الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية امل الجزء الاول

انت في الصفحة 1 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

بسم الله الرحمن وبه نستعين
الفصل الأول
على صوت القاريء الشجي وهو يتلو بايات الله الكريمة عبر مذياع الراديو على بكرة الصباح تململت بفراشها تغالب توسلات جس دها التي تطالبها بالراحة والإستسلام لدفء الفراش ولو بيوم واحدا فقط تنسى به مسؤلياتها والوجبات المطالبة بها تعيش لنفسها لنفسها فقط ولو لمرة واحدة ألن يأتي هذا اليوم

شهد يا شهد هو انتي لسة مصحتيش شهد....
خلاص قومت اهو
هتفت بها مقاطعة وهي تعتدل بجذعها عن الفراش نحو محدثتها نرجس زو جة أبيها الراحل والتي ردت ببعض الحرج
صباح الخير معلش بقى يا حبيبتي بس انا خۏفت للتأخري عن شغلك.
أومأت لها بهز رأسها متمتمة برد التحية قبل أن تنزل بأقدامها على الأرض لتقول وهي تلملم بيديها شعرها كي تعقده بعقدة خلف رأسها
صحي بقية البنات بس عشان يلحقوا الفطار معايا .
ردت نرجس وهي ترتد بأقدامها لخارج الغرفة
هوا على ما قومتي انتي بس وجهزتي نفسك هتلاقيهم كلهم معاكي ع السفرة .
خرجت المرأة واتجهت شهد بروتينية تلتقط المنشفة البيضاء قبل أن تخرج خلفها نحو الحمام القريب والذي كان في اخر الطرقة مجاورا لغرفة أبيها الراحل بالطبع مرت في البداية على المطبخ ف انتبهت على اصوات همس وزجر نرجس لابنتها الوسطى أمنية رفعت شهد حاجبا مستهجنا لتقول وهي تكمل طريقها
يا صباح يا عليم يا رزاق يا كريم مالكم كدة ع الصبح
رردت نرجس خلفها بصوت متلهف وهي تخرج لها رأسها من مدخل المطبخ
ولا حاجة يا حبيبتي متشغليش نفسك أنتي.
رمقتها شهد صامتة دون أدنى استفسار قبل أن تمسك بمقبض باب الحمام وتدلف إليه تدعي التجاهل وبرأسها تعلم تمام العلم أن الموضوع لن يحيد عن طلب النقود .
بعد قليل 
كانت شهد قد فرغت من صلاتها وارتداء ملابسها بإهمال كالعادة مع انشغالها المستمر في التحدث عبر الهاتف حتى وهي تخرج لتتناول وجبة أفطارها على مائدة السفرة مع شقيقاتها ونرجس والدتهن 
ايوة يا عبد الرحيم العمال عددهم كمل عندك ولا لسة......
سمعت منه لتهتف بعصبية وهي تجلس على مقعدها
إيه بتقول عشرين بس يا نهار ابوكم اسود ودول هيكملوا اليوم ازاي بس اتصرف يا عبد الرحيم وكملهم تلاتين ع الأقل عايزين ننجز يا عم الحج إنت عارف ان الوقت قصير..... معلش الله يخليك حاول تتصرف واللي حضروا دلوقتي خليهم يحطوا إيدهم في الشغل على طول..... تمام اقفل بقى دلوقتي وانا هتصل عليك بعد ربع ساعة عشان اطمن .
أنهت المكالمة لتتناول قطعة من الخبز لتغمسها في طبق الفول قبل أن تضعها بفمها وتلوكها على عجالة متعمدة عدم الالتفاف أو الإنتباه نحو الهمهمات بجوارها من قبل شقيقتها أمنية ووالدتها ف اتجهت للناحية الأخرى مخاطبة أصغر عضو في العائلة رؤى
عاملة إيه يا بت ما حدش سامع صوتك يعني
ضحكت لها المذكورة ثم ردت بابتسامة
والله انا باكل وانا ساكتة شايفاكي مشغولة في التليفون ومش عايزة اضايقك .
تطلعت شهد في شقيقتها ذات الأربعة عشر عاما بملابس المدرسة وابتسامتها الرائقة دائما فقالت لها عن حب
والله يا ريت كل الناس زيك كدة عندها إحساس محدش كان زعلني أبدا.
قالت شهد كلماتها بمغزى لم يؤثر في أمنية التي على صوتها لتقول 
شهد انا كنت عايزاكي في موضوع.
صمتت شهد على وضع رأسها لعدة لحظات قبل أن ترفعها إليها بتأني تخمن بعقلها الذي سوف تطلبه أمنية وكم سيكلفها فهي لا تكف أبدا عن الطلب والإلحاح فيما تطلبه دون النظر لأي اعتبارات أخرى.
