رراية فارس الجزء الاخير
ما لديه من لطف إزالة كفيها متمتما برفق..
بصيلي يا روحي..
رفعت وجهها ببطء ونظرت له بعينيها الناعسه ووجنتيها المشتعله بحمرة الخجل.. ابتسم لها ابتسامته المطمئنة وتحدث بتنهيدة قائلا..
انتي لسه متعرفيش انا بحبك أد أيه!..
عارفه يا فارس وحاسة بحبك قوي كمان..
قالتها إسراء وهي تحتضن وجهه بين يديها الصغيرة..
لا لسه متعرفيش أن حبك عندي أكتر بكتير من كل نفس بتنفسه وكل دقه بيدقها قلبي..
صمت لبرهه وتابع بلهجة أكثر خشونة يثبت لها مشاعره و ملكيته إياها وحده..
بحبك يا إسراء..
ضمھا لصدره بقوه وأخذ نفس عميق يستنشق عبيرها ويهمهم بستمتاع..
رفرف قلبها بشدة من حديثه الصادق الذي يقتحم قلبها ويخطف أنفاسها.. بل يخطفها هي كلها لعالم وردي لا يوجد به غيرهما..
علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسده العريض الذي يحاوط جسدها الصغير بحماية ولهفة عاشق متيم بقربها..
تحرك برأسه حتي أستند بجبهته على جبهتها وتابع وهو يقبل أرنبة أنفها..
جملته جعلت ابتسامتها تتلاشي شيئا فشيئا وانتفض قلبها أنتفاضة دبت الړعب بأوصلها جعلتها ترتجف بين يديه قليلا وقد حسمت أمرها أن تخبره بوجود تلك الوسيلة اللعينه..
ابتلعت غصة مؤلمة بحلقها .. بينما إنتفاضة قلبها تزيد و تتدافع وهي تتذكر أنها على ذمته منذ أكثر من أربعة أشهر وكان مخصص لها طاقم من الأطباء داخل قصره يهتمون برعايتها رعاية كاملة وقد ذكرتها والدتها ذات مرة بتخلص من تلك الوسيله فور زوجها منه إلا انها أبت ظنا منها أنها لن تميل له يوميا..
ترتجف بشكل ظاهر .. تحول الى انتفاضات أشبه بالذعر وهي تتخيل رد فعله فور أخباره أنها لم تكن تنوي أن تنجب منه.. رباه لقد صعبها عليها كثيرا خاصة حين رأته يعقد حاجبيه بتعجب وقد ظهر القلق على محياه عندما شعر بخۏفها الذي جعل وجهها تنسحب منه الډماء.. فأسرع بضمھا داخل حضنه هامسا بلهفه ويده تربت على شعرها وظهرها بحنان بالغ..
حمحمت كمحاوله منها لإيجاد صوتها وتحدثت بتوتر قائله..
مافيش حاجة.. أنا كويسه أطمن..
توهجت عينيه أصبحت كالجمرتين وتحدث بخفوت
قاس محذرا..
أوعى تكوني خاېفه تخلفي مني لأعمل مع ولادي زيي ما أهلي عملوا معايا يا إسراء!..
جحظت عينيها من تصريحه الخاطئ كليا واسرعت بتحريك رأسها بالنفي مردده..
لكزته بقبضة يدها بكتفه برفق مكمله بعتاب..
إزاي أصلا تفكر أني ممكن اعمل حاجة زي دي واغضب ربنا وامنعك من حقك في الخلفة..
ابتسم لها ابتسامة حزينه مردفا بمرار..
في جملة بتقول فاقد الشيء لا يعطيه..
ضمت رأسه لصدرها بلهفه تربت على شعرة بحنو وكأنه صغيرها مردده بثقه..
بالعكس فاقد الشيء دا بيعوض غيره من غير حساب.. زي ما انت بتعمل مع إسراء بالظبط.. حبك وحنيتك عليها خلتني واثقه إنك هتكون اعظم اب في الدنيا كلها..
حديثها أثلج قلبه وجعل الفرحة تعود لملامحه من جديد.. فرفع رأسه ونظر لها وتحدث بلهفه قائلا..
وأنا أوعدك أني عمري ما هفرق في معاملتي بين إسراء بنتي وبين ال.. 12 عيل اللي هتخلفهوملي.. كلهم هيبقوا ولادي و والله غلاوة إسراء احتمال تكون أغلى منهم كمان..
اعتلت الصدمة ملامح إسراء للحظات ومن ثم اڼفجرت ضاحكة بقوة مردده بذهول..
10.. 12 عيل ايييه يا افندينا.. أنت فاكرني أرنبة ولا أيه!..
وأحلى أرنبة بيضة وزي المرمر يا بيبي..
قالها أمام شفتيها وهو يدفعها برفق ويميل عليها مختطف شفاهها بقبلات رقيقه متتالية..
