رواية دعاء كاملة
زواجها وقد لمعت العبرات فى عينيها ولكنها تظاهرت بالتماسك أمام ابنتها وهى تقول بجدية
أقفلى الباب وراكى مش عاوزه حد يسمع فضايحنا
خفق قلب دنيا وهى تغلق الباب وتقف خلفه وهى تنظر لوالدتها پخوف وارتياب فقالت أمها بصرامة
اسمعى ..أنت عارفه أنى مبحبش أكرر الكلام مرتين ...ومش عاوزه أسمع نفسك ..عمتك بره ومش عاوزاها تسمع
أنا اتكلمت مع فارس واتفقنا على كتب الكتاب قريب أوى وهو وافق بس مستنى رأيك
أتسعت عينيى دنيا دهشة وهتفت باستنكار
بتقولى أيه يا ماما
هبت أمها من مجلسها وتقدمت منها وجذبتها من يدها پعنف وأبعدتها عن الباب اتجهت بها إلى الفراش وأدارتها مواجهة لها بقسۏة وهى تقول پغضب
بكت دنيا بين يدى أمها وهى تتضرع لها قائلة
ليه كده يا ماما هو انا عملت ايه علشان كل ده
دفعتها أمها على الفراش وقالت بحزم
أنا مش هسيبك لما عيارك يفلت وتعتمدى على أنك ابوكى خلاص مبقاش موجود وسطينا
يا ماما والله ما عملت حاجة.. الراجل ده كان بيعرض عليا الجواز وانا رفضت والموضوع أنتهى
تابعت والدتها پغضب
أنت يا بت مش كنت بتقولى أنك بتحبى خطيبك ..مش عاوزه تجوزيه ليه .. فهمينى
مسحت دنيا دموعها بكفيها وهى تقول بصوت متقطع
مش عاوزه أعيش فى الحاره مع أمه
قالت دنيا بحنق وهى تجفف دمعها
إيجار يا ماما ..أنت عمرك ما وافقتى على الأقتراح ده قبل كده
نظرت والدتها أمامها وقالت بوجوم
كنت غلطانة ..كل حاجة كانت غلط ..لكن دلوقتى خلاص مينفعش اغلط تانى ...أبوكى سابك أمانة فى رقبتى وانا مش هخزله أبدا وافرط فيكى واسيبك تضيعى وتضيعينا معاكى
والدته هتيجى تعزينا وهو هيسألك عن رأيك وطبعا انت موافقة ..مش كده ولا ايه
قالت دنيا باستسلام
حاضر يا ماما هوافق
نهضت أمها واقفة وهى تلقى نظرة على صور أبيها وتقول بشرود
أبوكى كان بيقول على فارس راجل وقد المسؤلية ..يارب بس يقدر يستحمل بلاويكى
وأعملى حسابك انت مش هتخرجى من البيت قبل كتب الكتاب فاهمة ولا لاء
فاهمة
أنهى بلال صلاة المغرب وتوجه إلى المركز العلاجى سريعا وما أن دخل وألقى السلام حتى قال الممرض الذى كان ينتظره خارجا
والدة حضرتك مستنياك جوه
عقد بلال ما بين حاجبيه مندهشا وهو يدلف إلى حجرة الكشف ورأى والدته وهى تجلس على المقعد بجوار مكتبه الخاص تنتظره أقبل عليها وانحنى بابتسامة يقبل يدها وهو يرحب بها جلس على المقعد المقابل لها
وهو يقول
خير يا أمى أيه اللى نزلك وانت لسه تعبانة
أبتسمت بمكر وهى تقول
جاية اشوف عبير.. مش هى برضة جاية النهاردة
ضحك بلال ضحكة رنانة وقال
ينهار أبيض يا أمى.. طب أنا غلطان أنى حكتلك
ضحكت ثم قالت
هو انت يعنى كنت عاوز تقول.. ده انا اللى سحبت الكلام منك سحب
مال إلى الأمام وهو يقول بأهتمام
أمى الله يكرمك الناس زمانها جاية.. وأنا مش عاوز أحرجهم
ضړبته أمه على قدمه وهى تقول
أنا هسلم وامشى بس ..كأنى كنت قاعدة معاك عادى
أبتسم وهو يضيق عينيه ناظرا إليها وهو يقول
طب وأيه لازمتها لما هتمشى على طول
رجعت للخلف وهى تستند إلى مقعدها قائلة
نفسى اشوف مين دى اللى لفتت نظرك يا بلال ..ده انت اتعرضت عليك بنات كتير مفيش واحدة فيهم لفتت نظرك.. وبعدين عاوزه اشوف أهلها.. أنا برضة ليا نظره
طرق الممرض الباب ودخل ووضع الملف أمام بلال على مكتبه قائلا
أدخل الحالة يا دكتور ولا استنى شوية
قالت والدته على الفور
دخلهم يابنى انا ماشية على طول
