رواية ايمان الجزء الاول
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
الفصل الأول ..
قرأة ممتعة أن شاء الله
_ انتي بقيتي عانس يا ست هانم يعني تحمدي ربنا أن في عرسان بتتقدملك.
_أنت اللي بتقولي الكلام دا يا أمي..للدرجة دي بقيت رخيصة في نظرك
_ كلامي مش معناه اني برخصك يابنتي..انا بس بفكرك بكلام الناس دول بيسمموا بدني كل ما يشفوني.. اشي هي المحروسة لسه مجلهاش عدلها واللي تقولي هي الابلة مش ناوية تفرح قلبك والا اللي تقولى احنا نزورها المشايخ..يمكن تنفك عقدتها.
_ قدامي او ورايا بيتكلموا واظن انتي ناسية أننا فحي شعبي والكل بيدخل في حياة التاني ريحي قلبي دي البت نوال اصغر منك بعشر سنين وشايلة على كتفها وبطنها قدامها يعني هتبقى ام للمرة التانية.. وانتي فرصتك بتقل....
في ظل الالقاب التي تفرض علينا من خلال واقع نعيش بداخله ستخوض في هذه القضية من خلال قصتنا البسيطة التي تتحدث عن معاناة طويلة تعيشها هى الفتاة الطيبه التي تتعدي قطار الزواج وتلقب بعانس اي مجتمع هذا الذي يوصم فتاة لم يسبق لها الارتباط بهذا اللقب المشين فكلمة عانس توحي بالتقليل من شأن هؤلاء الفتايات اللاتي تجلسن الى سن تعدى الثلاثين . فهل تشيخ القلوب مع شيبة الرأس هل يحكم عليها بالؤد لمجرد انها تخطت الثلاثون .اي مجتمع هذا الذي ينظر للفتاة على انها سلعة في سوق حرة هذه بكر صغيره وهذه سيب مازلت في صغرها وهذه ارملة طروب وهذه عااانس .ما اوجعه لقب .ليتها تركت خلفها كل شئ ورحلت هكذا حدثها قلبها ولكن هناك عقل يؤيد فعلها معه .
نعم عدت بذاكرتي قبل عشر سنوات قبل ان أصل إلي الثلاثون وأحرز اللقب ليحتل هو مخيلتي التي تمنت أن يكون هو زوجي في الدنيا والآخرة ولكنه خزلني هو الأخر وفر هاربا بعدما نسجنا سويا قصص كثيرة من العشق المتيم بيننا .. تذكرته عندما عاد بعد فترة التجنيد الخاصة به وبعد ان انهاها في همة ونشاط لقد احرز
سمسمة ..يا سمسمة. خلاص ياستي انا خلصت الجيش وهنزل ادوام في ورشة كده لغاية مالورق يتقبل في البنك ابويا جايبلي واسطة وان شاء الله هتقبل وهتبقى شغلانة ليقة بينا انا وانتي ياعمري ..خلاص كلها كام شهر ونجتمع انا وانت في عشنا الصغير .. ياااه داحلم ياسيهام ويارب يكمل .قالها عوض وهو يمتلئ بالأمل والتفاؤل فكم كان وقتها يستشعر الامل في ما هوات الينا وينتظرنا جميعا من اجل ان نكمل المشوار سويا.
ربنا يكتبلك وظيفة زي دي وتبقى قيمه وسيمه وعليك العين كده ربنا ينولهالك ياااااااارب . انت عارف ان امي وابويا فرحو قوي لما عمي وقالهم على موضوع الشغل دا وامي من ساعتها عماله تشتري كل الي يقابلها من جهاز ..كل لما اجي اقولها لسة بدري تقولي اسكتي دا جهاز البنات هم ما يتلم . وبصراحة انا مش عايزة اتقل عليهم انا نفسي نبني حياتنا سوا من الصفر واحدة واحدة علشان منتعبش اهالينا معاهم كفايه انهم صرفوا علينا لغاية مكملنا تعليمنا العالى واهو انا همسك الشغلانه الي قلتلك عليها وانت كمان ربنا هيكرمك ان شاء الله.
امن على كلماتها وهو يتمتم بأجلال ياااارب ياسميمة ..انا نفسي اعملك حاجات كتير نفسي يكون عندي فلوووس علشان اسعدك انتي واهلي وكلةحبايبنا الي تعبوا علشانا ..يوو لو البلية تلعب وانول اللي في بالى هنتنغنغ كلنا ان شاء الله بس انتي قولي يااارب .
لتجيبه هى بصدق وإخلاص في هدوء متمتة عمر ما السعادة بتبقى بالفلوس ياعوض يكفيني انك معايا بتونس بحسك وحوالينا كل حبايبنا الي مبيستحملوش علينا الهوا.. انا بس نفسي في شقة صغيرة نبتدي حيتنا فيها وبعدين كل حاجة تيجي براحتها خالص ..طول ماانت معايا مش بفكر في اي شئ تاني .
