رواية خيوط الغرام بقلم دينا إبراهيم
والامومة
وقفت مني امام مكتبه بابتسامه مغرورة من سليلة الحسب والنسب و الجاه تلك من استطاعت الايقاع به هي و والدها من رسمت الحنان و الطاعة و الحب و الهيام
جلست بكل عنجهية غير مباليه بنظراته الڼارية و نظرات زملائه المتوترة
ازيك يا بيبي
قالتها مني من بين شفين مرسومتين بعنايه بالغه باللون الاحمر القاتم
قالها ظافر بابتسامه توازي ابتسامتها المقيتة وراقب تلك الابتسامة تهتز ولكنها اكملت بكل غرور
هتفضل طول عمرك عديم الذوق يا بيبي
بس مش مهم اللي بينا اكبر من كده ولا ايه
قاطعهم صوت احد الموظفين وهو يشعر باحتدام الموقف قائلا
احنا هناخد بريك قهوه بعد اذنك
هز ظافر رأسه واشار لهم بالذهاب بيده
عايزة ايه يا مني جايه هنا ليه
وحشتني يا بيبي
قاطعها بتلقائية وهدوء دون ان يرمش له جفن
انت ليه مصر تنرفزني
قالتها پحده و صوت عال قليلا ليردف ظافر غاضبا
الكلام دا تضحكي بيه ع ظافر اللي وقعتيه ف شباكك وكان فاكر نفسه بيحبك لكن دلوقتي لا يا مدام
ابتسم ببطء قائلا
اعلي ما في خيلك اركبيه يا مني واتفضلي من غير مطرود
دوت ضحكاتها الشريرة لتردف بغل دفين برفضه الدائم لها
لا انت اللي مطرود يا يا بشمهندس
راقبها ظافر وهي تتجه نحو السكرتارية فتخرج كارت والدها الشهير مفتاحها للعبث في الحياة و كأن البشر دمي من حولها
وقف ظافر يلملم اشيائه يعلم تماما انه سيطرد اليوم فامسك بورقه يسبقها الي نصرها
و ماهي الا دقائق حتي كتب استقالته ووضعها علي مكتب السكرتارية طالبا منهم تقديمها بالنيابة عنه و خروجه من المبني الذي شهد بدايات عمله و حلمه وشقاء ليالي كثيرة
في شقه ظافر
يلا يا سيري عسان خاطري يلا يلا
ضحكت شروق وهي تضع قدمها علي الاريكه امامها
يا خلاثي احلي سيري وعسان خاطري دي ولا ايه
ضحكت فيري بمرح طفولي وهي تحاول جذبها من ذراعها
يلااااااا يلااااااا عايزززة دلوقتي
يا فيري يا قلبي استني طيب بابا يجي يجبلك
انتي تجبيلي
تنهدت شروق وهي تعتدل لتبتسم بقله حيله قائله
روحي البسي الشوز ونادي يويو عقبال ماالبس يا هانم
قفزت فيري بسعادة
يوويووو يلاااا هننزل نجيب الكاب كيك مع سيري
يابت امسكي في الشين دي هتندمي
قالت شروق وهي تتابع ضحكاتها
وبالفعل ماهي الا دقائق حتي جهز الجميع و توجهوا الي الفرن المقابل لمبناهم
يا مرحب يا مرحب ايه يا مدام شروق كل دي غيبه
قالت منار العاملة الجديدة بالفرن منذ اربعه شهور
لتبتسم شروق قائله
وحشتيني والله يا منار بس زي ماانتي شايفه كده مبقتش اشوف الشارع كتير
قالتها وهي تشير الي بطنها المنتفخه امامها لتبتسم منار بمرح قائله
تقومي بالسلامة يا حبيبتي وخدي رقمي لما تعوزي حاجه متنزليش انتي و هطلعهالك ماشي
كلك ذوق يا حبيبتي ربنا يخليكي
انتي بتعملي ايه هنا
اتاهم صوت ظافر من الخلف فنظرت له شروق بتعجب من حده لهجته و وجوده السابق لاوانه فلم ينتهي دوام عمله لتردف قائله وهي تراه يمسك الولدين منها وينظر لها شزرا وكأنها اجرمت
كنت بشتري كيك للأولاد
مكنتيش قادرة تستني لما اجي او تتصلي بيا اجيب وانا جي
زمت شروق شفتيها پغضب اللعڼة عليه من يظن نفسه ليوبخها هكذا كالأطفال امام الجميع
عادي انا نزلت مع الاولاد نشتري واهو بالمرة اشم هوا انا انسانه
عادي انتي شايفه ان في اي حاجه عادي في حياتنا
عقدت منار حاجبيها پغضب و كادت تتدخل لنجده من تعتبرها صديقه حتي وان كانت لا تليق بها في نظر الكثير فهي ابنه الاحياء الشعبية بل العشوائية و عامله الفرن
ولكن لسانها عقد عند رؤيه مروان ذلك الرجل الطويل ذو القامه المثالية
والعيون السوداء وشعره الاسود المزين ببعض الخصلات البيضاء التي تكاد لا تظهر الا في ضوء النهار و الساكن في نفس المبني التي تقيم به شروق وتراه يوميا وهو يذهب مع زوج شروق في نفس الميعاد و بنفس الاتجاه
غامت في احلامها وهي تأكله بعينيها متناسيه من حولها
راقبته وهو يمسك بذراع ظافر يهمس في اذنه فغارت اذنها متمنيه ذلك الهمس
قطع افكارها صوت ظافر الذي هدئ قليلا وهو يري العنفوان يتخلل
معذبته ذات العيون الخضراء لتصبح كالأشجار المشټعلة
حصل خير يا مروان