رواية ياسمين الفصول من 28-30
انت في الصفحة 1 من 22 صفحات
دخل عمر الى بيته واجما حزينا .. سمع صوت المزاح والضحكات تتعالى من غرفة المعيشة .. توجه اليهم ليرى والدته ووالده و عمته و ايناس مجتمعون معا .. هتفت ايناس بمجرد أن رأته
عمر تعالى .. السهرة نقصاك
دخل عمر الغرفة ووقف أمامهم .. قالت عمته مبتسمه
حقيقي يا ايناس انتى عامله جو تانى للمزرعة .. الأيام اللى فاتت مكناش بنلاقى حاجه تسلينا هنا .. أنا من زمان مضحكتش الضحك ده
ايناس طول عمرها ډمها خفيف .. وبتعمل روح حلوة لأى مكان بتروحه
ضحكت ايناس وتنحنحت فى حرج مصطنع قائله
أحرجتونى بكلامكوا يا جماعة
التفتت الى عمر قائله فى مرح
وحضرة سمو الأمير رأيه ايه فيا .. رأيه برده زيهم انى مرحة ودمى وخفيف وعملالكوا جو حلو من ساعة ما جيت
البنت اللى انتى كنتوا رافضين انها تدخل عيلتكوا .. هى اللى رفضت تدخلها
قال ذلك ثم غادر المكان وتوجه الى غرفته فى الطابق العلوى وأغلق الباب فى هدوء .. صمتوا وكأن على رؤسهم الطير .. كانت تعبيراتهم متباينه .. فمدام ثريا ظهر على وجهها علامات الارتياح والإنتصار .. أما ايناس فلم تستطع أن تخفى ابتسامه الفرحه الممذوجه بالخبث التى تكونت على شفتيها .. أما نور الدين فبدا شاردا وكأنه يفكر تفكيرا عميقا .. أما كريمة فكانت مشاعرها متباينه .. صدمة .. عدم تصديق .. ارتياح.. حزن .. حيرة ..مزيج عجيب تراه على وجهها .. نهضت من مكانها وهمت بأن تغادر الغرفة فأوقفها نور الدين قائلا
نظرت اليه قائله فى استنكار
لازم أطمن عليه
ثم خرجت وتوجهت الى غرفة عمر .. أما ايناس و والدتها فقد تبادلتا نظرة ذات معنى
طرقت كريمة الباب فلم تسمع صوتا .. ففتحته ودخلت وأغلقته خلفها .. كان عمر يجلس فى الظلام على مقعد فى مواجهة شباك الغرفة وضوء القمر يتسلل الى غرفته ليلقى بأشعته الفضيه على وجهه .. حاولت اضاءه الغرفة لكنه الټفت اليها قائلا
أغلقته كما طلب .. وتوجهت اليه .. جلست على المقعد المجاور له وعينيها تتطلعان الى وجهه تراقب انفعالاته .. سألته بصوت حانى
انت كويس يا عمر
تنهد عمر وأغلق عينيه للحظة .. ثم نظر اليها قائلا
ماما بجد أنا مش قادر أتكلم
قالت كريمة فى لهفة
قال بشئ من الحده
اطمنى .. بس لو سمحتى أنا فعلا مش قادر أتكلم مع حد .. لو سمحتى سبيني مع نفسي شوية
ربتت أمه على رجله ثم نهضت وألقت عليه نظرة أسى قبل أن تخرج وتغلق الباب خلفها
. كان يسأل نفسه سؤال واحد .. لماذا رفضته .. كان يبحث داخله فى حيره وألم عن اجابه لهذا السؤال .. ظل يبحث ويبحث الى أن تمكن التعب منه .. تعب ذهنى ونفسي ... ود لو يقول لها أجننتى يا امرأة لا أستطيع العيش دونك .. أنت أصبحتى كل شئ فى عالمى .. فلماذا تطرديني من جنتك بلا رحمة أو شفقه .. أتظنين أن هذا سهلا أتظنين أن حرمانى منك أمرا هينا .. كلا .. انه كالمۏت بالنسبه لى .. كحرمانى من الهواء الذى استنشقه .. لماذا تفعلين هذا بي
توجه عمر الى مخزن العلف .. وجده مازال مغلقا .. وقف أمامه واضعا يديه فى جيب بنطاله كان يبدو عليه التوتر والتململ من الانتظار .. بعد قرابه الربع