكل برا وأحرجت لما هو نزل الأكل فقولت كدا يعنى أنا مش متعودة على حاجة
بلطف
يبقى لازم تتعودى بس ليه أول مرة تأكلى برا
مابحبش أكل الشارع بقرف منه
أنهت كلامها واشاحت بوجهها الجهة الأخرى فتحمحم قائلا
المكان هنا نضيف متقلقيش وكلى بقى
أنا عايز أروح
تروحى!! أمال مين اللى هوسنى عايزة اخرج أنا مش
محپوسة
رمقته بطرف عيناها ثم نظرت للبحر دون أى كلمة فتابع
هو
تعرفى بقالى يومين مكلتش ۏجعان اوى لو قمنا دلوقتى
ذنبى فى رقبتك
التو ثغرها ثم بدأت فى تناول الطعام فى صمت تنهد مروان بخفة قبل أن يتناول الطعام مغمغما
الأكل طعمه حلو
لم ترفع عيناها هاتفه
اكلى طعمه أحلى
صمت مطبق وكل منهما يلوك اللقمة فى فمه كانت تنظر
إلى البحر فتنهد هاتفا
بحر اسكندرية يسحر خصوصا فى الشتا
دي حقيقة شكله يخطف القلب
ثم تابعت
هو انت ليه يعنى عايش هنا لوحدك
أنا شغل ابويا كان هنا وجامعتى كانت فى الاسكندرية
ولما تخرجت ابويا قالى شيل انت بقى المسئولية
ومن يومها بقت حياتى البحر والشغل
سألته بإندفاع هاتفة
يعنى بحر وشغل بس
لعنت نفسها وأنبتها على استفسارها نظر لها بعينين ثاقبتين ثم أجابها
شغل وبحر بس
اطرقت رأسها تشعر براحة طفيفة وبداخلها شئ لم
تعجبها اجابته رغم انها كانت اجابة متوقعة فهو يشبه
دب العسل فى تصرفاته الهوجاء فمن تقبل به ابتسمت
بداخلها بسخرية تناقض نفسها هاتفة الكثير يكفى رموشه الكثيفه فهو رغم أنه بشرته خمرية ألا انه يخطف الانفاس
تحمحت وهى تنفض هذه الأفكار قائلة
طب بما أنك عزمتنى على الغدا انهاردا أنا عزماك بكرة
قهقة وهو يستند بمرفقيه على الطاولة الزجاج
عازمانى!
ابتلعت ريقها بتوتر تنازع إرتباكها وتوترها أمام سطوة ضحكاته وحضوره القوى هامسة
أه
وأنا موافق
قال جملته بهدوء وصوته الخشن كمن يقدم فروض الولاء
والطاعة
فى اليوم التالى
بعد أن عاد من عمله جلس على طاولة الطعام ينتظرها
وضعت أمامه الصحون وهى ترمقه بتحد اغمض عيناه
ورائحة محشو ورق العنب تغزو خياشيمه بضراوة
رائحة ذكية ھجم على صحنه وانهاه فى غضون
دقائق وضعت له الكثير فى الصحن وما ان انتهى
كان يتنفس بصعوبة كانت تنظر لها بترقب متسائلة
ايه رأيك!
لم المكابرة اجابها بكل صراحة
مش حلو
قطبت حاجبيها وتهدلت اكتافها بحزن فاسرع