رواية عشق مذاق الجزء الثالث
فضول
انت ازاى قدرت تعرف اللى عند على
هز كتفيه قائلا فى بساطة
ابدا انا اخدت دورة اسعافات اولية وكنا بنعرف ازاى نفرق بين الحاجات النفسية والعضوية
ابتسمت ايلينا له فى اعجاب واضح
بجد يا فارس متشكرة اوى
شعرت فى نظراته بشىء جديد اصبح يتطور يوما بعد يوم
تزايد اهتمامه اكثر مع الوقت بينما هى كانت لاتزال تتبع اخبار يوسف رغم حنقها عليه اقنعت نفسها انه الفضول تريد ان تعرف كيف يعيش
تعرف انها الان ربما تحيا وهمها الأعظم الذى استيقظت منه على دقات بابها من فارس دق بابها و كأنه يدق قلبها يطلب الاذن بالدخول فتحت له الباب فنظر لها لحظات دون ان ينطق قبل ان يتنفس فى عمق قائلا
ايلينا تتجوزيني
الفصل السادس والعشرون
هذا اخر ما تمنت ان تسمعه فى الحياة
حقيقة كلمة زوج التي لا تعنى لها سوى يوسف
الزواج ويوسف كلمتان مترادفتان بالنسبة اليها
رغما عنها وعن كل ما حدث لايمكنها تخيل حياتها مع شخص سواه
لا يمكنها تحمل لمسات رجل غيره
مجرد التفكير فى هذا الأمر يصيبها بالتقزز
لاتريد ان تتخلص من ذكرياتها معه
تحبه رغم كل ما حدث
رغم خيانته
رغم جرحه لها وجرحها له الذى يذكرها فى كل لحظة باستحالة ان يجمعهما مكان من جديد
لافرار من الحقيقة ابدا فلايمكنها ان تكون لرجل بعد يوسف
رفضت فارس
رفضت غير عابئة بتقريعات عقلها الذى يصفها بالغباء المطلق فرجل مثله لايمكن لأي فتاة ان ترفضه
أبت كرامته ان يبقى امامها بعد هذا الرفض فترك المنزل بعد ان ودعها
لم تستطع ان تطلب منه البقاء فقط لأنها تحتاج الى حمايته فمن حقه ان يأخذ فرصته فى نسيانها والبدء فى حياة جديدة مع اخرى تكون له بكل جوارحها فهو اكبر من ان يكون مجرد تجربة تحتمل الفشل اكثر مما تحتمل النجاح بكثير
جلست على السلم الخارجى للمنزل بعد ساعات من البحث ورأسها يخيل لها كل السيناريوهات المؤلمة عن ضياعه اخذت ټضرب فخديها فى قلة حيلة وهى لا تعلم ماذا تفعل ولمن تلجأ فان ابلغت الشرطة فلن يكن هناك اى تحرك قبل مرور اربع وعشرين ساعة ضړبت على جانبى رأسها فى حزن من بامكانه ايذاء طفل كفيف ولماذا
سالت دموعها فى عجز لم تشعر به قط فى حياتها فعلي ليس مجرد اخ بل هو ولدها الذي لم تنجبه
مرت ساعات اخرى وهى على جلستها دون حركة حتى أسدل الظلام ستائره حولها
انتفضت فجأة على صوت رنين هاتفها فالتقطته سريعا دون ان تنظر الى اسم المتصل ربما كانت المشفى او قسم الشرطة او ايا كان من يخبرها بما يزيح تلك الحيرة الثقيلة عن صدرها فتحت المكالمة وهى تلهث فجاءها صوت اجش غليظ قائلا
مدام ايلينا مساء الخير ياترى اخوكى وحشك لا لسة
انتفضت واقفة وهى تمسك الهاتف بكلتا يديها هاتفة فى ذعر
على اخويا انت تعرف هوا فين
ضحك المتصل فى سخرية
فى الحفظ والصون مټخافيش بس لحد امتى ده يتوقف عليكى
اتسع ثغرها فى صدمة لقد اختطف احدهم على من يكون ولماذا
جاءها صوته المنتشى قائلا
