رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
وأخاف عليهم زي ما بعمل معها وأكتر فهماني يا حبيبتي
أجابته ببسمة راحة وسعادة
ما تقلقش حبيبة من النهاردة بنتي أنا كمان هاحاول على قد ما أقدر أقرب منها سامحني لو في وقت ماقدرتش أفهم العلاقة بينكم عارف أنا بحبك دلوقتي أكتر من الأول وكبرت في نظري أكتر وأكتر
ثلاث أعوام مرت أصبحت حبيبة بمرحلة الثانوية العامة ازداد حسنها وجمالها تغيرت ملامحها لم تعد طفلة باتت شابة ممشوقة ومتناسقة القوام ذات بشړة قمحاوية تميل للبياض متوسطة القامة شعرها ناعم طويل يكاد ان بماثلها طولا رغم حبها لذلك إلا انها تخجل من طوله فاعتادت أن تجمعه لأعلى أو تجدله أثناء خروجها وتطلقه في المنزل تضع عليه غطاء إذا أطلت أو جلست بالشرفة
ما زالت حياة عبد الرحمن رتيبة جدا ذات قواعد ثابتة لا تتغير يذهب بالصباح إلى المدرسة ثم يعود بعد انتهاء اليوم الدراسي ثم يتناول وجبة الغداء رفقة والدته ثم يجلس بالشرفة يحتسي مشروبه ويشاهد حركة المارة إلى أن تنتهي والدته من أعمال المنزل وخلال جلسته يشاهد عودة محمود صحبة حبيبة
قطبين متنافران رغم التقاءهما يوميا بالطريق لا يتحدثان يتجاهل ويتجنب كلاهما الآخر شاعران باختلافهما أو ربما تناقضهما ولم يحبا التعامل معا
بكل يوم يرى محمود يرافق حبيبة من وإلى مدرستها لم يلتفت لها اطلاقا يغض بصره دوما إلا بذاك اليوم جلس كعادته بشرفته وبيده مشروبه الساخن فوقع بصره ككل يوم عليهما بتلك المرة انتبهت كافة حواسه لا يعلم السبب ربما لأنها ولأول مرة بزي مخالف للزي المدرسي فكان ثوب طويل قصير الأكمام ذو لون هادئ رقيق تجمع شعرها لأعلي وتجدله بشكل ضفيرة مهدلة على كتفها الأيمن وجد نفسه يسير خلفهما يسأل عنها ولم يستطع معرفة اسمها
لم يستطع فهم أحاسيسه وكل ما علمه انه يستمتع برؤيتها والنظر إليها ومراقبتها
أنت كويسة
رفعت وجهها ناظرة إليه فاسترسل مشدوها
ما شاء الله تبارك الله خلق فأبدع
حبيبة حصل أيه أنت كويسة
انتبه لوجود عبد الرحمن فتسائل متوجسا
عبد الرحمن! حصل أيه
واحد كان ماشي وراها يضايقها ما تقلقش أنا قمت بالواجب ما تسبهاش لوحدها تاني الناس مابقتش زي الأول واختك ما شاء الله فيها الطمع
ازداد وجهها حمرة بينما إستاء محمود منه ومن حديثه ولم يتحدث مكتفيا بإماءة بسيطة وابتسم بملل ثم حاوط كتف حبيبة بذراعه وتحرك لمواصلة طريقهما
أنت كويسة
أومأت مطمئنة إياه واسترسل هو
عبد الرحمن ضايقك في حاجة
نفت بصمت فتابع حديثه
أنا اسف يا حبيبة الطريق زحمة والمواصلات صعبة أنا حتى سبت بسمة عند الدكتورة حوصلك وأرجع لها
ما تقلقش أنا كويسة هو عبد الرحمن ده صاحبك أول مرة أسمع اسمه
لا أبدا مستحيل نكون أصحاب عمرنا ما اتفقنا ولا هنتفق لو قابلتيه تاني ما تتكلميش معاه
صمتت وتملكها الضيق ولا تعلم السبب وحاولت ألا تظهر ذلك
الفصل الثالث
مرت عدة أيام ولم تنسى حبيبة ما حدث تلاحقها ملامح عبد الرحمن وابتسامته تشعر وتبتسم كلما تذكرتها لم تفهم إحساسها الذي داهمها حينها فكرت كثيرا في معناه
ومما شعرت به دارت بمخيلتها أسئلة كثيرة لم تجد لها إجابة تمنت لو كانت والدتها معها همت أن تتحدث مع محمود عما شعرت كثيرا وتتراجع بكل مرة فقررت جعله سرا داخلها لا تقصه لأحد تحلم بتفاصيل ما حدث