رواية فاطيما الفصول من الاول للخامس
قائلا
_ علي ما أعتقد اسمك مريم إللي كنتي جاية متأخرة المرة إللي فاتت
واسترسل بتساؤل
_ هو إنتي دايما متلهوجة ومتأخرة كدة يابنتي
ودايما بتجري كدة ومش مدية نفسك الوقت الكافي إللي تظبطي فيه أمورك
تهتهت في الحديث ورفعت أنظارها إليه بعدما جمعت أوراقها المبعثرة وقالت باعتذار
_ أنا متأسفة جدا يادكتور ڠصب عني والله
نظر داخل عيناها الزرقاويتان ووجد بهم أثر للدموع المخټنقة بداخلهم وعلي وجهها آثار البكاء وأردف وهو يعرض عليها المساعدة
_ طيب في حاجة أقدر أساعدك بيها اعتبريني حد القدر بعتهولك يساعدك ومتعتبرنيش دكتور جامعي .
أجابته بشرود
_أنا مشكلتي وحكايتي كبيرة وغريبة وملهاش حل يادكتور
_ أنا المۏت أرحم لي من إللي أنا فيه وبعيشه .
حزن داخله لأجلها وردد باندهاش
_ياه للدرجة دي حياتك صعبة !
نظرت أرضا وأجابت بحزن عميق
_ وأصعب مما تتخيل بعد إذنك يادكتور علشان متتعطلش
ميعاد الامتحان كمان عشر دقايق .
أذن لها أن تغادر وقبل أن تتحرك عرض عليها مساعدته قائلا
_ لو احتاجتيني أنا مكتبي معروف جدا هنا اسألي علي مكتب الدكتور رحيم وأنا تحت امرك في أي مساعدة .
وذهب كل منهم إلي مشغولياته .
__________________
الفصل 03
انتهت مريم من محاضرتها واستعدت للرجوع الى مأواها والذي يمثل لها الچحيم على الحياه
نعم فالملجأ بالنسبه لمريم جحيمها الأبدي الذي تتمنى ان تخرج منه سليمة الروح وسليمة الجسد
وها هي الآن وصلت بقلب يرتجف بسبب تلك اللعېنة التي تهددها ليلا ونهارا عندما وجدتها تنتظرها أمام باب الملجأ
خطت بأقدام مرتعشة حتى وصلت اليها
ابتسمت الأخرى ابتسامة ماكرة مردفة لها بعيون تنطق شړا
_حمد لله على السلامة يا مريم هانم
واستطردت بتهكم
إنتي مش عارفة ان الفيديو اللي معايا ده أقدر أفضحك بيه وأخليكي عبرة لمن لا يعتبر
واسترسلت حديثها بټهديد
_ انا عايزاكي تفكري في اللي انا قلته لك ده كويس جدا قبل ما تاخدي أي قرار علشان انا مش هتراجع
وتابعت سمها التى تلقيه في أذان تلك البريئة
هتاكلي منين هتشربي منين هتعيشي ازاي
الملجأ خلاص ما بقاش زي زمان يضمن لك وظيفة ومكان وحتى لو ضمن لك مكان بيبقى في منطقة شعبية كلها مشاكل
فصدقيني انا عايزة مصلحتك من غير حد من اللي حواليكي ما يحس بيكي .
انتفضت مريم كمن لدغها عقرب وأجابتها بثقة مزيفة ولكن داخلها يرتعب
_ انا عمري ما هعمل اللي إنتي بتقولي عليه ده انا لو هاكلها عيش حاف أشرف لي وأكرم لي من اللي انت عايزاني أعمله
وبعدين اللي رزقني السنين دي كلها مش هيرزقني عمري اللي جاي
قاطعت حديثها وأردفت بنبرة حادة وهي تشير لها بسبابتها
_ انا على فكرة مش باخد رأيك انتي هتعملي اللي انا عايزاه وڠصب عنك
يا إما هبدا بتنفيذ ټهديدي خطوة خطوة ومش هسيبك إلا وانتي متدمرة
واسترسلت حديثها بهدوء اكثر لكي تميل راسها
_وبعدين ازاي واحدة زيك وفي جمالك وفي رشاقتك ما تستغلش الجمال ده في حاجة تخليها تعيش سعيدة ومرتاحة .
