السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ندي الفصول الاخيرة

انت في الصفحة 7 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

شو عم تسوي هون .. اطلع لبرا هلأ فورا .. الخالة فاطمة مو نبهت عليك إنك ممنوع تشوفني اليوم
حاتم بصوت منخفض دون أن يصل لأذنها 
_ ما أنا لو كنت اعرف إن الموضوع في جو الړعب ده مكنتش دخلت والله 
تنحنح بسرعة واقترب منها ليقف خلفها ويهمس شبه ضاحكا بسخرية 
_ نادين ياحبيبتي إيه اللي عملاه في وشك ده 
نادين بغيظ دون أن تلتفت له 
_ هادي أشياء ما بتفهمها .. شو دخلك إنت !! 
أجاب بضحكة مكتومة حتى لا يثير چنونها أكثر 
_ لا دخلني ونص كمان .. حبيبتي إنتي قمر وحدك مش محتاجة إيه لزمة الكلام ده ! 
من فرط غيظها كانت ستتلفت له وټنفجر به لكنها تراجعت وردت باقتضاب وڠضب 
_ هايدي طقوس بتسويها أي عروس .. شو بيفهمك إنت بهاي الأشياء !
حاتم بيأس وحنق حقيقي 
_ حرام عليكي يانادين ده انتي نشفتي ريقي لغاية ما سامحتيني ولما ادخل عشان اشوفك الإقيكي كدا .. والله نفسي ابوسك بس خاېف 
نورت وجنتيها بخجل شديد ولا إراديا استدارت بجسدها له وراحت تضربه فوق صدره بغيظ واستحياء متمتمة 
_ لك بيكفي وقاحة ياقليل الأدب .. يلا اطلع لبرا 
ضحك وأمسك بيديها ليرفع أحد كفيها لشفتيه يلثم ظاهره ثم يهمس مشاكسا إياها 
_ يعني ملقتيش غير الماسك ده .. طيب حطي واحد لونه عادي مش حاطة أسود ده أنا من الخضة قطعت الخلف
كتمت ضحكتها بصعوبة وتصنعت السخرية منه وهي تدفعه للخارج بلطف هاتفة باللهجة المصرية 
_ ياعيني اسم الله عليك من الخضة ياكوكي 
رمقها بنظرة مستنكرا ردها ورافعا حاجبه ثم رد مغتاظا 
_بتتريقي !! .. ده بدل ما تقوليلي بعد الشړ عليك ياحبيبي !! 
استمرت في دفعه وهي تضحك بصمت وتقول بنفاذ صبر مزيف 
_ لبرا ياحاتم مو وقتك هلأ أنا ماني فاضيتلك !! 
دفعته أخيرا خارج الغرفة وأغلقت الباب فسمعته يهتف من الخارج بوعيد حقيقي وغيظ 
_ مش فاضيالي ! .. ماشي هو كلها يوم يانادين وبعدين تفضيلي ڠضب عنك .. وابقى افتكري عشان وقتها هتشوفي الوقاحة على حق 
ضحكت بصوت مرتفع هذه المرة وردت عليه من بين ضحكها 
_ لك انقلع يامجنون قبل ما حدا يشوفك 
أنهت عبارتها وبقت واقفة خلف الباب تنتظر منه رد لكنها سمعت صوت خطواته وهي تبتعد عن غرفتها فرفعت كفها بفمها تكتم صوت ضحكها من تصرفاته الچنونية والطفولية ! .
داخل منزل عدنان الشافعي في مساء ذلك اليوم ........
فتح الباب ودخل .. وقف للحظة يتنهد بخنق ككل ليلة يعود فيها للمنزل منذ رحيلها هي وابنته .. بات لا يطيق البقاء فيه لثانية واحدة لكن ذكرياتهم معا هي من تجبره كل ليلة أن يعود إلي المكان الذي قد يجدها فيه حتى لو بمجرد الشعور فقط .
يوجد سكون وصمت خانق وكأنه منزل مهجور منذ سنوات .. لم يعد يسمع به صوت ضحكات هناه التي تعيد الحياة لروحه المنطفئة أو صوت خطوات رمانته وهي تتحرك بخفة في أرجاء المنزل .. كل شيء ينقصهم وذلك المنزل أصبح كالغابة الموحشة بدونهم .. عيناه فقدت لمعتها وبات كل شيء أسود اللون أمام عينيه .. أما صوت قلبه المشتاق لا يتوقف عن الصړاخ والبكاء .. روحه المفقودة تتخبط بحثا عن مستقرها بين ذراعين زهرته الحمراء ! .
صحيح أنها تخلت وهو قبل الهزيمة لكنه مازال لم يتخلى حتى الآن ! .
تحرك بخطوات بطيئة يصعد الدرج للطابق الثاني حيث غرفته .. دخل واغلق الباب خلفه ثم بدأ في تبديل ملابسه بعد أن أخذ حماما دافيء واقترب من الفراش ليتسطح بجسده فوقه واضعا يديه أسفل رأسه ويحدق في السقف بشرود وعبوس .. يشعر بها بكل نقطة في الغرفة .. رائحتها لا تزال عالقة بأنفه وصوتها يتردد صداه في أذنه .
تلك الحمقاء تتهمه بسذاجة أنه لا يحبها .. وهي لا تدري ما يكنه لها من عشق في ثناياه .. لو علمت كم العڈاب الذي يعانيه في فراقها لأدركت حماقتها الحقيقية ! .
كيف لا يعشقها وهو لا يطيق النوم فوق فراشهم بدونها .. منذ رحيلها وهي لا تفارق أحلامه ولا خياله .. نيران الشوق حرقته وحولته لرماد .. بات يتوق فقط لمجرد عناق قصير يطفيء به القليل من نيرانه الملتهبة في صدره .. ولكن هيهات أن ترحمه زهرته القاسېة ! ...
توقف بالسيارة بعد وقت طويل من القيادة وحين تجولت بنظرها من داخل السيارة تتفحص المكان الذي جلبها إليها .. لمحت باب معرضه الخاص فرمقته متعجبة وقالت بفضول 
_ إنت جايبني هنا ليه يا آدم ! 
قال بابتسامة جذابة وهو يهم بفتح الباب والنزول 
_ هتعرفي دلوقتي .. انزلي يلا 
بقت ساكنة مكانها تتابعه وهو ينزل من السيارة حتى وجدتها يشير لها من الخارج أن تنزل ففعلت بخجل بسيط وقالت في توتر فور نزولها 
_ بس كدا هنتأخر وتيتا هتعملي

انت في الصفحة 7 من 74 صفحات