السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ندي الفصول الاخيرة

انت في الصفحة 8 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

مشكلة يا آدم ! 
غمز لها بعيناه في بسمة تذيب العقل 
_ متقلقيش أنا اخدت الأذن من جدتك وقولتلها إني هاخدك مكان مهم وضروري وهي وافقت 
رفعت حاجبها بدهشة ثم ردت شبه مستنكرة 
_ وافقت عادي كدا !! 
ضحك ولم يجيبها بل استدار وتحرك باتجاه باب المعرض وهي لحقت به ركضا في خوف بسبب هدوء الأجواء من حولهم وعدم وجود بشړ ..
فقط أصوات نباح الكلاب هي المسموعة .
التصقت به من الخلف وهو كل لحظة والأخرى يلتفت برأسه لها ويضحك بساحرية .. حتى فتح الباب أخيرا ودخل ثم تبعته هي .. راحت تتجول بنظرها في أرجاء المعرض تتذكر ذلك اليوم الذي دخلته فيه للمرة الأولى وتذكرت موقفها معه فضحكت بصمت لا إراديا .. لكن فجأة سمعت صوت الباب فالتفتت بجسدها له وصاحت بارتباك وخجل 
_ إنت بتقفل الباب ليه ! 
غضن حاجبيها باستغراب من ردة فعلها العڼيفة وقال بهدوء 
_بقفله عادي يامهرة .. إنتي خاېفة مني ولا إيه ! 
ردت بغرور وثقة 
_ لا وأنا أخاف منك ليه .. ده إنت اللي تخاف مني 
ضحك ورد بسخرية وهو يكمل إغلاق الباب 
_ امممم فعلا ماهو واضح ! 
راحت هي تتفحص بقية المعرض بنظرها من جديد حتى سمعت صوته من خلفها بعد دقيقتين وهو يهمس بغرام 
_ عارفة أنا جيتك هنا ليه 
التفتت برأسها له في توتر من قربه واكتفت بهز رأسها بالنفي وسط نظراتها الزائغة لتجده يكمل بعينان ثابتة وكلها حب 
_ عشان هنا أول مكان أنا بدأت أحس فيه بانجذاب ناحيتك بعد ما جيتي المعرض .. وعشان كمان عايز أوثق كام حاجة مهمة جدا بنسبالي واعتقد أنها هتكون مهمة بنسبالك كمان .. والكام حاجة دي لازم تتوثق من المكان اللي بدأت فيه ! 
طالعته بهيام وعشق رغم أنها لا تفهم أي شيء من الغازه إلا أنها ضحكت واماءت بالإيجاب عندما سمعته يقول باسما 
_ مش فاهمة حاجة صح !! .. تعالي هوريكي وهتفهمي
وجدته يحتضن كفها الناعم بين قبضة يده الضخمة ويجذبها معها نحو أحد الأركان ثم وقفوا أمام الحائط ورأت فوق الحائط معلقة لوحة لكنها مغطاة بقماشة حمراء اللون .. فنظرت له بعدم فهم ليبتسم ثم يقترب من الحائط ويمد يده لينزع القماشة عن اللوحة التي ظهرت لها بوضوح وكانت نفسها تلك اللوحة المميزة التي اعجبت بها حين جاءت بزيارتها الاولى لمعرضه .. رغم أنها لم تفهم منها شيء لكن شعرت بأن بها شيء خفي يجذبها إليها دون أن تشعر .. لا تعلم ربما رأت عشوائيتها وتداخل الألوان بها وضجتها مشابهة تماما لضجيج روحها التائهة وعبثيتها ! .
فغرت شفتيها پصدمة ثم نظرت له وقالت باسمة 
_ إنت مبعتش اللوحة ! 
هز رأسها بالنفي ورد في نظرة عميقة 
_ تؤتؤ مقدرتش أبيعها وشلتها مخصوص ليكي .. مع إن كان في ناس كتير طلبت تشتريها بالأخص وبأسعار ومبالغ هائلة .. بس فكرة إنها لمجرد لفتت انتابهك حتى لو معجبتكيش كانت كفيلة إنها تخليني احافظ عليها ليكي وبس
فقدت القدرة على النطق ونظرتها العاشقة له كانت تتحدث بدلا عنها .. تبتسم له بحب وامتنان لكل شيء رغم أنها لم تتحدث لكنه فهمها وبادلها نفس النظرة والإبتسامة .
مرت دقيقة حتى وجدته يمد يده في جيبه ويخرج عقد فضي اللون .. حين دققت النظر به أدركت أنه عقدها الذي ظنت نفسها فقدته أثناء زيارتها للمعرض هنا .. ظلت تحدق بالعقد في صدمة وتنقل نظرها بينه وبين العقد حتى سمعته يقول بضحكة بسيطة 
_ لقيته واقع هنا في نفس المكان بعد ما مشيتي .. ولو هتسأليني مرجعتهوش ليه من بدري هقولك الصراحة كنت كل ما بتوحشيني بفضل ابص فيه وافتكرك
أدمعت عيناها من فرط السعادة والمشاعر الجياشة التي طغت عليها ولم تشعر بنفسها إلا وهي ترتمي عليه وتعانقه بقوة وسط دموع عينيها دون أن تتحدث .. فيبتسم هو أيضا بسعادة وحب وهو يضمها إليه أكثر .
ابعدها عنه بعد دقيقة ورفع أنامله يجفف دموعها برفق ويلتف حولها ليقف خلفها ويلبسها العقد بنفسه حوله رقبتها .
استدارت له هي بعد ذلك وهي تبتسم بعاطفة لتجده يسأله بجدية بسيطة ونظرة مترقبة 
_ مهرة هو إنتي بتحبيني بجد ! 
سؤاله أصابها بالدهشة وانعقد لسانها فجأة فلم تتمكن من الرد وبقت تحدقه بصمت في خجل وصدمة حتى وجدته يعيد السؤال ثانية بإلحاح 
_ بتحبيني ولا لا !! 
لم يترك لها مفر للهرب منه وبنفس اللحظة لا تقوى على النطق بلسانها ولذلك تطرقت رأسها أيضا واكتفت فقط بإماءتها بالإيجار وهي تبتسم بخجل شديد لتسمعه يجيبها وهو يبتسم باتساع وبحماس غريب 
_ كدا أنا اطمنت عشان بعدين ميبقاش ليكي حجة بقى
رفعت رأسها وطالعته بعدم فهم لتسأل في جدية 
_ حجة ازاي يعني مش فاهمة ! 
غمز بعبث ونفس الحماس ثم أجاب 
_ هتفهمي .. كلها كام يوم وتفهمي كل حاجة
لن يتوقف

انت في الصفحة 8 من 74 صفحات