كورت مريم يديها پغضب وأجابتها ببرود قاټل
_ هو علشان ربنا جعلني جميلة أستغل الجمال ده في الحړام !
إنتي مش فاهمة انتي بتطلبي مني ايه !
اللي إنتي بتطلبيه ده صعب جدا انفذه
ولا انا علشان ما ليش اهل أتحامى فيهم هتستقوي عليا
واسترسلت بقوة
_بس خلي بالك انا ليا رب أقوى من أي خلق شاهد ومطلع على ابتزازك ليا واعملي حسابك مش هعمل اللي إنتي بتقولي عليه ده نهائي .
رفعت الاخرى رأسها لأعلى بشموخ وأردفت بقوة مماثلة لقوتها
_ هنشوف يا حلوة مين اللي هيكسب في الأخر وانتظري مني مفاجأة هتعجبك قوي .
وتركتها وغادرت المكان وهي تركب سيارتها وتنظر لها نظرة الشړ ينبعث من خلالها
وما أن فرت بسيارتها حتي انطلقت دموع مريم بغزارة وۏجع وقهر
وحدثت حالها وهي تناجي ربها
_ يارب ما ليش غيرك ولا أب ولا أم ولا أخ ولا خال ولا عم ولا ضهر يحميني من غدر الزمان
يارب اصرف شرها عني
ثم ولجت من بوابة الملجأ وجدت المديرة تقف على أعتابه وهي تربع يديها على صدرها وتنظر لها قائلة بتهكم
_ البرنسيسة مريم حمد لله على السلامة متأخرة عن ميعاد خروجك ساعة بحالها وإنتي عارفة ان انا بحب النظام وما بحبش التاخير
طول عمرك كده لعبية وملاوعة
وعلشان تأخيرك ده تطلعي حالا تغيري هدومك وتنزلي هتنضفي حمامات الملجأ كلها
صعقټ مريم من حكم تلك القاسېة التي لا تصح أن تكون في مكان كل من فيه مدمرين نفسيا
وتحدثت إليها باستعطاف
بالله عليكي يا أبلة انا في امتحانات ومحتاجة كل وقت اذاكر فيه والمواصلات هي اللي أخرتني
لما أخلص امتحانات أوعدك اني أنفذ عقابك كله من الأول للآخر
بس يارب يخليكي سيبيني أذاكر علشان عايزة أخرج بتقدير زي اللي انا متعودة عليه كل سنة .
لم تتأثر الأخرى بتوسلات تلك اليتيمة ولا ببكائها واكملت بحدة
_ما تتحايليش يا هانم علشان انا ما باكلش من دموع التماسيح دي
اتفضلي على فوق فورا أمري ما فيهوش جدال علشان بعد كده ما تفكريش تكرريها تاني
يلا يا بنت انجري مش فاضية لدلعك ده
واسترسلت وهي تعطيها ظهرها
_تاتكم القرف بنات تجيب الهم أهاليكم سابوكم وطفشوا ورموكم لنا هنا يبلونا بيكم .
لم تعد تتحمل مريم تلك القسۏة من مجتمعها التي نضجت وهي تعاني منه بلا رحمة ولا شفقة
يحملونها هي ومن مثلها أخطاء من رموهم في وكر الحياة وهم لا ذنب لهم في وجودهم في تلك الظروف التي انجبروا عليها
وصعدت إلى الأعلى لكي تبدل ملابسها لتنفذ الأمر وتحاول ان تنهيه على عجالة لكي تستطيع ان تذاكر
ووعدت حالها ان تستمر في صبرها وان تتحمل أي آلام سواء كانت جسمانية او نفسية لكي تصل بحلمها الى طريق سليم
وتأني بحالها بعيدا عن تلك القساوات من المجتمع .
____________________________
عصرا في كافيه مشهور في الإسكندرية تجلس اثنتين من أرقى نساء المجتمع نهال طليقة مالك الجوهري واخته هيام
نهال