نهض بلال وجلس خلف مكتبه بينما دخل والد عبير وهو يبتسم له ويمد يده للمصافحة صافحه بلال بحرارة مرحبا بهم نظرت أم بلال إلى والد عبير تتفحص هيئته وطريقة حديثه ثم نظرت سريعا إلى الباب وهى تتابع دخول عبير متكأة على يد والدتها بنظرات متأملة متعمقة وتبادلت النظرات معهما ثم قالت لوالدتها
ألف سلامة ربنا يقومهالك بالسلامة يارب
قالت أم عبير بابتسامة متسائلة
الله يسلمك
قالت والدته وهى تعرف نفسها
انا أم الدكتور بلال
صافحتها أم عبير بابتسامة واسعة وحياها والدها مرحبا بيما قالت أم بلال وهى تنظر إليهم
الشرف لينا .. أنا مش هعطلكوا على الجلسة .. أنا أصلى نسيت الأدوات بتاعة الحجامة بتاعتى عند بلال وقلت انزل اخدها وطالعة على طول.. أصل أحنا شقتنا فوق المركز على طول
قالت أم عبير بانتباه
هو حضرتك بتعرفى تعملى حجامة .. ده انا وعبير بنتى كنا دايخين على حد بيعرف يعملها
نظرت عبير لوالدتها بدهشة فهى لم تسمعها يوما تسأل عن هذا الأمر مسبقا ولكنها آثرت السكوت .. وسمعت أم بلال تقول
تنورونى فى أى وقت .. أيه رأيك تطلعولى بعد الجلسة لحد ما الحاج يروح يصلى العشا ويرجع نكون خلصنا
نظرت عبير ووالدها إلى والدتها وهى تقول بموافقة وحماس
خلاص أتفقنا هنطلعلك بعد الجلسة على طول واهو لحد ما الحاج يروح يصلى العشاء مع الدكتور بلال
أبتسمت أم بلال وهى تنظر لأم عبير التى بادلتها النظرات وكأن كل منهما يتبادلان النظرات المشفرة التى لا يعلم معناها إلا هن فقط!
خرجت أم بلال تودعهم وأغلقت الباب خلفها بابتسامة كبيرة وهى تشعر انها قد حققت هدفا فى مرمى حياة ولدها المستقبلية جلست عبير على الكرسى التى جلست عليه فى المرة السابقة وهى مازالت تنظر لأمها متعجبة نهض بلال وأخذ نفس المقعد الصغير ووضعه قريب منها كما فعل فى المرة السابقة وهو يقول بجدية مفاجأة
أنت مبتسمعيش الكلام ليه
نظرت له نظرة خاطفة وقالت بقلق
يعنى ايه
تابع بنفس الجدية
انا مش قلت عاوزك تعتمدى على نفسك فى الحركه ومحدش يساعدك .. ليه شايفك داخلة دلوقتى متسندة على والدتك
قالت عبير بخفوت وهى تنظر للأرض
ده دلوقتى بس لكن فى البيت لاء
أومأ برأسه ونهض من مكانه أحضر كرسيا آخر له مسند غير الذى تجلس عليه وقال بحزم
تعالى اقعدى هنا علشان نبدأ
شعرت عبير بصعوبة وهى تنهض بمفردها ولكن ليس هذا ما تشعر به فقط وليس هذا هو سبب توترها لا
تعلم لماذا ترتجف عندما يتحدث إليها بشكل مباشر هل لأنها غير معتادة على أن رجل غريب يتحدث إليها بشكل مباشر أم لشىء آخر لا تعلمه !
أتجهت إلى حيث أمرها فابتعد عن مقعدها وتركها تجلس وأتى بمقعده ووضعه أمامها ..جلس عليه وهو يقول
كل حركة هعملها لازم تعملى زيها بالظبط
أومأت برأسها موافقة ورأته يرفع ساقه ويمدها أمامه ببطء شديد ويعيدها إلى مكانها ببطء مرة أخرى فشعرت أنها لن تستطيع فعل ذلك التمرين يبدو سهلا ولكنه بالنسبة لمن يعانى من كسر جديد فى قدمه فهو صعب للغاية
قال متابعا
يالا هتفردى رجلك ببطء على عشر تسبيحات وترجعيها مكانها تانى ببطء برضة على عشر تكبيرات ..أتفقنا
نظرت له بدهشة وقالت
ازاى يعنى
قال بابتسامة عذبة
يعنى ياستى بدل ما نقول نرفع رجلينا ببطء على عشر عدات أو عشر دقات ..لاء أحنا هنعمل التمرينات على ذكر الله وكده التمرينات يبقى فيها بركة وفى نفس الوقت أخدنا ثوابها
أبتسمت عبير من خلف نقابها وتبادلا أمها وأبيها النظرات وألتفتا مرة أخرى إلى الدكتور بلال وهو يقول
شوفى زى كده بالظبط
وبدء فى رفع ساقه ببطء قائلا
سبحان الله ...سبحان الله ...سبحان الله ....
