رواية ايمان الجزء الثاني الاخير
ياروحي هى .. بس هنا إسمها فول وطعمية .
اجتمع الجميع وتشاركا وجبة الإفطار في جو اسري جميل أسعد العائدون من الغربة ومازالت بالعيون أسئلة تود ان تطرحها ..ليبدأ الأب بالسؤال هاتفا الا قولى ياعوض ..انت مش ناوي تكمل نص دينك بقى .
اه والله ياحج ..كلامك صحيح قالتها الأم وهى تتوجه الى عوض بنظرات
راجية وهى تقول ياما نفسنا نشوف عوضك ياعوض .
ليناظره الأخر بغيظ من خوضه في هذا الموضوع الذي سيقتنصونه ويجعلوه لبابة في افواههم مما جعل الأم تهتف قائلة لا انا عايزة ابني يتجوز من بنت بلده علشان تجبره ان يرجع تاني لو اتجوز من الخوجات يبقى كده عليه العوض فيه .
الام بضجر من كلام زوجها تخن انت ودانه بكلامك ده ..مهو بردوا أنت الي شجعته على السفر بطريقتك دي كان زمانه دلوقتي معاه عيلين ملين علينا البيت .
تيقن وقتها أنها تعيش حياتها بل وانجبت طفلان أيضا كما تتمنى له هكذا مما جعله يتمتم بحزن انا خلاص مبفكرش في الزواج .. والموضوع دا نهائي كمان .
لا هيعنس زي البنبة الي كسر خاطرها ومشي ..قالتها الام وهى تلوي شفتيها حزنا على تلك الفتاة وغيظا منه في أن واحد .
اجفلته الكلمة وجعلته يحدقها بأستفسار قائلا تقصدي بأيه يعنس زي مين ياما ..هى سيهام مش اتجوزت وخلفت كمان .
الأم بحسرة وتصعب بلا واكسة ..اتجوزت ايه.. اهى عاملة زيك جالها اشكال والوان وهى مترهبنة ..لما طلعو عليها لقب عانس.
ليقبله الأخر ببشاشة قائلا طب بس استهدي بالله كده واقعد الأول ..ايه مالك داخل حامي كده عليا ..ليجلس الأخر وهو يدعو الله أن يكون الأمر خير ليكمل الأخر قائلا تشرب شاي والا قهوة .
هشرب قهوة وهات مية ساقعة معاها يادسوقي
قالها ابو سيهام للعامل الذي اتى مهرولا فور ولوجه على المقهى ليجيبه الأخر تمام يادسوقي خليهم اتنين قهوة وهات ازازتين مية معدنيه صغيرة.
قص الحج ابراهيم بما اثلج صدر الأخر الذي سعد بمعرفة عودة الغائب الذي احزنهم سنوات ولكن اليوم علم انه مازال على عهده لها ولم يرتبط بغيرها وهذا ما اكده الرجل واشاد بكلمات أمجد التي اكدت ما روى ..انتهى اللقاء وذهب كل منهما في طريقه بعدما اتفقا على عمل لقاء رسمي للخطبة على ان يكون غدا .. فالأبوان يتمنيا ان يكون عقد قران وزفاف حتى يتسنى لهم الراحة والاطمئنان عليهما .
في بيت سيهام ..
قولى كنت قاعد مع مين النهاردة على القهوة ياأم سيهام قالها صبري في مراوغة لزوجته التي لاحظت ولوجه البشوش فأشراقته زادت اليوم ..مما جعلها تهتف تلاقيك قابلت الشيخ صالح .. ما أنت من ساعة ماقبلته وانت فرحان وسعيد من غير داعي ..قالتها ام سيهام بغيرة طفيفة فزوجها عاد لسابق عهده منذ ان عاد من زيارة هذا الشيخ الذى علمت عنه يغازل زوجته امامهم وحاز على اعجاب الجميع وهو الذى ترك نفسه للحزن وابتعد عنها في زحام الأيام ومشاكلها.
صبري بأنتشاء تصدقي صح ياوزة ..الراجل ده بركة ..بس بردوا مش هو الي قابلته ..قالها ليزيدها فضولا لمعرفة من الذي قابله اليوم وما سبب سعادته تلك .