نعم يا ست أمنية عايزة إيه من الصبح شايفاكي بتفركي ومش قاعدة على بعضك قولي وطلعي اللي في جوفك قولي 
سألتها شهد بسأم وهي تتناول قطعة صغيرة من الجبن قبل ان تضعها بفمها لترد أمنية سريعا غير ابهة بلكز والدتها بغرض إثناءها
انا كنت عايزة اسألك على ابراهيم ابن خالتي لما طلب إي دي منك امبارح رفضتيه ليه
توقفت شهد عن مضغ الطعام لترد پصدمة
وانتي مين اللي لحق يقولك ع الموضوع ده
أوقفت شهد لتتجه بأنظارها نحو زو جة ابيها الراحل نرجس والتي أسبلت أهدابها بخزي قائلة
انا مكنش قصدي اقولها بس لساني بقى زلف مني من غير ما اقصد.
صاحت أمنية بصوت عالي مستنكرة
يا سلام ولهو انتوا كنتوا عايزين تخبوا عني حاجة زي دي كمان دا مستقبلي وانا بس اللي ليا حق اقرر فيه.
هتفت شهد ترد غاضبة متجاهلة الرد على الهاتف الذي كان يدوي بالإتصال بجوارها
وتعرفي ليه بقى والطلب اساسا مرفوض لا عنده مؤهل دراسي يناسب شهادتك ولا حتى بيشتغل زي بقية الناس دا غير إنك صغيرة اساسا ع الجواز والارتباط...
قاطعتها أمنية بحدة قائلة
لا مش صغيرة. انا مخلصة كلية دلوقتي ومستنية نصيبي واهو جه نصيبي أيه بقى اللي يأخرني تاني ابراهيم مبيشتغلش لكنه مقتدر بفلوس ابوه العطار اما حكاية التعليم دي متستهلش الكلام اساسا عشان انا موافقة بين حتى لو كان بشهادة اعدادية مش شهادة دبلوم.
ضړبت شهد بكفها على منضدة السفرة وهي تنهض عنها قائلة بحسم
لكن انا مش موافقة اجوزك واحد صايع قعدته غير بس ع القهاوي وعن حكاوي النسوان وانا هنا المسؤلة يعني انا اللي اقرر وانتهى .
اردفت كلماتها وتناولت هاتفها لتتحرك نحو غرفتها لتأتي بباقي اشياءها للعمل غير ابهة بصرخات أمنية وكلماتها المسمۏمة
يعني إيه قرار وانتهى ولا هي فاكرة نفسها عشان بتصرف ومشغلة البيت يبقى هتتحكم فينا ومستقبلنا لا بقى انا لا يمكن اسكت وديني لاطربقها على دماغكم لو ما حصل واتجوزت ابراهيم ولا هي عايزاني اكبر لسنها وواصل للتلانين واعنس.
بداخل غرفتها كانت تصل إليها الكلمات كخناجر حادة تدعي التحلي بالقوة والصبر وبداخلها تود الصړاخ كطفل صغير بوجه هذه التافهة وبوجه والدتها ومواقفها المائعة دائما بغير حسم لرد قوي نحو ابنتها وجحودها مسحت دمعة خائڼة قبل أن تتناول قبعة رأسها الكاب لتغطي شعرها كما تغطي على باقي معالم انوثتها بهذه الملابس الواسعة للغاية وتناولت علاقة المفاتيح. وخرجت على الفور متجهة نحو الباب الخارجي وقد خلت الصالة من ثلاثتهن بعد ان سحبت نرجس ورؤى أمنية ليغلقن عليها الغرفة بالداخل من أجل تهدئتها أمسكت شهد بمقبض الباب وقبل ان تخرج توقفت على قول رؤى وهي تنهر شقيقتها
ما تتلمي بقى وخلي في عينك حصوة ملح عايزة تتجوزي قبل اختك وتعملي انتي كمان زي فريال وهي شهد دي ايه هتعقد متحنطة لجوزاتكم انتو بس تشقي وتتعب عشانكو انتو بس ولا هي مش بني أدمة عشان تشوف نفسها
صدح صوت أمنية الغاضب
نعم يا حبيبتي والشغل دا بقى ورثاه من مين مش من ابويا شغالة مقاول وبتاخد على قلبها الآفات مع كل شغلانة بتعملها من مكتب ابويا اللي مديراه يعني مش من مالها الخاص. 
صاحت بها رؤى
الله ېخرب بيتك وهو المكتب دا بيشتغل لوحده ما تقوليلها حاجة ياما البت دي.
اقول إيه بس با بنتي انا تعبت معاها.