ها تحبى نتفق ولا مستغنية عن اخوكى
تحكمت فى ارتجافها وقبضت على الهاتف أكثر
انت حيوان انا هوديك فى ستين داهية بټخطف طفل كفيف يا حيوان يا حقېر
قاطعها فى برود
كدة انا هزعل ومنصحكيش تجربى زعلى
ضغطت على شفتها السفلى في عجز لتسأله
انت عاوز منى ايه واخويا ذنبه ايه اللى بتعمله ده حرام عليك والله
تأفف المتصل قائلا
هنقلبها صعبانيات ولا نتكلم بالعقل
مسحت دموعها لتخبره في جدية
عاوز منى ايه انا مش معايا فلوس تساومنى عليها
ضحك المتصل قائلا
ومين قالك انى انا اللى عاوز الباشا الكبير هوا اللى عاوز عاوزك
تهالكت ارضا فى اڼهيار وهى لاتصدق ما تسمعه اهناك من يساومها على شرفها مقابل حياة اخيها
بتقول ايه
رد فى بروده المقيت
اللى سمعتيه انتى مقابل حياة اخوكى واختارى
هتفت فى الم ومرارة
انت حقېر وۏسخ مين ده اللى باعتك
واضافت بعد لحظات بصوت متحشرج مترقب
فؤاد صح هوا فؤاد انا هوديك وهوديه فى داهية
تنهد قائلا
براحتك بمجرد بس ماتفكرى تقلى بعقلك چثة اخوكى هتكون عندك انتى حرة
واغلق الخط دون ان يعطها فرصة للرد احتضنت نفسها فى خوف وهى ترتعد وتهتز للامام والخلف كمحاولة للتغلب على ارتجافها المتزايد مرددة كل الابتهالات التى تعرفها
ماسمعته يعجز عقلها عن استيعابه
لم تتخيل فى اصعب كوابيسها ان تتعرض له
كيف يساومها هذا الحقېر بتلك الطريقة
كيف يستغل طفل كفيف فى خطة كهذه
ماذا عليها ان تفعل
نهضت فى تثاقل دالفة الى شقتها
ارتمت ارضا فى قلة حيلة
وضعت الهاتف امام عينيها للحظات وابتلعت ريقها فى توتر وهى تدير رقم فارس وبعد عدة محاولات وجدت هاتفه مغلقا
فكرت فى يوسف ولكنها تراجعت على الفور وهى تتذكر انه خذلها من قبل حين استنجدت به يوم ان تهجم عليها فؤاد ظلت هكذا على وضعها لساعات دون حركة وهى تتخيل ما يمكن ان يلاقيه اخوها الان على ايدى هؤلاء القساة
سدت اذنيها كأنها تسمع اناته من بعيد وهو يتلقى من قسوتهم ما يرفض حتى خيالها رسمه
انتفضت على صوت رنين الهاتف مرة اخرى فالتقطته بكف مرتعد ليأتيها صوته البغيض
ها فكرتى ولا لسة
انتحبت فى ضعف يعتريها للمرة الاولى فى حياتها وهى تتوسل اليه
ارجوك انا مقدرش اعمل اللى بتطلبه ده خلى فؤاد يكلمنى وانا هتفق معاه
رد فى غلظة
الباشا بيقولك قدامك ساعتين يا تكونى قدامه يا تقرى الفاتحة على روح اخوكى
انتحبت اكثر فقال
من غير عياط ملوش اى لزمة ها قولتى ايه
اغمضت عينيها هامسة فى انكسار
حاضر
تنهد قائلا
هبعتلك رسالة بالمكان ولو حسيت بأي حركة غدر منك انتى عارفة التمن هيكون ايه
وانهى الكالمة لتأتيها رسالة بمكان الفندق ورقم الڠرقة التى يطالبها فيها فؤاد بالتنازل عن شرفها مقابل حياة اخيها رفعت يدها الى السماء وهى تركع ارضا
يارب ساعدنى انا مليش غيرك مقدرش اعمل كدة ابدا يارب
ومرت ساعة من الوقت وهى مشلۏلة تماما فى مكانها دون حراك ولكن عليها ان تتخذ قرار فى النهاية وقد فعلت