أم سيهام بفضول وضيق من مراوغته طب قول بدل متلقيني راكبة على نفسك يا
صبري .
صبري من بين ضحكاته عمرك ما هتتغيري ..انتي لسه فيكي نفس ټهدديني ماخلاص ياوزة تقلتلي وبقيتى حمل تقيل وبقيتي بق على الفاضي ..قال كلماته بطريقة اغاظتها فهى بالفعل زاد وزنها بشكل كبير وفشلت محاولات التخلص من الوزن الزائد الذي يؤثر على فقراتها مما جعلها تشعر بالحزن ولكنها حاولت أن تتمالك نفسها فزوجها لم يقصد اهانتها او معايرتها بل الموقف الذي حكم عليه بهذه التمتمة .
آه منا عارفة اني مبقتش عجباك خلاص .. وعموما براحتك ياأبو سيهام قالتها زوجته وكادت ان تتوجه إلى الخارج مما احزنه فهو لم يكن يقصد ان يحزنها هكذا ليمنعها بحركة سريعة ليست قفها قائلا استني بس انتي زعلتي والا إيه ..والله بعكسك بس ..دانتي الخير
والبركة واحنا ملناش لزمة من غيرك ..ياست الكل .
الزوجة بقلة صبر وحيرة خلاص يابو سيهام ..لا زعلانة ولا حاجة ..بس سبني اروح اشوف الي ورايا ..وهنا ايقن ان الحزن تملك منها وهو بالفعل لم يقصد ولكنه اوقفها قائلا طب مش هتقولى رائك في عريس بنتك الي جاي من برة مستعجل على الفرح والجواز .
فرح وزواج مرة واحدة فمن الواضح ان ابنتها اقرت الموضوع ولكن كيف مما جعلها تردف بتعجب طب وبنتك وفقت ! واصلا مين في التلاتة اللي بتتكلم عليه ..ووقع عليه الإختيار
الأب وهو يجلسها بجانبة على الفراش اهدي بس وتعالي اقعدي جمبي هنا وانا هفهمك كل حاجة ..اولا ولا واحد من التلاتة ..دا واحد غيرهم وبدأ يقص عليها بمهاتفة جارهم ابراهيم ومطالبته باللقاء والي ان أخبره بطلب ابنه العائد ورغبته بالزواج من فتاتهم ..مما اسعدها ولكنها تتوجز خيفة من رفض الفتاة كنوع للثأر من كرامتها لتردف متوجزة طب وانت ضامن بنتك توافق .. والا تقولك دا سبني زمان وانا مش ريداه .
تنهد الأب وزفر حيرته قائلا طب بس قوليلي رأيك الأول وبعدين نشوف امر الموافقة بتاعتها ورفضها.
توجه الاب وهو يحمل ثقل همه قبولها من عدمه ليواجهها بما اتاها من أخبار..ربما تكون سعيدة او محزنه لها ولكنه توجه لله داعيا لها بالهداية .
. . . . . . .
مازلت حائرة تصارعها الافكار في تلك المعضلة التي لم يكن لديها تدخل فيها .
عادت من شرودها ومحاورة ذاتها على دلوف والدها بعد أن طرق باب غرفتها ولم تنتبه ..فشعر بالقلق وفتح الباب ودخل ليطمئن عليها..
..ربت على كتفها قائلا مالك يابنتى ..ناديت عليكى مردتيش وخبطت قبل ما ادخل ومسمعتيش طمنينى انتى تعبانة ولا حاجة
..أخذت يده ولثمتها قائلة معلش يابابا حقك عليا بس فعلا كنت سرحانة شوية ..خير عاوز حاجة اعملهالك
أه يا حبيبتى عيزك طيبة وكمان فى موضوع عايزك فيه
خير اتفضل انا سامعة حضرتك
فاكرة عمك ابراهيم اللى كان جارنا فى البيت القديم
..أخذت تفكر قليلا ثم قالت بشرود أيوة أيوة أبو عوض وهناء
أيوة هو دا ..شوفى ياستى كلمنى وطلب منى ايدك النهاردة لابنه عوض .