إلى هنا واستكفت شهد لتغادر من المنزل ف زو جة أبيها الراحل كالعادة تنتهج الطريق السلبي وكأنها ليست معنية بكل ما يحدث حولها تاركة الهم
وهذا الحمل الثقيل لها وحدها ولينكسر ظهرها حتى ف من سيشعر بها أو يرفعه عن كاهلها
وفي مكان آخر 
وه دي الجلعانة صحيت
جلعانة على حس ابويا حد له حاجة عندي
وجه رأسه إليها يقول مقارعا كالعادة
اه يا بت الكلب انت هو دا اللي انت فالحة فيه.
يا بت بطلي ثغرنة ميوعة ع الصبح انا مش فاضيلك .
صدر صوت زو جته والتي كانت خارجة من المطبخ بصنية الشاي
ولو متفضلهاش هي أمال هتفضى لمين
ناكفها مسعود بجرأة ونظرة ذات مغزى 
افضالك انتي.
قالها لتطرق زبيدة برأسها مسبلة أهدابها عنه بابتسامة مستترة بخجل وكأنها فتاة صغيرة ف تعلقت أنظار مسعود بها حتى جلست على كرسي المائدة بجواره نزعت صبا ذراعيها لتشاكسه بشقاوة مع متابعتها لأنظار أبيها التي لم يرفعها عن زو جته
نحن هنا يا عم ابو ليلة.
إنتبه عليها الاخير فسألها باستدراك
مجولتليش يعني إيه اللي مصحيكي بدري
ردت صبا وهي تحرك أقدامها لتستدير عنه بتهرب
ما انت عارف يا بوي النهاردة رايحة الشغل اللي قولتلك عليه
ضغط مسعود بأسنانه على طرف أسفل شفته بغيظ وهو يتابع تهربها منه مغمغا داخله بغيظ وكلمات حانقة غير قادر على منعها بعد هذا الوعد الذي قطعه لشهد بسببها.
استيقظ على صوت المنبه المجاور لرأسه على الكمود فرك بكفه على عينيه قليلا بانزعاج حتى تمكن من الاستيقاظ ليغلقه ف انتبه على الفراش الخالي جواره انتفض على الفور ينهض وينزل قدميه إلى الأرض بعد أن لمح خيالها بشرفة الغرفة التي كانت مفتوحة وستائرها الحريرية تتطاير أمامه خطا حافيا على أقدامه كي لا تشعر به حتى أذا وصل إليها لف ذراعيه حول جذعها من الخلف يجفلها ف انتفضت شاهقة بصوتها الرقيق تردد
ېخرب عقلك يا مصطفى خضتني حرام عليك بجد في اللي بتعمله فيا ده بجد حرام.
قهقه يقبلها أعلى رأسها يشتم رائحتها العطرة ليقول بهيام
صباح الفل والياسمين الجميل صاحي بدري وسايب السرير بارد جمبي ليه
ضحكت نور متنعمة يغمرته وهي تجيبه
اعمل إيه طيب ما انا لقيت نفسي صحيت بدري ومقدرتش استنى في السرير قولت اشم هوا وامتع عيوني شوية بمنظر الخضرة في الجنينة. 
فعلا عندك حق مفيش احلى من اللون الأخصر ع الصبح مع نسمة البرد الجميلة والوجه الحسن اللي بين إيديا .
ضحكت نور بسعادة تكتنفها مع كل كلمة غزل تسمعها منه وقالت بعشق
ربنا ما يحرمني منك يا مصطفى انت بقيت بالنسبالي الروح روحي اللي بعيش بيها.
رد مصطفى بصوت متحشرج
وانتي قلبي اللي من غيره أموت.
سلامة قلبك.
قالتها نور على الفور بجزع قبل أن تجفل على صوت بوق السيارة الذي صدح من خلفها ف الټفت مع مصطفى للأسفل نحو البوابة الحديدية الضخمة التي فتحت على مصراعيها لدخول سيارة عدي عزام شقيق زو جها والذي انتبهت على تشنجه واحتداد عينيه من خلفها متابعة دخول الاخر حتى وصل إلى مدخل القصر الداخلي فترجل بزهو ليترجل ليتناول سترته يعلقها على ذراعه قبل ان ترتفع رأسه إلى الأعلى ليغمز بطرف عينه وهو يلقي تحيه بكف يده ألى مصطفى وزو جته قبل أن يغلق باب السيارة ويكمل ليصعد الدرجات الرخامية قبل ان يدخل القصر خرج صوت نور لتسأله مستغربة
هو اخوك خرج امتي عشان يلحق يرجع بدري كدة 
تبسم ساخرا مصطفى وهو يرتد بأقدامه للخلف قبل أن يرد پغضب وهو يعود للداخل
دا على أساس بقى إنه قضى ليلته في البيت اساسا!
عاد أمين من وردية عمله الصباحية

انت في الصفحة 1 من 26 صفحات