رواية راؤعة القصول الاخيرة
فعلت..
بدأ يسير ذهابا وإيابا أمام غرفتها.. اعتلت ملامحه الصدمة من حديثها و تغيرها المفاجئ تجاهه.. كان يشعر بانجذابها وإعجابها به الظاهر بعينيها و فرحتها عندما عرض عليها الزواج رأها بوضوح على ملامحها الطفولية البريئة..
إذا ماذا حدث حتي تحزن و تبكي پقهر هكذا! .. بدأ يدور حول نفسه ويمسح على شعره كاد أن يقتلعه من جذوره.. سيفقد عقله لا محاله... ماذا حدث لتلقي تلك الجملة المؤلمھ التي أډمت قلبه بها لأجلها هي!..
.. داخل جناح إلهام..
بصدر رحب قامت إيمان بمساعدة إلهام على تبديل ثيابها وأستلقت على الفراش بجوار حفيدتها..
يا تري أيه اللي حصل و زعل ديجا أوي كده يا خالتي! و الله انا قلبي اتقطع عليها..
أردف بها إيمان الباكية بطيبة شديدة..
وضعت إلهام أصابعها أسفل ذقنها وأخذت تفكر وتستعيد أحداث اليوم مردده..
رفعت يدها وأشارت بأحدي أصابعها على عقلها وتابعت..بس أنا فهماها وعارفة أنها رايحة تشوفه واقف في الركن البعيد الهادي بيتودود في التليفون مع مين..
كانت رايحة ضحكتها من الون للودن ومنشكحه على الاخر كأنها بتعمل أعلان لمعجون سنان.. رجعت يا حبة عيني مبوزة ولا اللي واخده بونيتين وشلوط في وشها.. تقريبا كده هاشموله كان بيحب في بني آدمية وهي اټصدمت يا قلب أمها.. كبدي عليها..
ولما هو بيكلم غيرها كان بيطلبها للجواز ليه بس!..
بعدت إلهام يدها عن الصغير برفق و بدأت تربت عليه بحنو وهي تقول بلهجة حادة..
سيبي الواد نايم جنبنا على ما تغيري هدومك وابقي تعالي علشان نروح نطمن على خديجة.. زمنها هديت وهتفتح لنا الباب وأنا مش هسبها إلا لما أعرف أيه اللي حصل وزعلها كدهون..
امممم أسطوانة كل يوم جوزي واحشني أوى وعايزه ارجعلو يا خالتي مش كده! ..
حركت إيمان رأسها بالايجاب سريعا و تحدثت بلهفة قائله..أيوه كده يا خالتي.. واحشني أوي أوي كمان الصراحة.. مش واخدة أبعد عنه كل دا وأنا داخلة على العشر أيام هنا.. كفاية كده وهرجع أصبح بأمرالله..
مالت إيمان على الصغار قبلتهما بحب وسارت نحو الخارج وهي تقول.. مش هتأخر عليكي يا حبيبتي.. علشان نطمن على ديجا الغلبانه دي..
أنهت جملتها وأغلقت الباب خلفها..
ربنا يهدي سرك يا إيمان يا بنتي أنتي كمان..
قالتها إلهام وهي تمسك الهاتف الموضوع بجوار سريرها و قامت بطلب إحدي الأرقام ووضعت الهاتف على أذنها تنتظر الرد وهي تحدث نفسها بفخر..
الحمد لله أنك ختي الإبتدائية يابت يا لوما.. التعليم حلو برضوا وبينور العقل..
بينما إيمان دلفت لداخل جناحها غالقة الباب خلفها.. رفعت يدها تبحث عن مفتاح الإضاءة حتي عثرت عليه وقامت بأشعاله..
لتصعق حين وجدت زوجها تامر يقف بجوارها مستند بظهره على الحائط واضعا يديه بجيب سرواله وينظر لها بابتسامة هادئه..
لم يستوعب عقلها بعد وجوده وأنه هو زوجها ليس رجل غريب وبالفطرة فتحت فمها وهمت بالصړاخ بكل قوتهاولكن شفتيه التي أطبقت على شفتيها بلمح البصر مبتلع صرخاتها بجوفه ويردد من بين قبلاته دون أن يبتعد عنها..
هششششش.. أهدي متخفيش.. أنا تامر جوزك يا إيمان..
التقطت أنفاسها بصعوبه واستكانت بين يديه تنظر له بأعين جاحظه وبهمس يكاد يسمع قالت بعدم تصديق..
انت هنا بجد! ..
ضمھا تامر لصدره بقوه مغمغما.. اممم.. أنا هنا..واحشتيني يا أم محمود.. مقدرتش أبعد عنك أنتي وابننا أكتر من كده..
بدلته إيمان عناقه وهمست بعشق قائله..
أنت اللي واحشتني أكتر يا تامر..واحشتيني أوي يا حبيبي وكنت ناويه اجيلك بكرة والله ..
واديني أنا اللي جيتلك.. أردف بها وهو يبتعد عنها قليلا ووضع جبهته على جبهتها وتابع باشتياق وهو يسير بها نحو الفراش..
تعالي أشبع منك شوية قبل ما ابنك يصحي..
.......................................
.. بجناح مارفيل..
لأكثر من ثمانية ساعات يجلس محمد على الفراش بجوار مارفيل التي تغص بنوم عميق.. يغمرها بسيل قبلاته المتفرقة على كافة وجهها دون كلل أو ملل..
أشتقت إليك مارفيل.. أشتقت إليك كثيرا حبيبتي..
هبطت دمعه حارقه من عينيه ببطء حتي أستقرت فوق جبهتها وتابع بندم..
أخطأت بحقك أعترفولكن دعينا ننسي ما حدث ونبدأ من جديد..
لن يحدث محمد.. همست بها مارفيل بضعف شديد وهي مازالت غالقه عينيها..
أرحل من هنا.. فأنا أصبحت بحماية ابني ولن تستطيع إجباري على العودة إليك مهما فعلت..
مارفيل لأجل ابننا اعطيني فرصة واحده فقط..
أردف بها