إسراء واحشتيني أوي يا فارس..
همست بها إسراء بنعومة وهي تحاول ابعاده عنها بضعف..
زاد من ضمھا له أكثر وهبط بشفتيه لعنقها يلثمه ببطء مدمدما بنبرة ماكرة..
وأنا كمان واحشتني أوي وهتجنن عليها..
ضحكت بغنج متمتمه..
فارس بكلمك بجد..ماما وخديجة كمان وحشوني.. بقالنا أسبوعين بعيد عنهم كفاية علينا كده ولو أنت لسه عندك شغل خليني ارجعلهم أنا!..
رفع رأسه ونظر لها بأعين اشتعلت بها الرغبه والشوق وغمز لها بشقاوة وهو يقول..
ترجعي فين يا بيبي.. أنتي رجلك على رجلي في أي مكان أروحه ولو على إسراء ومامتك و ديجا فأنا جبتهملك لغاية عندك وهنقضي الصيف كله هنا..
مد يده لجهاز تحكم موضوع على جانب الفراش وقام بفتح شاشة كبيرة معلقه بإحدى جدران الجناح.. لتظهر غرفة الزوار الخاصة بهما تجلس بها كلا من إلهام حاملة الصغيرة إسراء ..خديجةوحتي إيمان وصغيرها محمود يتسامرون سويا..
صړخت إسراء بفرحة غامرة وانهالت على فارس
بسيل من القبلات مردده..
ربنا ميحرمنيش منك أبدا يا أحلى أبو الفوارس في الدنيا..
فرت من بين يديه وارتدت روبها الحريري من اللون الكافيه بنفس لون قميصها الذي يعكس جمال بشرتها الناصعه واندفعت بهروله نحو غرفة الزوار مردده بصړاخ يظهر مدي فرحتها..
إسرااااااء.. يا قلب أمك..
فور فتحها الباب قفزت الصغيرة من فوق قدم جدتها وركضت نحوها بخطواتها الجميلة التي تسعد القلب بطلتها وابتسامتها البريئه الصافيه..
لتتسمر إسراء بمكانها فجأة واعتلت ملامحها الدهشه حين دفعتها الصغيره ومرت من جوارها متجهه نحو فارس الواقف خلفها وارتمت داخل حضنه تضمه بحب مرددة بصوتها الطفولي العذب..
فالس واحشتني..
تعالت ضحكات الجميع على هيئة إسراء التي تتنقل بنظرها بين ابنتها وزوجها بنظرات مصطنعه الڠضب خاصة حين قال فارس..
أهلا.. أهلا بروح قلب فالس..
..
الفصل ال..
!!..
.. خارج جناح مارفيل..
يقف فارس بملامح مرتعدة بجوار والده يتابع الأطباء وهما يحاولون تهدأت والدته التي دخلت بنوبة بكاء حاد حتي أصبحت على وشك الإنهيار..
كانت مارفيل تصرخ بكل قوتها مرددة بكلمات غير مرتبة تحمل بينها لغز يصعب حله بسهولة .. أنا صامتة لأجلك.. لأجلك فارس.. لأجلك فقط بني..
تراخي جسدها وأغلقت عينيها بضعف بعدما قامت إحدي الممرضات بحقنها بحقنة مهدئة.. جعلتها تستلم لنوم عميق خلال ثواني معدودة..
زفر فارس براحة ونظر لوالدة الذي ينظر لزوجتة بلهفة و أعين تترقرق بها العبرات وتحدث بهدوء قائلا..بابا ممكن أتكلم مع حضرتك شوية..
عايز تتكلم في ايه يا فارس!..
قالها محمد وعينيه ثابته على مارفيل يرمقها بنظرات مختلطة بين العشق والاشتياق والعتاب..
سار فارس نحو أقرب مقعد جلس عليه واضعا رأسه بين كفيه وتحدث بتعب قائلا..
في حاجات كتير أنا مش فاهمها وأسئلة كتير مش لاقي ليها أجوبة..
أخذ محمدنفس عميق الټفت ببطء ينظر له مغمغما.. هجاوبك على كل أسئلتك وهفهمك كل حاجة يا فارس.. بس ممكن تسبيني مع مارفيل شوية لوحدنا..
صمت لبرهه وتابع وهو يصطك علي أسنانه بغيظ..
من ساعة ما رجعت من برة وأنت لازق معانا هنا.. انت مش المفروض عريس وفي شهر العسل! ..
رفع فارس رأسه ونظر له بدهشة حين تابع بنبرة ساخرة..
حد يسيب عروسته ويجي يقد جنب أمه يا عريييسس.. رمقه بنظرة ماكرة ولاعب حاجبيه له بحركة أذهلت فارس وأكمل بأسف..
شكلك كده مرفعتش راسنا ولا أيه! ..
