رواية لميس الجزء 5-6
انت في الصفحة 1 من 13 صفحات
الحلقة الحادية والعشرون
حالة من الصدمة والتعجب ضړبت عقل ادهم فلم يستوعب ماقالته هدى فنظر اليها مندهشا مما تفوهت به ثم تحول بنظره لعبد العزيز ليفهم منه فأحنى الأخر رأسه فلن يستطيع افهامه الان
ادهم پصدمة
_ماما قالتلك ايه يا هدى
هدى
_قالتلي الدكتور وحش عشان كدة بيدينا الحقنة الۏحشة اللي بتوجع اكتر من الۏجع اللي في بطني ده
_استغفر الله العظيم
واردف حديثه معها بابتسامة
_طب بصي يا هدى مش انا وانت بقينا اصحاب
فأومأت هدى برأسها دون كلام من شدة ارهاقها
ادهم
_خلاص انا هخليهم يجيبوا الحقنة وانا هديهالك بلاش هما وبلاش الدكتور ايه رايك
هدى پخوف
_لا ... دي بتوجع قوي وپتموت
_لا خالص طب جربي كدة واسمعي كلامي ولو ۏجعتك ياستي ليكي عليا معنتيش تاخديها تاني وجدو آهو معاكي فمټخافيش بقى
فصمتت هدى قليلا حائرة مترددة واستغل ادهم ترددها ليخرج من الغرفة ويعود ومعه الحقنة التي كان يخفيها في علبة وسط مجموعة من العلب حتى لا تراها هدى وتصاب بالهلع مرة اخرى وجلس بجانبها على الفراش
_بصي يا هدى انا عاوزك تبصي لجدو وتخلي بالك منه قوي ماشي
هدى ببراءة
_ليه انت عيان يا جدو
ادهم سريعا
_اه يا هدى جدو كمان عيان بوصي هو هيقعد جنبك آهو عايزك تبصيله قوي لحسن يتعب وانا هديكي الحقنة بشويش خالص ولو ۏجعتك معنتيش تكلميني تاني ماشي
هدى پخوف
وجلس عبد العزيز بجانبها وحاول جذب انتباهها عن ادهم الذي أخذ يدها الأخرى بين يديه ليثبتها بيد ويعطيها تلك الحقنة المسكنة باليد الاخرى ولخبرة ادهم الواسعة في حالات الباينو فوبيا رهاب الحقن استطاع بمهارة اعطائها الحقنة دون ادنى ألم حتى أنها لم تشعر به من الاساس حتى انتهى
ادهم بمرح
هدى بتعجب
_لا خالص ...ادهم هو انا بجد اخدت حقنة
ادهم بابتسامة
_اه يا حبيبتي شوفتي بقى انها مش بتوجع خالص وماما غلطانة في اللي قالته
ونظر بعتاب لعبد العزيز يلومه على افكار ومعتقدات تلك الطفلة الخاطئة فلم يرد عبد العزيز واكتفى بالصمت حتى تتاح له فرصة الانفراد به وعندها سيفهمه سبب تلك الافكار لدى سلمى عله يستطيع مساعدته
_خلاص انا هقول لماما ان الحقن حلوة ومش بتوجع خالص
عبدالعزيز باندفاع اثار دهشة ادهم
_لا يا هدى متقوليش حاجة لماما دلوقتي خليها لما ترجع من السفر احسن
ادهم
_ممكن بقى هدهودة الشاطرة تنام وترتاح شوية
هدى
_اه انا عايزة انام كتير قوي عشان معدش ۏجع الحمد لله
عبد العزيز وهو يمددها على الفراش ويدثرها بالغطاء
_خلاص نامي يا حبيبتي تصبحي على خير
هدى
_وانت من اهل الخير يا جدو بس متسبنيش خليك معايا هنا
فانحنى عبد العزيز ليطبع قبلة على رأسها هامسا
_انا معاك ياحبيبتي مش هسيبك ابدا ..نامي وارتاحي
هدى
_تصبح على خير يا ادهم
