السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ندي الفصول الاخيرة

انت في الصفحة 11 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

مقعد مقابل مكتب الضابط الذي رحب به بوداعة وتمتم 
_ آدم الشافعي مش كدا 
اماء له بالموافقة وهتف في صوت خشن 
_ أيوة .. ممكن تفهمني يافندم والدتي بتعمل ايه هنا !
تنهد الضابط الصعداء وقال في جدية تامة 
_ طيب في الأول قبل اي حاجة .. إنت كنت تعرف إن والدتك بتشتغل في الممنوعات وبتمول الفلوس لشوية نصايبن ودجالين
هيمنت عليه حالة من الذهول وبقى يحدق في الضابط بعدم استيعاب وسكون غريب حتى لاحت ابتسامة مدهوشة وشبه ساخرة فوق شفتيه يجيب 
_ ممنوعات إيه حضرتك .. أكيد في حاجة غلط .. اظن إن حضرتك عارف مين عيلة الشافعي مستحيل يكون لينا علاقة بالكلام ده ولاحظ إن دي والدتي كمان
طهرت الحدة فوق معالم الضابط الذي اجابه برسمية وبعض السخط 
_ احنا مش بنتبلى على والدتك يا استاذ آدم .. امبارح قبضنا على مجموعة من النصايبن والدجالين بينصبوا على الناس بكلام فارغ أنهم بيعملوا اسحار وأعمال .. وواحدة منهم اعترفت إن أسمهان هانم كانت بتساعدها من البداية وبتديها الفلوس دايما وكان معاها دليل بالصور والتسجيلات .. والتحريات أثبتت صحة الدلائل دي وإنها مش متفبركة .. ده غير أننا لقينا شنطة مليانة ممنوعات مختلفة في عربية والدتك الخاصة
مسح آدم على وجهه بقوة وشعر للحظة بأن عقله خلاياه شلت ولم تعد لديه القدرة على التفكير أو التحدث حتى .. بقى ساكنا لبرهة يستعيد رباطة جأشه حتى أردف أخيرا بخفوت وڠضب داخلي 
_ أكيد الشنطة دي كانت بفعل فاعل وحد حطها .. مستحيل والدتي يكون ليها إيد في حاجة زي كدا وممكن تكون الست اللي قالت كدا بتتبلي عليها
الضابط بصرامة 
_ الدلائل اللي قدامنا كلها ضدها و بتقول إن كل ده صح .. لو إنت واثق في والدتك جدا تقدر توكل ليها محامي .. لكن للأسف هي حاليا هتفضل في القسم لغاية ماتتحول للنيابة بكرا
سقطت الكلمات عليه كالصاعقة حيث راح يدفن وجهه بين راحتي يديه مستغفرا .. عقله توقف عن التفكير ونبضات قلبه تتسارع بشكل مخيف من فرط التوتر .. للمرة الأولى يشعر بالعجز ......
داخل المستشفى ........
كان عدنان يجلس فوق مقعد مقابل لفراش جلنار التي تجلس بجوارها ابنتهم وتتبادل معها أطراف الحديث بمرح .
كانت معالم وجهه جامدة وخالية من المشاعر باستثناء الڠضب والخزي المهيمن عليه .. لن ينسى لحظة الزعر والهلع التي تمكنت منه حين أخبرته بالسيارة أنها تحمل طفله داخلها .. لوهلة شعر بأن الحياة توقفت عندما قذفت بعقله فكرة احتمالية خسارة ابنه .. وبدلا من أن يفرح ويعيش سعادة اللحظة بأنه سيرزق بطفل ثاني .. أخفت عنه وأخبرته بلحظة لم يكن بمقدروه الشعور فيها سوى بالړعب والخۏف بدلا من المشاعر الطبيعية لأي زوج أخذ بشارة حمل زوجته ! .
إلى متي كانت تنوي إخفاء حملها عنه .. ولماذا !! سؤالين كان يستمر في طرحهم على نفسه والإجابة كانت لديها ! .
يشعر بوغزة ألم قاسېة في أعمق يساره .. كلما يرى الوضع التي حالت إليه علاقتهم فقط بسبب اوهامها وشكوكها السخيفة .. رغم كل الحب الذي قدمه لها والذي كان سيستمر في تقديمه وإثباته لها بأفعاله ومحاولاته الصادقة لتلافي أخطاء الماضي .. إلا أن كل هذا لم يشفع له عندها ! وآثرت بالنهاية الشك والاڼتقام بدلا من الثقة والحب .
هناك مشاعر مختلفة تتصارع وتتخبط في ثناياه .. نقطة عميقة بقلبه سعيدة بسلامتها وأنه عن قريب سيرزق بطفل ثاني من زهرته الحمراء ويوجد صوت ملح يحثه على الاقتراب ومعانقتها وتقبيلها وأخبارها عن كم السعادة التي تجتاحه الآن .. لكن نقطة أخرى كلها ڠضب وألم وعجز .. تدفعه نحو التصرف ببرود وإخفاء سعادته وأخذ الموقف الصحيح تجاه تصرفاتها الخطأ .. تخلت عنه وتركته بمنتصف الطريق جريح دون رحمة ورحلت .. لم تحاول مداوته أو الاستماع لتبريراته حتى .. بل آثرت اوهامها التي أنهت كل شيء جميل بالنهاية .. لتحقق رغبتها أن النهايات ليست جميعها سعيدة وبعضها تبدأ بفراق وتنتهي بفراق ! .
سمع ابنته وهي تقول بسعادة محدثة أمها 
_ مامي يعني أنا هيبقى عندي أخ نونو صغير وهيلعب معايا 
ضحكت جلنار بحنو وقبلت وجنتها قم ردت 
_ طبعا ياحبيبتي هتلعبوا مع بعض وهو هيحبك جدا وإنتي كمان 
عانقت الصغيرة أمها بفرحة وقالت في حماس 
_هو امتى هيجي يامامي .. أنا عايزة العب معاه وهديه كل لعبي وهروح أنا وإنتي وبابي ونشتري ليه لعب جديدة كمان 
قهقهت بخفة واجابتها في حنان أمومي 
_ حبيبتي هنشتري كل حاجة وهنقيها أنا وإنتي كمان أيه رأيك 
أماءت هنا لأمها بالموافقة في حماس وتشويق طفولي جميل .. أما عدنان فابتسم لصغيرته بدفء ثم استقام واقفا بعد لحظات ووجه حديثه لجلنار بحزم 
_ لو بقيتي كويسة قومي يلا عشان اوصلكم البيت وترتاحي في البيت هناك زي ما قالت الدكتورة
ألقت جلنار
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 74 صفحات