رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
أن تتوطد علاقة بسمة وحبيبة وأن تستطع تعويضها حنانها إن حان وقت الفراق
بعد عدة أشهر من زواج محمود إشتد المړض على فاطمة ونقلت إلى المشفى وأصرت حبيبة على مرافقتها كانت بالثالثة عشر من عمرها شعرت حبيبة بقرب ما تخشاه الفراق تناجي ربها وتدعوه أن يحفظ والدتها تجلس جوارها ليلا تحدجها بنظرات متوسلة راجية تناجي ربها سرا
سقطت دموعها بغزارة ومسترسلة
بتتمني تروح لبابا بس أنا عايزاها معايا مش عايزاها تسبني هي كمان يا رب أنا ماليش غيرها هي و محمود يا رب عشان خاطر حبيبك سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة أحفظها لي وما تخدهاش عندك يا رب محمود بقي له حياته مع مراته أنا مش عايزة أبوظ له حياته يا رب
اهتمت حبيبة بوالدتها تطعمها بيدها تبدل ملابسها وتعملت من التمريض كيف تنظفها وتطيبها تدهورت حالة فاطمة الصحية لا تستطيع الحركة وأحيانا يثقل لسانها فتتحدث بصعوبة شديدة وشعرت بنهاية الأجل تشفق على حبيبة تعلم بتقصيرها تجاهها استجمعت قواها الخائرة وحدثتها محاولة مؤازرتها وتقويتها بثتها آخر كلماتها كأنها تودعها
استفتي قلبك وإن أفتوك
طول ما نيتك صافية وقريبة من ربنا هيلهمك الصح نقي قلبك وأوعي تسيبي نفسك للدنيا
وبالصباح أسلمت فاطمة روحها لخالقها ذهبت إلى مأواها الأخير بالحياة احترق قلب حبيبة وتملكها عميق الحزن أصبحت صامته منكمشة منغلقة عن العالم تشق دموعها مجراها على وجهها رغبت عن الدنيا زهدت الحياة آزرتها بمحنتها تلك صديقتها الوحيدة سما تاتي إليها يوميا تجالسها تتحدثها من طرف واحد
سما هي صديقة حبيبة الوحيدة بنفس عمرها طيبة القلب كحبيبة ملامحها عادية تحب حبيبة كشقيقتها يملك والدها مكتبة لبيع الأدوات المكتبة قرطاسية أسفل البيت المقابل لمنزل حبيبة تراها من شرفة منزلها اعتادت حبيبة مرافقتها هناك بأوقات تواجد سما مع والدها
رغم طيبة قلب بسمة وشعورها بالشفقة على حبيبة إلا إنها شعرت ببعض الغيرة منها لاهتمام محمود الشديد بها والذي ازداد وتضاعف وقت ۏفاة والدتهما حيث استحوذت حبيبة على قدر كبير من اهتمامه
لم يخفى على محمود شعور بسمة رآه بمقلتيها مهما حاولت إخفائه لم يتجاهل الأمر ولم يتزمر منها وانتوى محادثتها وبعد تحسن حبيبة مباشرة جلس مع بسمة
بسمة حبيبتي الفترة اللي فاتت كنت مشغول عنك شوية متأكد إنك عذراني وقدرة الظروف أعملي لنا كوبايتين شاي وتعالي عايز أتكلم معاكي شوية
بادلته الابتسام تحركت وعادت بعد قليل تحمل المشروب وجلسا بمكانهما المعتاد
أنا سمعاك يا حبيبي
عارفة يا بسمة أنت وحبيبة أهم اتنين في حياتي أنت مراتي وحبيبتي عمري الجاي وبنتي أما حبيبة أختي وبنتي وعيلتي كلها بابا الله يرحمه ماټ وهي عمرها خمس سنين بعدها كانت بتقولي يا بابا
تحدثت بدهشة وتعجب
فعلا!
أيوه من وقت ما عرفت تتكلم لحد ما بقى عمرها عشر سنين كانت تقولها ليا أنا وبابا الله يرحمه بس بطلت عشان ماما كانت بتتعب لكن ساعات لما بابا يوحشها تناديني بابا
أنا عمري ما سمعتها تندهك بابا
أجابها مبتسما
مش بتحب تقولي كده قدامك پتخاف تزعلي
ابتسمت بسمة مندهشة
ساعات بتحس أنك مش مستوعبة العلاقة بيني وبينها پتخاف تحصل مشاكل بسببها بس أنا قولت لها ان بسمة هي بسمت حياتي وأنك فهماني أكتر من نفسي وأكيد مقدرة فقدها والدها و دلوقتي والدتها كمان وبقت يتيمة الأب والأم
نظر داخل عينيها وأخذ كفها بين كفيه مبتسما
عارف إنك مقدرة إحساسها لأنك فقدتي والدك قبل ارتباطنا بفترة صغيرة ومقدرة سوء إحساسها دلوقت بسمة أنا لحبيبة أخوها وأبوها وعيلتها كلها ملهاش غيري بابا وماما الله يرحمهم وصوني عليها من يوم ما تولدت حسيت
أنها بنتي يمكن عشان فرق السن بينا عشر سنين زود احساسي ده بس عمر حبي لها واهتمامي بها ما يأثر على حبي ليكي أبدا تفهمك لده بيحببني فيكي أكتر وتأكدي لما ربنا يرزقني بأولاد منك هاحبهم