رواية ندي الفصول من 41-50
مش عايزة تشتغلي معايا ليه يا مهرة !!
فقدت شجاعتها ولم تتمكن من النظر بوجهه حيث ثبتت نظرها بالأسفل تحديدا على الورقة التي بيده وتمتمت في خفوت وحزم تعيد طلبها مرة أخرى _
_ ممكن تمضي على الاستقالة !
القى بالورقة في إهمال وصاح منفعلا _
_ مش همضي على زفت .. فهميني إيه اللي حصل !
_ وإنت مهتم بيا وعايز تعرف للدرجة دي ليه !!!
آدم بغلاظة صوته الرجولي ووضوح تام _
_ عشان مش هسمحلك تمشي يا مهرة
طالت نظراتهم المتبادلة .. في حديث تجريه العيون فقط .. كلمات كثيرة لم تتفوه بها ألسنتهم ولكنها اخترقت جدار القلوب وتربعت على عرشه ! .
_ أسأل والدتك وهي تقولك
ثم استدارت وسارت لخارج الغرفة تتركه يقف مذهولا .. يحاول فهم جملتها الأخير ولم تستغرق وقتا طويلا ليدرك أن والدته تسببت بخلق فجوة مختلفة من بفعل من أفعالها ! ...
طرقت الباب عدة طرقات خفيفة قبل أن تدخل بتوتر ملحوظ .. أغلقت الباب وعلقت نظرها على عدنان الذي يقف يوليها ظهره واضعا قبضته في جيبي بنطاله ويتطلع من النافذة العريضة بالغرفة .
استجمعت شجاعتها وهتفت _
_ قولت إنك عايزني يا عدنان !
بقى ساكنا لا يتحرك ولا يتفوه ببنت شفة مما أثار اضطرابها أكثر من ردة فعله .. ولم تكن سوى دقائق معدودة حتى وجدته يستدير ويسير نحوها ليقف أمامها مباشرة ويتمتم بنظرات ممېتة _
تمكن منها الخۏف البسيط فهتفت محاولة الدفاع عن نفسها _
_ بس ياعدنان أنا ......
صاح بها يكتمها ويمنعها من التحدث بصوته الجهوري _
_ إنتي كل مرة بتنزلي من نظري اكتر .. وتخطيتي حدودك أوي معايا
_ أنا مكنتش اقصد اعمل كدا أكيد
عدنان بانفعال هادر وصوت نفضها بأرضها _
_ من هنا ورايح مش هسمح بأي تجاوزات يا جميلة فاهمة ولا لا .. أنا حتى الآن عامل اعتبار لوالدي والدك الله يرحمهم بس بعد كدا هتشوفي جانب قذر مني .. واعملي حسابك إنك هتنتهي من المشروع اللي شغالة فيه في أقرب وقت وهتتنقلي للفرع للتاني
_ الفرع التاني .. عدنان إنت .....
اسكتها للمرة الثانية يجيب بصرامة مصححا لها اسمه _
_ عدنان بيه !!
احتدمت الډماء في وجهها وطالعته بيأس وخنق قبل أن تخفض انظارها أرضا وتتمتم بأسف _
_ أنا آسفة ياعدنان بيه
عدنان بجفاء وأعين مظلمة _
_ اتفضلي على مكتبك
استدارت فورا قبل أن تنهمر دموعها وانصرفت مسرعة بينما هو فتأفف بخنق ومسح على وجهه في نفاذ صبر .....
يجلس هشام بجوار زوجة خاله ويتحدثون من وقت ليس بقليل .. تعددت المواضيع التي تناولولها أثناء حديثهم وكان شاغرهم الشاغر والأهم هي زينة .. تسرد له كل شيء عنها وكيف أنها مازالت حتى الآن ترفض التحدث ولا تأكل سوى بعض اللقيمات الصغيرة من الطعام حين تصر عليها أمها .
كان قلبه ېتمزق لأشلاء عليها .. يحاول بكل الطرق الممكنة أن يخرجها من تلك الحالة ويعيدها كالسابق ليرى ابتسامتها البريئة ترتفع فوق وجهها من جديد لكنها لا تسمح له بالاقتراب منها حتى .. وكلما يدخل إليها إما تتصنع النوم أو تنام فوق فراشها وتوليه ظهرها وتبكي خلف أنظاره بصمت .
تركته ميرفت وقررت بأن تدخل إليها وتحاول التحدث معها علها تتكلم وتفرغ عن نفسها المتحجرة بالآلآم .. فتحت الباب ببطء ثم دخلت واغلقته وقادت خطواتها بتريث تجاهها لتجلس بجوارها على الفراش وتمد كفها تملس فوق شعرها بحنو هامسة في أسى وصوت مبحوح _
_ كفاية يازينة ياحبيبتي .. اتكلمي يابنتي وخليني اسمع صوتك حالتك ده بتقطع قلبي أنا مش بعرف انام الليل من كتر حزني وقلقي عليكي .. احمدي ربنا إنه نجدك منه وحماكي .. ده ميستهلش تعملي في نفسك كدا عشانه .. بالعكس إنتي اقوى من إن رياح عابرة تهزك
مالت برأسها للجانب ناحية أمها وحدقتها بعينان دامعة وموجوعة للحظات طويلة .. تجاهد لتستمر في الصمت لكنها لم تعد تحتمل الكتمان أكثر حيث اڼفجرت باكية بحړقة وبصوت مرتفع وصل لأذن هشام بالخارج مما دفعه لا إراديا أن يهب واقفا ويتجه إلى غرفتها .. لم يدخل ولكنه وقف من الخارج يستمع أخيرا لصوتها وهي تهتف پبكاء حار _
_ عمل فيا كدا ليه ياماما .. أنا عملتله إيه عشان يأذيني بالشكل ده !!
ارتمت على صدر أمها واستمرت في البكاء العالي وجسدها ينتفض پعنف من شدة البكاء .. بينما ميرفت فضمتها إليها أكثر وقد تلألأت الدموع في عيناها هي الأخرى وسرعان ما انهمرت فوق وجنتيها حين سمعتها تستكمل بصوت مرتعش ومتقطع _
_