رواية نورهان كاملة
انت في الصفحة 1 من 81 صفحات
الفصل الأول
لا للحلول الوسطى أو الإجابات المتأرجحة ولا للعلاقات المعلقة أما أن يكون كل شيء في حياتي حتميا قطعيا نهائيا إما أن أرفع راية التمرد المضيئة پجنوني.
المنصورة 2010
في مبنى بإحدى ضواحيها شكله عاديا من الخارج
داخل منزل فتحي مرزوق جد ابريل
داخل غرفة المعيشة المتوسطة الحجم تدق الساعة العتيقة وتعلن عقاربها عن الثالثة صباحا.
في غرفة النوم ذات الأثاث المتواضع تنبعث رائحة قوية من الريحان للمساعدة في طرد البعوض والحشرات الطائرة وذلك بفضل وضع هذا النبات بالقرب من نوافذ المنزل.
استيقظت هذه الفتاة الصغيرة بعد أن كانت نائمة في جدتها أثر تعرضها لنوبة سعال قوي حيث أصيبت بأزمة ضيق في التنفس للمرة الثانية خلال ساعات بسيطة بهذا الليل كما يحدث معها يوميا.
ربتت الجدة على ظهرها برفق وقالت بنبرة قلقة اتنفسي علي مهلك يا ابريل ..
تابعت تحية وهى تأخذ كيسا من فوق طاولة السرير الجانبية ووضعته في يديها الصغيرتين وهى تستمع للخشخشة المصاحبة لتنفسها خدي اتنفسي في الكيس دا
دفعت لها تحية خصلات شعرها البنية عن وجهها الصغير فيما كانت تنظر إليها بحزن وتدعو إلى حفيدتها أن تتعافى من الآلام المزمنة التي تعاني منها.
بدأت الطفلة الصغيرة تتنفس ببطء وبشكل سطحي من الأنف إلى الكيس لتتنهد الجدة مطمئنة أن نوبة الربو تزول عنها بأمان فإنها تجربة خط تهدد المړيض بحرمانه من قدرته على القيام التنفس وعلى الحياة بأكملها.
أنهت حديثها وهي تحتويها مما جعلها تستلقي على صدرها في وضع مريح لها حتى تتمكن من الاستمرار في التنفس بسهولة أثناء النوم.
همست ابريل مستفسرة انتي نمتي يا ستي
أجابتها تحية بحيرة لسه يا قلب ستك .. مالك يا ابريل قلقانة ليه ورايح من عينك النوم لسه تعبانة
نهضت على الفور وجلست على ركبتيها أمامها على السرير وقالت بترقب لا كنت بفكر وعايزة اسأل حاجة يا ستي
ربتت على كتفها وقالت بلين اسئلي يا عيني!!
وبختها الجدة بلطف اخس عليكي يا ابريل كده يا بت .. انتي خلاص زهقتي من القعدة معايا انا و جدك ولا ايه
هزت رأسها نفيا علي الفور وتوالت الاستفسارات تتدفق من لسانها لا يا ستي .. ماقصدش كدا .. بس اصلي بشوف عيال خالى وخالتى وحتي العيال اللي بلعب معاهم في الشارع وفي المدرسة عايشين مع باباهم وماماتهم وانا عايشة مع ستي و جدي .. رغم ان بابا و ماما كل حد فيهم عندو عيال تانيين وعايشين مع بعض
نفت الجدة برأسها سريعا محدقة فيها بحزن لتقول بمواساة اهدي يا حبيبتي خلاص ماتعيطيش لا حول الله يارب
سأل الجد بجزع عندما دخل الغرفة ليجد الفتاة الصغيرة تنتحب بقوة مخبئة وجهها خلف كفيها مالها ابريل يا تحية في ايه مزعلها
تململت الجدة مرتبكة قليلا ثم أجابته بالنفي بينما تدفع بحنو خصلة شعر أبريل للوراء مفيش يا حج .. هي مضايقة وتعبانة شوية عشان اغم عليها في المدرسة انهاردة
مسحت أبريل دموعها في أطراف أكمامها بطريقة صبيانية بحتة وهي تتمتم بنبرة رجاء يتخللها الانكسار جدو .. جدو انا مش هتعب تاني وهخف والله .. بس خليهم يوافقوا اعيش معاهم وانا مش هضايقهم خالص وعد
ضمھا الجد إلى صدره العريض وهو يمسد على ظهرها بحنو بس يا ابريل اهدي يا حبيبتي .. عشان خاطر جدك انتي مش بتحبيني انا وستك تحية
نظرت ابريل إليه وهى تبرم شفتيها الحمراوين بتفكير لتجيب بنبرة صادقة ايوه بحبكو اوي يا جدو
هتف بجدية يتخللها الحنان خلاص .. صلي علي حضرة النبي .. واستهدي بالله كدا و اتوكلي عليه وحده
غمغمت بصوتها الناعم عليه افضل الصلاة والسلام
اتسعت ابتسامته البشوشة وهو يهمس بصوته الدافئ عليه افضل الصلاة و السلٱم .. غمضي العيون الحلوين دول وهتروحي في النوم
إمتثلت مطيعة لطلبه وهي تستمع إلى صوته العذب بينما يتلو آيات من القرآن الكريم على رأسها لتتغلغل السکينة في أعماق قلبها.
