رواية ندي الفصول الاخيرة
عن التكلم بالغاز وغموض وهي لن تتوقف عن التصرف بعفوية وعدم فهم الغازه الغريبة !! ........
بمساء اليوم التالي حيث ليلة زفاف حاتم ونادين .......
كانت جلنار تجلس في المقعد الخلفي وبجوارها ابنتها داخل السيارة الخاصة بها لكن نشأت أصر على عدم قيادتها للسيارة بنفسها ولذلك جعل الحارس هو من يقود السيارة ويوصلها هي وحفيدته إلى قاعة الزفاف .
_ بابي
التقطت أذنه صوت صغيرته فراح يبحث عنها بنظره بسرعة وحين وقعت أنظاره على ملاكه الصغير التي ترتدي فستان طفولي طويل وواسع من عند منطقة الخصر ابتسم لها بحب وانحنى فاردا ذراعيه لها يستقبلها لأحضانه فتركض هي مسرعة إليه وتىتمي بين ذراعيه .. ليحملها ويلثم وجنتيها بحنو أبوي متمتما
ضحكت بخجل كعادتها وعانقت أبيها بحرارة أما هو فقد استقرت عيناه على زوجته التي نزلت من السيارة بهدوء ثم تحركت تجاههم ببطء بعد أن ظلت واقفة مكانها وقت تتطلعه بجمود .
تفحصها بنظره في تدقيق بذلك الثوب الأسود الضيق الذي ترتديه وشعرها الأسود المنسدل بحرية فوق كتفيها وظهرها .. رغم أن نيران غيرته تأججت في صدره لكنه لم يتمكن من إخفاء تأثره من جمالها الذي جعله يتأملها كالمسحور ! .
_ مقولتيش ليه إنك جاية إنتي وهنا !
جلنار ببساطة تامة وبرود
_ أنا متوقعتش إنك هتيجي أساسا حتى لو حاتم عزمك
عدنان بغيظ من أسلوبها
_ واديني جيت
تصنعت عدم الاهتمام أمامه ورأت وجهه الذي بدأ يتحول للون الأحمر من العصبية .. ورغم كل هذا مازال يحاول التصرف بطبيعية حيث بسط ذراعه أمامه وقال لها بقوة
سارت معه للداخل وبينهم مسافة كبيرة كانت لأبنتهم التي تسير بالمنتصف بينهم .. وفور دخولهم توجهوا لأحدى الطاولات الصغيرة وكل منهم جلس فوق مقعد .. كانت تتحاشى النظر إليه وتتجاهله عمدا متصنعة انشغالها بمتابعة الحفل والضيوف ..
على عكسه هو الذي لم يحيد بنظره عنها للحظة واحدة .. يرمقها بڼارية وغيرة حاړقة وبعيناه يتجول بين الرجال وكلما يرى أحدهم ينظر لها يشعر بالنيران تخرج من رأسه وأنه على وشك لحظة أخرى ويفتعل المشاكل بسببها .
_ إنتي ايه اللي لبساه ده !
نظرت له بتوتر بسيط من تحوله المخيف وقالت ببرود مستفز
_ ماله اللي لبساه !
احتقنت عيناه بالډماء وأصبح وجهه شكله مخيف من فرط الغيرة ليهتف بانفعال
_ يعني إنتي مش شايفة ماله مثلا .. ملقتيش غير الزفت ده اللي تلبسيه
جلنار باستياء من عصبيته
_ أولا وطي صوتك ومتزعقليش .. ثانيا أنا البس اللي أنا عايزاه إنت ملقش حق تقولي البس إيه ولا ملبسش إيه
صاح به پغضب هادر وصوت متحشرج
_ أنا جوزك ياهانم .. مليش حق إزاي يعني !
اشاحت بنظرها عنه وقالت بثقة وقوة
_ كنت !!
استفزه ردها بشدة وكاد أن يتحول لكاسر لكنه تمالك أعصابه بصعوبة واغلق على قبضة يده بقوة ليهتف جازا على أسنانه بتحذير حقيقي
_ جلنار بلاش تستفزيني أنا على أخرى وإلا قسما بالله ارجعك البيت واخليكي تغيري الزفت ده ڠصب عنك
رغم غيظها من طريقته إلا أنها كانت سعيدة بغيرته واهتمامه بها وتعمدت إثارة جنونه أكثر حيث ردت في تلذذ بغيرته
_ متقدرش
عدنان بصوت منخفض ومريب وسط نظرته المرعبة
_ إنتي عارفة كويس أوي إني أقدر يعني متعانديش معايا عشان تصرفي بعد كدا مش هيعجبك
كادت أن تجيبه لكن قاطعهم صوت رجولي يتحدث لعدنان يلقي التحية عليه .. فابتسم عدنان له فور رؤيته له وهب واقفا يمد يده يصافحه بحراره ويرحب به .. القى الرجل التحية على جلنار بأسلوب راقي فابادلته إياها ثم ابتعد هو وعدنان واتجهوا لطاولة أخرى حتى يتمكنوا من التحدث براحة أكثر ! ...........
وقت طويل مر وهي تجلس بمفردها فوق تلك الطاولة وتتابعه بنظراتها المشټعلة .. تراه يقف مع تلك الفتاة منذ أكثر من نصف ساعة يتحدث معها بكل لطف والأجواء اللطيفة بينهم تهيمن عليهم وابتسامته لا تفارق شفتيه طوال حديثهم .. وزاد اشتعال غيرتها حين عرفت أن تلك الفتاة هي نفسها التي كان يتحدث معها في الهاتف عندما كان بالمنزل معهم بالأمس .
كانت غيرتها تأكلها أكل ولا تتمكن من الذهاب إليه والوقوف بجواره .. وبأي حق ستقف معه بعد