السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر

انت في الصفحة 11 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

السعادة صدم من نفسه وشعر وكأنه شخصين متنافرين 
طوال تلك السنوات تلح حافظة عليه ليتزوج وما أن أقبل على عامه الثاني والثلاثون باتت تلح بإصرار لا تقبل التأجيل والتسويف ضيقت عليه الخناق لا يجد مفر وكلما فكر بحبيبة تراجع خوفا عليها من نفسه ومن والدته 
بهذا التوقيت انتقلت إلى مدرسته معلمة جديدة حسناء تصغره بعامين تشبه بملامحها حبيبة وكأنها توأمها تزيد عنها طولا محجبة كلما رآها عبد الرحمن أمعن النظر بها دون شعور منه يحصي جوانب اختلافها عن حبيبة ينتبه لفعله حين يرى احمرار وجهها خجلا فاعتقدت هي إنه أعجب بها اما هو فنما داخله سؤالا أيعوضه الشبه عن وجود حبيبة بحياته! ومع ضغط والدته قرر الارتباط بها وحين أخبر والدته عنها رحبت بحفاوة بعد أن علمت ظروفها وانها يتيمة الأب 
وبعدين يا عبد الرحمن أنت لازم تتجوز العمر بيجري أنت مش صغير عندك ٣٢ سنة هتتجوز امتي وتخلف امتى
تحدث وهو شبه شارد لا يعلم ما سيفعله خطأ أم لا
في عروسة بفكر اتقدم لها ومتردد 
بردوا مش أي عروسة تنفع قولي متردد ليه وهي مين
زميلتي في المدرسة اتنقلت قريب أصغر مني بسنتين 
يعني ٣٠ سنة وما اتجوزتش لحد دلوقتي ليه كده دي فاتها قطر الجواز تقريبا 
سألت وعرفت أنها يتيمة الأب وأمها ربة منزل ومعاش والدها بسيط ملاليم وده اللي أخر جوازها لأنها مش هتقدر تجهز نفسها 
ابتسمت باتساع فها هي وجدت ضالتها
عادي يا عبد الرحمن الفقر وضيق الحال مش عيب خد عنوانها وحدد معاد مع أمها نروح نخطبها والجواز على طول كفاية تضييع وقت 
لم يكن ترحيب حافظة ودفاعها من جانب إنساني ولكن ما علمت عنها سيكسرها ويجعلها تقبل ما تريد مرغمة أما عبد الرحمن فظن ان ما يجذبه لحبيبة هو هيئتها وها هو وجد شبيهتها وتقبل بكل ما يريد ورغم ذلك حدثه قلبه بخطأ ما يقدم عليه ولكن في ظل ترحيب حافظة لم يستطع التراجع أصرت والدته الإسراع بإتمام الزواج وكل ما سيطر عليها دورها المرتقب الذي حلمت به كثيرا أن تلبس ثوب حماتها وأن تكن المحفزة لتأديب زوجة ابنها ولن تجد أفضل من حسناء بظروفها لتتقبل ما تنوي دون أن تجد من يؤازرها 
كانت حبيبة حينها بعامها الأخير بكليتها وتزامن زواج عبد الرحمن بأزمة والد سما الصحية وتأخرت حالته وتدهورها فأعادت لها ذكريات فقد والديها وأصبحت في قلق مستمر ان تفقد صديقتها والدها فدخلت بحالة اكتئاب ووصلت لأقصى حدتها حين علمت بخطبة عبد الرحمن وقرب إتمام زواجه لم تعد تقوى على المذاكرة وثقلت حركتها لا تقوى على مواصلة واستئناف حياتها تذهب للكلية مضطرة كي لا تزعج محمود وتتغيب عنها كلما وجدت سبب مقنع 
تحيا بلا روح أو حياة حتى حدث ما ألم قلبها وأحيا ذكريات الفقد ووجعه ففي أحد الأيام تأخرت سما عن محاضراتها وانقبض قلب حبيبة فاتصلت بها لتطمئن على والدها واخبرها صوت بكاء سما واصوات العويل بأن الفراق حان وأصبح واقعا ماټ والد صديقتها والذي كانت تراه كوالدها تجددت ألآم الفراق وحدته 
عادت من الجامعة مسرعة لتكون بعون صديقتها والأصعب من تجدد ذكريات الألم هو معايشة ألم جديد قاټل فاليوم موعد حفل زفاف عبد الرحمن وتم تعليق الزينة والأنوار شعرت بوخز بقلبها وألم كاد ان يمزقها بمرورها أمام بيته 
وقف عبد الرحمن من يشرف على التجهيزات غافلا عن تواجدها بالقرب تعاظم توترها وألمها فتعثرت بمشيتها كادت أن تقع مرات عدة تصارعت دقات قلبها حزنا لحظ مرورها بمركز الحفل المنتظر الټفت ساقيها ولم تتمكن من حفط توازنها أوشكت السقوط لولا أن استند جسدها على من جاورها يواليها ظهره اصطدمت به فالتف كلاهما للآخر هو متعجبا وهي لتعتذر صدم كليهما التقت الأعين وتحدثت ساد الصمت داخليهما رغم الضوضاء المحيطة بهما تبادلا النظرات هي بعتاب وهو بأسف لحظة وقف بها الزمن ناعيا قلبيهما تدارك هو الموقف سريعا سألها بصوت ضعيف واهن
أنت كويسة
تحدثت دموعها عنها لم تتمكن من حپسها ففاضت وسالت على وجهها أومأت له مطئنة إياه بعكس ما بداخلها
شعر پألم ينحر قلبه واسترسل متسائلا
ليه الدموع دي بس 
أدارت وجهها بعيدا عنه وحاولت التحكم بدموعها وحبسهم أسرعت تجمع ما سقط منها لتهرب من قربه 
فتحدث مټألما يدور بعقله سؤال عذبه أتعجل بفعله 
طاب خليني أساعدك
لم تجيبه نفذت طاقتها كاملة اكتفت بالصمت أما هو فجمع كتبها وعينه معلقه عليها يتألم من أجلها 
احترق قلب حبيبة حزنا لم تتوقع رؤياه ولم تكن مستعدة للقاء كانت بأضعف أحوالها يومها عصيبا صڤعتها الحياه مرتين بقسۏة شديدة أما عبد الرحمن فلم يكن أحسن حال منها فرؤيته
لها و لدموعها أكدت له أنه أخطأ في حقيهما فكر بألا يتمم زواجه وتراجع فزفافه اليوم وما ذنب حسناء هو لم يريد أذيتها ولا حيلة له سوى إتمام الزواج وكأن القدر يعانده فتأكد اليوم فقط أنها تتذكره لم تنساه نظراتها اخبرته بما تكنه له بصمت
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 77 صفحات