ثم أعادها إلى حيث كانت مرة أخرى ببطء أيضا وهو يقول
الله أكبر... الله أكبر .... الله أكبر....
جاهدت عبير لفعل ما أمرها به ولكنها كانت خجلة وهى تسبح وتكبر بصوت هامس وخجول
كان بلال يتابعها فى صمت وهو يستمع إلى صوت تسبيحها الهامس وتكبيرها الخفيض شعر بصوتها يسرى بداخله ويتغلل بين
جنباته يسبح بين طيات قلبه بانسيابية ويسر أفاق من شروده على صوتها الخجول وهى تقول بأجهاد
خلصت يا دكتور أكرره تانى ولا خلاص
رفع رأسه لها منتبها ثم قال وهو ينهض مبتعدا
لاء هنكرره تانى ...
جلس خلف مكتبه وتركها تكرر التمرين وحدها وأخرج بعض الصور الملونة المطبوعة بحرفية وقدمها لوالدتها ووالدها قائلا
دى صور لبعض التمارين المهمة ..لازم تعملها بمساعدة حد فى الأول
نظر إلى والدتها قائلا
حضرتك ممكن تساعديها بسهولة فى البيت .. والورق ده فيه كل الخطوات وهو سهل ان شاء الله.
أنتهت الجلسة على وقت أذان العشاء ذهب بلال ووالد عبير إلى الصلاة بينما صعدت عبير وأمها إلى أم بلال التى كانت تنتظرهما فى شقتها وقبل أن يطرقوا الباب قالت عبير هامسة لوالدتها
هو فى ايه يا ماما من أمتى وانت بتحبى الحجامة
طرقت أمها الباب وهى تضغط على يدها قائلة
حبتها.. مالكيش دعوة
وضعت أم بلال أكواب العصير مرحبة بالزائرتين وبدأت فى وضع الكاسات الهوائية فى أماكن معينة فى جسد عبير وهى تتفحص وجهها وجسدها بنظرات خبيرة قائلة
ماشاء الله يا عبير انت زى القمر
أبتسمت عبير فى خجل ولم ترد فقالت أمها و قد لمعت عينيها بسعادة
عبير طول عمرها مهتمة بنفسها بس البتاع اللى حاطاه على وشها ده هو اللى مخلى محدش بيشوفها ولا يعرف شكلها ايه
قالت أم بلال وهى تضغط الكاسات الهوائية على قدم عبير
اللى يستحق يشوفها ويشوف جمالها هو اللى ربنا كاتبله يبقى جوزها مش الناس اللى ماشية فى الشارع يا ست أم عبير
ثم رفعت رأسها لعبير قائلة
يالا بقى علشان أعملك حجامة على ضهرك كمان بالمرة كده
أحمر وجهها وهى تقول بحياء
لا معلش يا طنط مش هينفع اقلع البلوزه
نظرت لها أمها بحدة وقالت آمره
دى ست زيك يا عبير هتكسفى من الستات برضه
هزت عبير رأسها وقالت معاندة
معلش بجد مش هينفع مقدرش والله
كادت أمها أن تعترض ولكن أم بلال منعتها قائلة بحسم
خلاص يا بنتى مفيش مشكلة .. لما نعرف بعض كويس مش هتتكسفى مني
أزالت الكاسات عن قدمها ومسحت بعض الډماء وهى تسمع أم عبير تقول متسائلة
هو اللى بيعمل الحجامة دى لازم يكون متخصص
قالت أم بلال باهتمام
بلال هو اللى علمهالى بما أنه دكتور .. ساعتها قالى أن فى دورات بتتاخد فيها واللى بيدى الدورات دى دكاترة واللى بياخد الدورات دى بيبقى معاه شهادة معتمدة أنه عنده علم بيها لأن فى أماكن فى الجسم خطړ أى حد كده يقرب منها لازم يكون دارس.
بعد أنتهاء صلاة العشاء عدلت عبير هندامها ووضعت غطاء وجهها وأنتظرت حتى أنتهت الصلاة وانصرفت بصحبة أمها مودعة أم