رواية نوفيلا الفصول الاولي
تتقشر يداها و تزداد خشونة و تتوالى السنون عليها حتى تصبح عجوزا وحيدة تنتظر مۏتها.
إنها حياه خطتها والدتها و سوف تستسلم لها يقينا في نفسها إنه نصيبها.
خرجت من أفكارها على صوت والدتها تحثها على المجيء لتنظيف المنزل فنهضت لتبدل ثيابها و اتجهت باستسلام إلى الخارج فلا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها و لن ېؤذيها الأمر أكثر مما صنعته كلماتها.
دلف شادي إلى غرفة نسرين بعدما عاد من سفره و قد قرر رغم ارهاقه أن يصحبها إلى موعدها مع رماح.
أنت مجهزتيش لسه!
صاحت بفرحة بينما تنهض من الفراش و تركض إلى ذراعيه
شادي! جيت امتى
تشبثت به فبعودته عاد الأمان إليها مرة أخرى برقت عيناها بعبرات صامتة سرعان ما تحولت إلى شهقات باكية خاڤتة لتشتد ذراعيه من حولها و قد ادرك إن سعاد لابد و إن فعلت شيئا ما لتجعلها في تلك الحالة فلم يكن بحاجة إلى السؤال مكتفيا بالتربيت برفق على ظهرها كما كان والدهما يصنع في صغرها.
أنا مش هسألك إيه اللي حصل لإن عندي خلفية باللي حصل بس أنا مش هسمحلك توقفي حياتك علشان أي حد.
ردت بنبرة مستهزئة
و هي فين الحياه!
استطردت پألم واضح في نبراتها يعكس الحزن على وجهها
أنا معنديش حياه يا شادي لا شغل و لا هوايه و لا اصحاب و لا حب أنا ضايعة أوي.
أنا حاسه إني معنديش هدف إلا إني استنى مۏتي.
بدى التأثر على ملامحه فشابة في عمرها تتمنى المۏت و هي التي لم تذق من شهد الحياه شيئا.
تحدث بنبرة هادئة و لكن حازمة في ذات الوقت
أنت بتستسلمي يا نسرين.
صاحت بحړقة
اه بستسلم عارف ليه علشان هي مش هتسمحلي ابقى حاجه و لا إني ابقى مبسوطه.
اردفت بتساؤل باكي
هو أنا حرام أبقى فرحانه يا شادي!
حاولي تاني و تالت علشان خاطر نسرين لإنها تستحق كل السعادة اللي في الدنيا.
تمتمت بصوت مخټنق دون ان تفارق ذراعيه
أنا خاېفه أوي يا شادي خاېفه أفضل تعيسه طول حياتي.
رد بصدق
هتلاقي السعادة عارفه ليه!
استطرد بثقة
لإن ربنا مخلقناش علشان نعيش في حزن كل اللي بنمر بيه أكيد ليه سبب في علم الغيب و علشان احنا منعرفش السبب ده فلازم نصبر.
دلوقتي ألبسي علشان نروح العياده.
كادت أن تعترض و لكنه غادر سريعا دون أن يبالي باعتراضاتها ارتدت ثيابها و حجابها ثم اتجهت إلى الخارج لتجده يقف مع والدتها فصمت عندما رآها كانت منحنية الرأس فلم تلاحظ تلك النظرات المحذرة التي رمق والدتهما بها.
قال بلطف
يلا يا نسرين علشان احنا كده اتأخرنا.
اتجهت معه في استسلام إلى الطبيب فجزء منها متشائما مازال غير مقتنعا بإنها قد تجد سعادتها يوما ما.
شكلك زعلان!
قال رماح بينما يرمقها بنظرات متفحصة.
ردت بخفوت تتجنب النظر إليه
مش زعلانه.
كدابه.
رمقته بدهشة حقيقية سرعان ما تحولت إلى ڠضب من وقاحته.
استطرد دون أن يبالي بنظراتها
واضح أوي إن حد ضايقك و إنك جايه بالإجبار النهارده ممكن اعرف إيه اللي حصل!
ردت پغضب
تعجبته فهي طالما كانت مستكينة هادئة و لكنه يخرج أسوأ ما فيها
و أنت مالك!
ابتسم بينما يرى شرارات الڠضب في عينيها فهو يفضلها كهذا بدلا من كونها خنوعة.
أنت بتضحك ليه دلوقتي!
اتسعت ابتسامته و قال ببرود
بحبك و أنت متعصبة.
ارتبكت عندما قال تلك الكلمة بحبك حاولت أن تهدأ من ضربات قلبها المتسارعة فهي كلمة عادية قالها سهوا دون أن يلاحظ.
لم تلاحظ نظراته الماكرة التي ترصد كل تغير في تعابير وجهها معجبا بتأثيره عليها و قرر أن ينفذ ما يطمح إليه في دخيلة نفسه.
انتهت الجلسة بصراحة رماح و اسئلته التي تجدها نسرين وقحة للغاية ثم اعطاها ورقة مختلفة عن الأولى و تفاجأت أيضا إن للحلويات جزءا من تلك