يا الله.. عوض ..ايكون هو العوض من الله ولكن اعاد بعدما هجرني منذ زمن عاد بعدما چرح مشاعري بالماضي وجعلني أسيرة له في الحاضر وربما المستقبل أيضا ..
عوض .
جفت الكلمات في حلقي وتيبست الأفكار التي كانت تتصارع منذ قليل ..استجمعت ما أنا فيه من تيتة وتخبط واردفت لأبي بابا أنا مش عارفة اقولك ايه وانتوا كلكم عارفين زمان ايه الي حصل .
أجابها الأب يرصانته المعهودة ة الي فات ماټ وكل وقت وله اذانه ..يعني الي حصل زمان كان له وضع والي احنا فيه له وضع تاني ..وأكمل مستطردا وهو يحاول إقناعها يعني لازم نفكر بعقلنا شوية ونلغي قلوبنا ومنمشيش وراها لأنها هتوقعنا في الغلط وعوض دلوقتي فرصة متتعوضتش.
رمقته بعتاب وارفقت كلماتها وهى يشوبها البكاء يعني هو فرصة متتعوضتش وانا كرامتي ملهاش لزمة عندكم لمجرد انه راجع ومعاه فلوس ..يابابا أنا اكراملى اتجوز واحد من إلي متقدمنلي ولاانيش اوافق بالاستاذ إلي اتخلى عني وفسخ خطوبتي زمان وسافر بحجة أنه عايز يكون نفسه .
تدخلت الام التي كانت تسترق السمع من خلف الباب واهو رجع بعد مكون نفسه وشاريكي لسة ..دا أبوه بيقول لابوكي انه اول ما نزل كنتي اول حاجة سأل عليها .
توجهت بجسدها
نحو شرفتها تاركة لمقتيها العنان في البكاء وهى تتذكر لقائهما الأخير.
عودة للماضى.
خلاص ياسهام ..أنا خلصت الورق المطلوب كله والتأشيرة جت والسفر اتحدد كمان أسبوع.
اردفت بضحكة ساخرة وحضرتك بتبلغني دلوقتي بعد مخلصت كل حاجة ..وليه جاي على نفسك كده يااستاذ عوض .
أجابها بنبرة ياسة لاني خلاص مش قادر اتحمل اكتر من كده .. الظروف بتجبرنا على كده وانتي اكتر واحدة عارفاها.
اممم عارفاها وراضيه بيها كمان ..بس مش نسيب بلدنا ونمشى ..وبعدين ماانت مسكت شغل جديد وخلاص اتخطبنا وشقتك في البيت هنخلصها
واحدة واحدة وانا مليش طلبات ..يعني الدنيا مش قافلة على حاجة .
زفر ضيق من حوارها فهى دائما تبسط له الأمور سها بلاش والنبي الاسلوب ده ..كفايه اني مش قادرة أجمع حق العفش ولا جبتلك شبكة زي الناس ولا عارف اهديكي حاجة عليها القيمة وامي وابويا حاملين هم جوازة هنا ولازم اشارك معاهم فيه ..وانتي بكل بساطة جاية تقوليلي الدنيا ماشية .. المفروض انتي الي تشجعيني.
اشجعك علشان تبعد عني وتهجر بلدك وناسك علشان الفلوس ..طب الفلوس والا أنا عوض .
الفلوس بتجيب كل حاجة..قڈفها بإجابة غير متوقعة إجابة بترت بداخلها حلم اسمه عوض ..تركته لعله يعود عن فكرة السفر من أجل البحث عن المال ..وهو عاند أمامها فلا سبيل لتحقيق أهدافه الا بالسفر واي نعم هو لديه فرصة هنا ولكن هناك فرصة الحصول على المال اكبر بكثير.
عودة للواقع
مسحت العبرات واردفت لأبيها المنتظر بقلب مفطور هو وامها اسفة يا بابا أنا مش موافقة على الأستاذ عوض
ساكون لغير عوض ..لقد عاد ولكن لا اعلم لماذا الاشتياق الان فأنا عزمت على ألا اوافق حتى بعد إقناع ابي لي بأن اقابلة ولو لمرة واحدة ..نعم ساقابله وسأنهى