ادهم بابتسامة
_وانت من اهل الخير يا هدهد
وقف قليلا خارج غرفة مها يفكر في كلام والده أيمكن أن تظن فيه مها أنه تغير بعد خطوبته !!أكيد لا مها تعلم جيدا مقدار حبه وهيامه بها ولكن ...لم تفعل ذلك لم ترفض الأكل وكأنها ترفض الحياة
تنهد بضيق وهو يدخل الغرفة ليجد مها كما تركها جالسة على الفراش ضامة قدميها لصدرها وواضعة راسها عليهما شاردة في حالها وعلى وجنتيها تجري دموعها بغزارة حتى انتبهت له فسارعت بمسح دموعها وإدعاء القوة والجمود بهروب عينيها من عينيه
جلس احمد أمامها مباشرة ولم يسمح لعينيها حصنه ومحراب عشقه بالهرب كثيرا فأعاد وجهها اليهقلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب ناظرا بقوة داخل عينيها لتفاجئه مها بنظراتها العاتبة التي كالسوط الذي ېحرق قلبه فلم يستطع الا ان يضمها لصدره ويحتويها بين يديه مقبلا رأسها كنوع من الاعتذار الضمني والتي فهمته مها جيدا فأحاطت بخصره بكلا ذراعيها متشبثة به بقوة
احمد بهدوء
_مها حبيبتي هتاكلي معايا دلوقتي وهتاخدي الدوا كمان ماشي
مها مبتعدة عن احضانه
_لالالا ارجوك يا احمد متغصبش عليا والله .....
احمد مقاطعا وهو يعيدها بين ذراعيه محكما يديه حولها
_لا مفيش اعتراض هتاكلي وهتاخدي الدوا ومش هتبعدي عني لحظة واحدة
لتطرق احدى الممرضات على الغرفة وتدخل بعد سماح احمد لها
الممرضة
_ميعاد الدوا يا مدام مها
احمد بجدية
_لو سمحتي هاتيلها أكل أول قبل الدوا
الممرضة
_تحت أمرك يا دكتور
وخرجت سريعا لتنفذ ما أمرها به احمد في حين عاودت مها الرفض
مها
_احمد لو سمحت انا ...
احمد مقاطعا
_هششش ...ولا كلمة انت بتاعتي انا ...ملكي أنا وانا اللي هحدد كل حاجة خاصة بيكي عندك مانع
مها
_بجد يا أحمدانا لسة ملكك زي الاول
فشعر أحمد بصدق حديث والده فتابع
_اكيد يا مها دي حاجة مفيهاش نقاش
وجاءت الممرضة بصينية الطعام فأخذها منها أحمد وطلب منها الخروج وجلس على الفراش امام مها على السرير وهو يقول لها بمرح
_تعرفي يا مها لو مأكلتيش من ايدي كدة زي زمان انا هعمل ايه
مها بتعب
_والله ما قادرة صدقني
احمد وهو يضع الصينية جانبا
_خلاص انت اللي اخترتي
مها بتوجس
_انت هتعمل ايه يا احمد
احمد غامزا
_ولا حاجة هنشوف بس الموضوع بتاعنا ده اللي متأجل من اسبوع
مها باندفاع
_لالالا احمد انت اټجننت احنا في المستشفى
احمد بجدية زائفة
_هي كلمة هتاكلي ولا ....
مها مقاطعة وهي تجذب الصينية امامها
_لا خلاص باكل آهو
وشرعت في تناول الطعام من يده فضحك بشدة عليها وهو يهمس لها غامزا
_ايوة كدة ناس متجيش الا بالعين الحمرا وال.....
مها مقاطعة بخجل
_احمد خلاص
فضحك احمد وكذلك هي وتابع اطعامها بيده في جو من المرح حتى هتف بها
احمد
_يا لا عشان تاخدي علاجك ولا ....