لاااااااا.. لااااااا وكمان لااااااااا بقي.. دا أنا رفعت راسكم للسما يا أبو فارس..
قالها فارس بفخر وهو ينهض من مكانه واقترب من والده وضع يده حول كتفه وتابع بحاجب مرفوع..
دا أنا فارس الدمنهوري.. يعني مينفعش تشك في قدراتي ياوالدي..
مال علي أذنه مكملا بتساؤل.. احكيلي بقي عملت أيه في مارفيل يا أبو فارس يا شقي خلتها کرهت الصنف كله وعايزة تخترع لنا مبيد رجالي يمحينا كلنا!..
رفع محمد حاجبيه ونظر له بشرار وتحدث پغضب مصطنع.. ما أنا قولتلك هتزفت أحكيلك بس مش دلوقتي.. خليني أقعد مع حبيبتي شوية قبل ما تفوق وتطردني زي كل مرة..
أنهي حديثه ودفعه للخارج ببعض العڼف.. لتتعالي ضحكات فارس وتحدث وهو يغمز له بشقاوة..
الله عليك يا ابو الفوارس يا حبيب..
توقف محمد عن دفعه وتنهد باشتياق وهو يقول بجدية..
اه حبيبورجعت مصر بعد كل السنين دي علشان أنا بلدي اللي فيها..
أشار بيده على الغرفة النائمة بها مارفيل وتابع بعشق.. أمك يا فارس.. الست الوحيدة اللي قلبي عشقها.. لا قبلها ولا هيكون في بعدها.. برغم كل حاجة واي حاجة هتفضل مارفيل هي حبي الوحيد..
نفخ بضيق وتابع بنفاذ صبر..
ويله اتفضل بقي.. انت ناسي أن غفران عاملك حفلة عنده انهارده في الشاليه ولا أيه!..
ضړب فارس بكف يده على جبهته وتحدث بأسف..
أيوه فعلا.. إزاي نسيت دا مأكد عليا وعازم حضرتك كمان..
محمد.. بهدوء.. اعتذرله بالنيابه عني.. أنا هفضل مع مارفيل وأنت إياك المح طيفك هنا الليله.. خلص حفلتك و خد مراتك وأطلع على اليخت انا كلمت العمال وقالولي انه وصل المينا في الغردقة..
دا هدية جوازك مني.. أنا مرتضتش اسميه.. شوف هتسميه أيه أنت بمعرفتك..
شكرا على كل حاجة يا بابا.. لولاك بعد ربنا كنت خسړت مراتي.. غمغم بها فارس وهو يقطع المسافة بينهما وعانقه بحب.. مقبلا كتفه مرات متكررة.. ربنا ميحرمنيش منك أبدا ..
تسمر محمد محله لوهلة لم يبدله عناقه.. أطبق جفنيه بقوة يكبح عبرات الندم التي تجمعت بعينيه ومن ثم رفع يده وربت على ظهره متمتما..
ولا يحرمني منك أبدا يا ابني..
ابتعد عنه قليلا ورفع يده ربت على وجنتيه بحنو وتابع بابتسامة.. مش عايزك تشيل هم اي حاجة بعد كده.. أنا عقبت ديمة على كل اللي عملته ورمتها في مصحة نفسية والدكتورة اللي اسمها سلمي دي كانت متهدده بابنها البنت اللي معها كانت تبع ديمة وخدت نصيبها من العقاپ.. اطمن..
حرك فارس رأسه بالنفي وتحدث بأسف قائلا..
مش هعرف اطمن طول ما أبو ديمة شريك معاناوواثق انه مش هيسكت على اللي حصل في بنته.. علشان كده أنا هفضل واخد احتياطات كافية لحد ما أفض الشراكة دي في أقرب وقت..
اعمل اللي يريحك وخليك واثق إني هبقي في ضهرك من هنا ورايح.. أردف بها محمد بابتسامة يخفي بها لمعة الدموع بعينيه..
مال فارس عليه وطبع قبله مطوله فوق جبهته وهو يقول.. وأنا دايما هكون سندك وعزوتك يا أبو فارس..
أنهي جملته و سار نحو الخارج مكملا باستعجال..
هسيبك أنا بقي مع حبيبتك وهروح اطمن على اليخت بنفسي والحق أجهز للحفلة ولو في أي حاجة كلمني هجيلك على طول..
انتظر محمد حتي تأكد من ذهاب فارس وأغلق الباب خلفه وهرول نحو غرفة زوجته بخطي مرتجفة وقلب ينبض پجنون من شدة عشقه واشتياقه وخوفه أيضا ..
.. داخل مكان مخصص للهو الأطفال..
يقف هاشم ورجال الحرس التابعين له يقومون بحراسة كلا من..
إسراء إلهام خديجة إيمان عهد والصغار الذين يلهون بمرح