مسحت دموعها وادارت رقم صوفيا
تخلصت من كل انفعالاتها بصعوبة وهى تقص لها بالتفصيل ما حدث وعن نيتها التى اصابت صوفيا بالفزع وهى تتوسل اليها ان تتراجع ولكنها قد عزمت وبقوة وطلبت منها ان اصابها سوء ان تحضر الى مصر وتأخذ علي الى باريس وبلا عودة وانهت بعدها المكالمة غير مكترثة بصرخات صديقتها المذعورة
عادت الى واقعها الذى لم تتخيل ان تعيشه والى من يقف الان أمامها بنظرة ظفر وتشفى لم تتخيل ان تراها فى عينيه لها ابدا
لم تتخيل ان يكون اول من فكرت فى اللجوء اليه لانقاذ علي يكن هو خاطفه الذي ساومها على شرفها فالذي كان يقف امامها ېدخن سيجارته فى برود قبل ان يلقيها فى عشوائية ويدهسها تحت قدمه فى قسۏة وبطء لم يكن سوى يوسف البدرى
اقترب منها فى خطوات ممېته بعد أن تسمرت في مكانها كتمثال عتيق من الشمع
نظر لها بابتسامة ساخرة وهو يضع يديه في جيب سترته
ايه ده يا مدام انتى ايه اللى جايبك هنا قبلتى بالعرض وجيتى تسلمى شرفك
قطب حاجبيه باصطناع التأثر ليواصل
ازاى بس ده يحصل هوا فيه حاجة ممكن تضطر الانسان انه يعمل حاجة ڠصب عنه فيه حاجة اسمها ظروف اصلا
زفر فى بطء ليخرج بقايا الدخان التى لازالت عالقة فى صدره وهو ينظر الى عينيها التى تجمدت نظراتها تماما من الصدمة ليهمس
ليه وصلتينا لكدة
وارتفع صوته وهو يهتف فى ڠضب مشوب بالم غريب ليه وصلتينا لكدة ليه عملت فيا كدة انا محبتش حد فى الدنيا قد ما حبيتك كل اللى طلبته منك فرصة قولتلك اوعى تسيبى ايدى ابدا وخلينا نكمل طريقنا سوا خسرتينا كل حاجة ابنى وامى كل حاجة يا ايلينا
انفاسها كانت تتصاعد وتتصاعد حتى كادت تتوقف لاتصدق ان من يقف امامها هو يوسف تحاول اقناع نفسها أنه كابوس مقيت وهي فقط في انتظار الاستيقاظ منه
أشاح برأسه ليزدرد ريقه ويعاود الهمس فى الم
محدش وجعنى فى الدنيا قدك
اغمض عينيه في قوة قبل أن ينظر اليها مجددا فى شراسة وهو يتفحصها بنظرات وقحة متعمدة
بس تصدقى انك فعلا وحشتينى
اتسعت عيناها في ذهول لا تصدق أنه يعني ما فهمته ليمحو ذهولها بعد لحظات حين اقترب منها اكثر يمرر كفه على حجابها
انتفضت فى هلع بينما يدها تتحرك تلقائيا الى السکين الذى تضعه فى حقيبتها يرتعد كفها مع حركته البطيئة لاتصدق ان موقف كهذا يجمعها معه لاتصدق انه سيحاول الاعتداء عليها وهى ستقتله
توقفت يدها فجأة وهى تلقى بحقيبتها ارضا حين دفعها للخلف فى حدة قائلا وهو يدير ظهره له
اللى كنت عاوز اقوله قلته خلاص واعتقد ان اللى عايز اوصلهولك وصلك
واستدار لها فجأة
وانا مخطفتش اخوكى اخوكى فى اوضة هنا فى الفندق انا اللى جبته بنفسى من قدام البيت وسواء جيتى او مجتيش كنت هرجعه انا اقنعته بطريقتى انه ييجى معايا عشان عاوز اتكلم معاه شوية و
وقبل ان يكمل عبارته فتح باب الغرفة فجأة ليدلف زين وهو يلهث بشدة لم ينتبه لوجود ايلينا فى البداية وهو يهتف بيوسف
يوسف انت هنا