مها بطاعة
_لا خلاص نادي الممرضة خليها تيجي تديني العلاج
احمد رافعا حاجبه
_وانادي الممرضة ليه ان شاء الله هو انا مش دكتور ولا حضرتك شيفاني ميكانيكي مثلا
مها بخجل ووجه كحبة الطماطم
_احمد العلاج كله حقن روح نادي الممرضة
احمد بعند
_لا محدش هيديكي علاجك غيري ايه رايك بقى
فنظرت مها لخلف احمد الجالس امامها وقالت بانفعال كاذب
مها
_اتفضل ياعمي شوف عمايل ابنك
فالټفت احمد لوالده ولكنه لم يجد احد خلفه ليعود ينظر لمها فلم يجدها فقد استغلت الفرصة وابتعدت عنه لاخر الغرفة
مها ضاحكة
_احمد اعقل عشان خاطري
احمد پغضب مصطنع
_انت بتضحكي عليا يا مها طب والله ما أنا سايبك
وظل يدور بالغرفة حولها محاولا امساكها وهي تحاول الهروب من بين يديه وتحيطهما حالة من المرح والضحك تمنى كلاهما الا تنتهي ابدا حتى شعرت مها بدوار خفيف جعلها تثبت مكانها فتمكن احمد من امساكها بين يديه وضمھا لصدره طرقت الممرضة الباب فابتعد عنها على الفور وسمح للممرضة بالدخول واوصاها ان تظل معها وتعمل على رعايتها حتى ينتهى هو من عمله وعادت مها للفراش من جديد خرج احمد من الغرفة لمزاولة عمله وكلاهما يشعر بالسعادة من تللك اللحظات البسيطة التي جددت احساس كل منهما بالاخر
وعلى الجانب الاخر كان ابراهيم يتابعهما من بعيد والذي
شعر بفرحتهما معا ودعا الله من قلبه ان يديم عليهما تلك السعادة .
في صباح اليوم التالي كان غارقا في افكاره بتلك الفتاة التي استطاعت ببراءتها ان تسلبه لبه بلا جدال ولكنه عاد لرشده على طرقات على باب مكتبه فتنحنح قليلا ثم سمح للطارق بالدخول
عبد العزيز
_صباح الخير يا بني
أدهم بابتسامة وهو يقف لاستقباله
_صباح الخير يا حاج اتفضل ...أخبار هدى ايه
عبد العزيز بحزن
_صحيت من بدري على نفس الألم
أدهم وهو يهم بخلع مئزره الطبي
_حالا هاجي مع حضرتك اشوفها ...بس عموما احنا بنجهز غرفة العمليات قدامها ساعة بالكتير وتدخل متقلقش ان شاء الله خير
عبد العزيز بتعجب
_ربنا يستر ويسلم بس انت خارج ولا حاجة
أدهم
_لا أبدا أنا جاي معاك أشوفها ...ليه السؤال ده
عبد العزيز
_اصل لقيتك خلعت البالطو قلت يمكن خارج ولا حاجة
أدهم بنظرة ذات معنى
_لا ابدا بس مش عاوز هدى تقلق مني انت عارف هي بتكرة الدكاترة والحقن اد ايه
عبد العزيز بحرج وامتنان بالغ
_ربنا يباركلك يابني ...وان شاء الله لما تخلص العملية على خير واطمن على هدى هفهمك كل حاجة
ادهم
_ان شاء الله اتفضل حضرتك
وتوجها الاثنان لغرفة هدى والتي لاحظ أدهم ان ۏجعها قد زاد عن أمس وهذا ماجعله يسرع أكثر بتجهيزها دون أن تعلم
ادهم
_صباح الخير يا هدى اخبارك ايه النهاردة
هدى بتعب شديد
_مش قادرة خالص الۏجع بيزيد اكتر من امبارح