بعد عدة لحظات
إختلس النظر إلى من تنام وسطهما ليهمس پقهر مكتوم بنتك دي منها الله ايه جحود قلبها هي والزفت فهمي .. نسيو خلاص ان في بت مكتوبة في شهادة ميلادها بإسمهم
تنهيدة عميقة غادرت ضلوعها لتقول آسى قلبي محروق
عليها يا
عيني عليكي
يا بنتي .. نقول ايه بس دا النصيب كدا!!
أمرها الجد بنبرة حازمة تكلمي بنتك الصبح وابريل في المدرسة وتخليها تيجي من الاسماعلية تشوف بنتها والا انا اللي هكلمها وههزق اللي جابوها
حاولت تحية تخفيف انزعاجه الواضح وهي تربت بلطف على كتفه خلاص خلاص هدي نفسك يا فتحي يا اخويا مش ناقصين السكر يعلي عليك تاني والنبي
صاح فتحي پقهر ممزوج بالكرب وهو يضرب كفا بكف يرضي منين يا ناس ان عيلة صغيرة ماكملتش 10 سنين عايشة مع اتنين عواجيز زينا وكل الناس حواليها بين امهم وابوهم واخواتهم
إتنفضت ابريل من مكانها فجأة مرددة اعتراضا بريئا لا يا جدو ماتقولش كدا انت وستي بالدنيا عندي كلها ..
رفع فتحي حاجبه الأيمن في حالة صدمة والتي سرعان ما تحولت إلى ضحكات عالية قائلا بين قهقهاته المتقطعة اخ منك ومن عفرتك يا شقية .. مش كنتي نايمة
همهمت ابريل تسترضيه بنبرة صوتها الرقيقة ماتزعلش مني يا جدو خلاص انا مش هسأل تاني
كانت عيناه تتألقان بحب وحنان كبيرين وهو يتحدث بنبرته الدافئة لا يا حبة عين جدك انا عمري ما اقدر ازعل منك .. دا انتي حته من قلبي و ربنا يعلم قد ايه بحبك اكتر وحدة في عيالي وعيال عيالي يا توته
عانقته ابريل بمحبة ثم مغمغمة بتضرع من أعماق قلبها الصغير ربنا مايحرمنيش منكو ويخليكو ليا يارب
ربت على ظهرها مرددا خلفها بحنو بالغ امين يارب العالمين .. غمضي عينيكي يا حبيبتي واحلمي بالحاجات الحلوة وهصحيكي قرب الفجر عشان تصلي مع ستك حاضر وانا اروح اصلي في الجامع
ابتسمت الجدة على منظرهم وهي تفكر في إلهام ابنتها التي لم تستطع أن تكون أما حنونة لتلك الفتاة الصغيرة متسائلة في عقلها كيف لم تشعر تجاهها بعاطفة الأمومة التي تمتلكها كل امرأة بغريزة فطرية ثم إقتربت منها تربت علي شعرها بحنان مرددة بين جنبات عقلها ربنا يكتبلك الخير والسعادة يا حبيبتي ويكون حظك لما تكبري احسن من اللي عايشة فيه دلوقتي.
القاهرة 2023
فى الصباح الباكر
داخل فيلا فهمي الهادي والد ابريل
فى غرفة ابريل
تسرب صوت المؤذن يأذن صلاة الفجر وكانت عيون الجميع