كانت السعادة تغمرهما كما كانا دوما فهو رفيق الصبي والجار الأول لهما فمنزلة يخاصر
نعم اصابه اليأس وقتها بعدما سدت في وجهه جميع الأبواب كان عملة بسيط يدر عليه من الأموال ابسطها وكان هو صاحب طموح عالى لم يستطع ان يوازن بين ما يدخل وما يريدة . .فأحتياجاتهم كانت اكبر بكثير من ډخله وهو لن يقبل ان يستغل مرتبها في اعانته . ليأتيها مرة اخري وهو يطفوه الضيق . يسيطر عليه الالم والحزن . يتملك منه اليأس . .ليهتف بضجر قائلا خلاص انا زهقت وتعبت من كل حاجة ..عامل زي الي بنفخ في اربة مخرومة زي التور الي بيلف في الساقية .
تحجرت العبرات في مقلتيها وهى تحاول أن تتماسك أمامه فهى تشفق عليه . . فالغلاء يزيد وهو يجاهد هنا وهناك يداوم اكثر من عمل من أجل الفوز بحياة كريمة لأهله ولكي يفوز بها كزوجة مما جعلها تردف بصدق الفلوس إحنا الي بنعملها ياعوض حرام عليك نفسك مش كده . انا مطلبتش حاجة فوق طاقتك واهلنا كمان بيحولوا يسعدونا وشغلتي مش بطالة والقرش الي هيجيني هنقدر نعيش بيه على المرتب بتاعك . واظن المثل بيقول القفة ام ودنين بيشلوها اتنين
عوض وقد اصابه الضجر وتملك منه الڠضب وانتي بقى ياهانم شيفاني الراجل اللي يعيش على قفا وتعب وشقى وحدة ست . مش عوض همام هو الي يعمل كده .. على چثتي .ولو كان حالى على قدي دلوقتي . فأنا بوعدك اني بكرة هيكون معايا فلوس وعمري مهقرب لمليم واحد من فلوسك يا بنت الناس .
بنبرة ملئها الحزن والخۏف من هذا الألم الواضح عليه ما عاش ولا كان الي يظن فيك الشين ياعوض. بس انا قصدي ان إحنا واحد وبنكمل بعض وعمري مقصدت اني اقلل منك قدام نفسك انت قيمتك غالية قوي ياعوض ومش عندي انا بس دي عندنا كلنا . ظلت كثير تحاوره فربما تهداء ثورته تلك ويرجع عن تزمره ويرضى بما يحرزه من عمله
فحالة القنوط التي تتمكن منه جعلتها تخشي عليه من الطمع الذي يتحكم فيه فهو اصاب عمل محترم ومع مضي الوقت سيعتلى المراتب به ويتحسن وضعه ولكن تسرعه هذا سيجعله يخسر تلك الوظيفة التي لا يصلها سوي القليل .
مما جعلها تحدثه بهتاف صادق حرام عليك .. انت احسن من غيرك .. في شباب كتير مش لقين وظيفة زي الي أنت فيها .. .متتبطرش على نعمة ربنا .. انا معاك ان العيشة غالية .. لكن إحنا مع بعض . نمسك على نفسنا .
عوض بنبرة وضحكة ساخرة امم ومالة . نتجوز ونعيش عاله على أهالينا .والا ناخد قوضة في شقة شرك علشان ميبقاش لينا اي خصوصية .. والايمكن تقصدي أننا نتجوز شفوي . منخلفش ومناكلش ومنعش ذي بقية الخلق .
تقابله هى بنظرات حائرة فهى تعجز عن قرائة افكارة بعدما كان لها كتاب مفتوح . . .هو اليوم عاد وهو كتلة من اليأس وكل كلماته تحمل معان كثيرة . . ايريد ان يتخلى عنها .. ام يريد ماذا . .لقد عجزت بالفعل عن فهم ما يتطرق اليه.. مما جعلها تهتف قائلة تقصد ايه يا عوض . ممكن تفهمني ايه قصدك من كل الكلام السلبي الي عمال تقوله لو عايز تنهي وعدك ليا. ياريت تكون صريح
اكتر من كده وتعرفني . . وانا بحلك من اي وعد حصل مابينا .
وعى عوض وقتها انه تجاوز في الإنفعال ولكنه لم يتخيل انها ستسوء فهمه هكذا مما جعله يهدر بها في لوعة دا الي انت فهمتيه من الحالة الى انا فيها . . انا نفسي اعيش معاكي في سعادة وبحاول اوصل لحل علشان نعيش مرتاحين منغير ميكون نفسنا في حاجة وانت جاية تقولى نسيب بعض ..تبقي اټجننتي يا سهام .. انا عمرى ماقصدت الكلام العبيط الي بتقوليه دا
لتجيبه وهى تحاول أن تتملك نفسها من البكاء الذي سيطر عليها وزرف دون وعي منها اما تقصد ايه ياريت تكون اوضح من كده علشان اقدر افهمك . .