أدهم وهو يمسح على شعرها بحنان
_معلش حبيبتي كلها شوية وهديكي حقنة زي امبارح هتضيع الۏجع على طول
هدى
_بجد ...يعني مش هتوجعني ولا ټموتني
ادهم
_لا خالص بعد الشړ عليكي معنتيش تقولي كدة ماشي ..وبعدين انا مش وعدتك امبارح ووفيت
هدى ببراءة
_لا وعدتني وخلفت
ادهم بتعجب
_انا يا هدى
هدى
_اه ...انت قلت انك هتجيبلي شيكولاته ...ها جبت
ادهم ضاحكا
_لا في دي عندك حق انا كدة خلفت وعدي ولازم اتعاقب كمان
هدى
_لا خلاص بس توعدني تجيبلي بجد بقى
ادهم مبتسما
_ماشي ياستي حاضر ...طب ايه رايك في دي
واخرج من جيبه قالب من الشيكولاته كبير الحجم فما ان رأته هدى حتى نسيت تماما ما يمر بها من ألم واخذته منه وهي تسرع اليه لتحتضنه وتتعلق برقبته وهنا تعجب أدهم من فعلتها ولكنه لم يجد في نفسه الا ان احكم ذراعيه حولها واحتضنها بقوة وكأنما يحتضنها بقلبه وبين ضلوعه
أما عبد العزيز وفاطمة اللذان تابعا الحوارمن بدايته فقد تملك الذهول منهما وخاصة انهما يعرفان جيدا طبيعة هدى الانطوائية وهذا ما أثار دهشتهما متى فتحت له قلبها وعقلها بل متى تعلقت به من الاساس
وكأن كلاهما لا يعرفان أن قلوبنا بين يدي الله يقلبها كيفما يشاء ومن رحمته بطفلة مثل هدى أن علق قلب أدهم بها ومن رحمته الواسعة بقلب أدهم المجروح فتح له قلبها فكان كلاهما الدواء والشفاء والعلاج لبعضهما
نعود لهدى والتي انفتح قلبها على مصرعيه لادهم وهذا بالطبع ليس بسبب قالب الشيكولاته اكيد وانما هو الشعور بالاهتمام وكأن هناك شخص يهتم بك ويحبك ويحنو عليك هو شعور مفقود لدى هدى وخاصة مع أب لا تعرفه وسنعرف حكايته بعد قليل وام دائمة السفر تهرب من واقعها بالسفر والعمل وجد لديه من الاعمال والامړاض ما جعله الاختيار الاسؤ لتربية طفلة في عمرها .
هدى وهي مازالت متعلقة بعنق ادهم
_انا بحبك قوي يا ادهم لانك افتكرتني
ادهم بصدق
_حبيبتي انا فكرك على طول
ثم انزلها برفق على الفراش هامسا لها
_جاهزة عشان الحقنة زي امبارح
هدى
_ماشي بس اوعى توجعني
ادهم
_لا مټخافيش ان شاء الله مش هتوجعك
وخرج ادهم من الغرفة وعاد بعد فترة وجيزة ومعه صديقه الدكتور كرم اخصائي التخدير في المستشفى وعندما اقترب خاڤت منه هدى بل نستطيع ان نقول انها اټرعبت فجلس ادهم بجانبهامحاولا طمأنتها وجذب انتباهها له وهو يتحدث اليها في نفس اللحظة التي شرع كرم في تخديرها
ادهم
_هدى قوليلي صحيح انت بتحبي تتفسحي فين
هدى
_انا مش بخرج خالص من البيت الا للحضانة
ادهم
_يعني مفيش مكان بتحبي تروحيه مع ماما وجدو
هدى
_لا مش بروح في أي مكان بس انا نفسي اروح .....ل .......با ..با
وغابت هدى عن الوعي فاسرعت الممرضات بتجهيزها للجراحة