رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
السعادة صدم من نفسه وشعر وكأنه شخصين متنافرين
طوال تلك السنوات تلح حافظة عليه ليتزوج وما أن أقبل على عامه الثاني والثلاثون باتت تلح بإصرار لا تقبل التأجيل والتسويف ضيقت عليه الخناق لا يجد مفر وكلما فكر بحبيبة تراجع خوفا عليها من نفسه ومن والدته
بهذا التوقيت انتقلت إلى مدرسته معلمة جديدة حسناء تصغره بعامين تشبه بملامحها حبيبة وكأنها توأمها تزيد عنها طولا محجبة كلما رآها عبد الرحمن أمعن النظر بها دون شعور منه يحصي جوانب اختلافها عن حبيبة ينتبه لفعله حين يرى احمرار وجهها خجلا فاعتقدت هي إنه أعجب بها اما هو فنما داخله سؤالا أيعوضه الشبه عن وجود حبيبة بحياته! ومع ضغط والدته قرر الارتباط بها وحين أخبر والدته عنها رحبت بحفاوة بعد أن علمت ظروفها وانها يتيمة الأب
تحدث وهو شبه شارد لا يعلم ما سيفعله خطأ أم لا
في عروسة بفكر اتقدم لها ومتردد
بردوا مش أي عروسة تنفع قولي متردد ليه وهي مين
زميلتي في المدرسة اتنقلت قريب أصغر مني بسنتين
يعني ٣٠ سنة وما اتجوزتش لحد دلوقتي ليه كده دي فاتها قطر الجواز تقريبا
ابتسمت باتساع فها هي وجدت ضالتها
عادي يا عبد الرحمن الفقر وضيق الحال مش عيب خد عنوانها وحدد معاد مع أمها نروح نخطبها والجواز على طول كفاية تضييع وقت
لم يكن ترحيب حافظة ودفاعها من جانب إنساني ولكن ما علمت عنها سيكسرها ويجعلها تقبل ما تريد مرغمة أما عبد الرحمن فظن ان ما يجذبه لحبيبة هو هيئتها وها هو وجد شبيهتها وتقبل بكل ما يريد ورغم ذلك حدثه قلبه بخطأ ما يقدم عليه ولكن في ظل ترحيب حافظة لم يستطع التراجع أصرت والدته الإسراع بإتمام الزواج وكل ما سيطر عليها دورها المرتقب الذي حلمت به كثيرا أن تلبس ثوب حماتها وأن تكن المحفزة لتأديب زوجة ابنها ولن تجد أفضل من حسناء بظروفها لتتقبل ما تنوي دون أن تجد من يؤازرها
عادت من الجامعة مسرعة لتكون بعون صديقتها والأصعب من تجدد ذكريات الألم هو معايشة ألم جديد قاټل فاليوم موعد حفل زفاف عبد الرحمن وتم تعليق الزينة والأنوار شعرت بوخز بقلبها وألم كاد ان يمزقها بمرورها أمام بيته
تحدثت دموعها عنها لم تتمكن من حپسها ففاضت وسالت على وجهها أومأت له مطئنة إياه بعكس ما بداخلها
شعر پألم ينحر قلبه واسترسل متسائلا
ليه الدموع دي بس
أدارت وجهها بعيدا عنه وحاولت التحكم بدموعها وحبسهم أسرعت تجمع ما سقط منها لتهرب من قربه
فتحدث مټألما يدور بعقله سؤال عذبه أتعجل بفعله
طاب خليني أساعدك
لم تجيبه نفذت طاقتها كاملة اكتفت بالصمت أما هو فجمع كتبها وعينه معلقه عليها يتألم من أجلها
احترق قلب حبيبة حزنا لم تتوقع رؤياه ولم تكن مستعدة للقاء كانت بأضعف أحوالها يومها عصيبا صڤعتها الحياه مرتين بقسۏة شديدة أما عبد الرحمن فلم يكن أحسن حال منها فرؤيته
لها و لدموعها أكدت له أنه أخطأ في حقيهما فكر بألا يتمم زواجه وتراجع فزفافه اليوم وما ذنب حسناء هو لم يريد أذيتها ولا حيلة له سوى إتمام الزواج وكأن القدر يعانده فتأكد اليوم فقط أنها تتذكره لم تنساه نظراتها اخبرته بما تكنه له بصمت