رواية الحسناء
اللي أعرفه إني من ساعة ماشوفتك وأنا متأكد إنك مش شبهه ممستحيل الوش الهادي البرئ دا يكون لواحده مش كويسه وعند هذا الحد تحولت نظرات حسناء إلي نظرات مستنكره لذلك الكلام المعس ولماذا حدث لهذاأليس هو من كان ينهر ويسب منذ قليل كيف لك أن تتحول بهذه السرعه أدرك مراد ما قد قاله لتوه فأكمل أنا مش بعاكس واللهعشان حاسس إنك بدأتي تقلقيماتخافيش أنا عارف ربنا وعندي إخواتواللي ماقبلهوش عليهم ماقبلوش علي غيرهمخلينا بقي ف المهمممكن أعرف مين اللي إنتي كلمتيه دلوقتي دا إرتبكت حسناء لمجرد طرحه لهذا السؤال المفاجئبماذا ستخبره الآنأتخبره بأن هذا ابن رب عملها أتخبره بأنها تعمل خادمه عندهوإن أخبرته هل سيظل موقفه منها كما هو أم ستتغير فكرته عنهاكادت أن تتحدث ولكن أنقذها دخول العسكري وهو يقول في واحد بره إسمه جواد السيوفي ي باشا وعايز يقابل حضرتك
في انتظار دخول طارقهوأخيرا دخل جواد ومعه محام يبدو من مظهره الأنيق وخطواته الواثقه بأنه ذو شأن وسيط كبيرينوبمجرد أن رأت تلك القلوقه منقذها كما أسمتههبت واقفه تستقلبه وخطت نحوه بلهفه فتحدث بقلق إنتي كويسه ي حسناءحصلك حاجه!حركت رأسها بالنفي ثم قالت وهي تجهش بالبكاء جواد!أنا خاېفه أويربط علي كتفها بحنان وقال ماتخافيشأنا معاكيبس ماتعيطيشثم تحدث وهو يمد يده لمراد قائلا أنا جواد السيوفيودا أستاذ وجدي محامي العيله مراد بترحيب غني عن التعريف طبعاحد مايعرفش وجدي بيهثم أشار لهم بالجلوس وأكمل حديثه قائلا هو حضرتك أخو وكيل النيابه حمزة السيوفي جواد أيوهبس حضرتك بتسأل ليه مراد أنا مسغرب لما إنتم إخوات وحضرتك تعرف الآنسه دييبقي أكيد حمزة يعرفها طيب ليه ماقليش إنها تخصكم جواد بقلق هو حمزة كان هنا !مراد أيوه جه سلم عليا ومشي علي طول والآنسه حسناء كانت عندي هنا ف المكتب برضو ارتبك جواد بشده ولكن حاول تدارك الأمر وقال يبقي أكيد ماشفهاشوإلا أكيد كان قالك مراد وهو يشير إلي حسناء ممكن أعرف حضرتك تقربلها إيه وعند هذه اللحظه نظر كل من جواد وحسناء إلي بعضهما بإرتباك فما المبرر الذي يعلل سبب مجيئه إليها ما العمل الآنياالله ما هذه الحيره وهنا أنقذهم المحامي ليقول الآنسه حسناء تبقي خطيبة الأستاذ جواد السيوفي
كده لحد دلوقتي طيب إنتي إيه اللي وداكي هنا ك والأهم من كدهإيه نوع القضيه اللي إنتي متهمه فيها بماذا ستجاوبوهي نفسها لا تعرف مسمي تلك القضيه أعرف بأن ذلك من الممكن أن يكون غير مألوف للبعض وهناك من سيقول بأن ذلك يحمل إلي حد كبير شئ من المبالغه ولكن دعونا نعقلهاهذه فتاه لم تكن تخرج قط من المنزلولم تحتك بأحد سوي فقط من بضعة أشهروهذه الأشهر القليله ليست كفيله بتعريفها كل تلك المفاهيم التي لا شأن لها بهاحتي أن التلفاز الذي أصبح يعرض أفلام كثر يتداول فيها تلك الكلمات الخادشه للحياء بكل جرأه وبغير رقابه لم تكن تراه وذلك لسوء حالتهم الماديهفهذا أيضا وسيله قد تجعلها علي درايه بذلكوكانت حياتها محصوره بين الدراسه وقراءة الكتب الدينيه التثقيفيهأمن الممكن أن تكون فتاه بتلك الحد المحدود أو الذي يكاد يكون معډوم من الخبره بقادره علي فهم ما هي فيه
وجدي مراد دا قبض علي أكبر شبكة دعاره موجوده هنا ف المنطقه وبسببها أخد ترقيه فلو هي جايه ف القضيه ديم ستحيل أقدر أطلعها جواد پحده طفيفه إيه اللي حضرتك بتقوله دامستحيل تكون جايه ف حاجه زي ديإنت مش شايف إنها حتي مش عارفه هي متهمه ف إيهوأيا كان هطلعها من هنا يعني هطلعها وجدي اهدي ي جوادأنا مش قصدي اللي إنت فهمتهوبعدين أنا بفترض بس مش أكتروإن شاء الله هنلاقي حل ونطلعها بعد ذلك الحديث الذي أفقد لجواد أعصابه دخل مراد ثم جلس علي مكتبه وقال أظن أنا سيبتكم وقت كفايه تتكلموا مع بعض وتعرفوا منها التفاصيلنشوف بقي هنطلعها من هنا إزاي وجدي لو سمحت ي مراد باشاتقولنا تهمتها ايه لإننا سألناها وماقدرتش تفيدنا مراد بإبتسامه واسعه كنت متأكد والله إنها مظلومه وماتعرفش حاجه عن اللي هي فيه جواد بحيره ولما حضرتك عارف أخدتها ليه مراد لازم تعذرني ي أستاذ جوادلأن أنا لما قبضت عليها كانت ف بيت مشپوهلكن إن شاء الله محلوله وهتطلع من هنا
الثلج تلك الصدمه لم تكن بالهينه أبدا فنظر لحسناء وقال بصوت جهوري كنتي بتعملي ايه هناك ي حسناء إنطقي ولكن الأخري لم ترد وإنما إنتحبت من جديد ولكن هذه المره علي صوت نحيبها وإزدادت شهقاته افلأول مره يكلمها جواد هكذاولكن جواد إزداد غضبه وتحدث بصوت أعلي ماتردي ي حسناء ساكته ليهد افعي عن نفسكبرريلي كنتي هناك ليه
مراد ي جواد دا أنا اللي قابض عليها وبقولك إنها مظلومهوحضرتك رافض تصدقفي حاجه عايز ألفت نظرك ليهالسه عارفه دلوقتي حال انص البنات اللي بيشتغلوا ف البيت دا ماروحش بإرادتهم وبيضحك عليهم للأسف بيستغلوا البنات اللي بيدوروا علي شغل واللي بيبقوا ف نفس عمر حسناء تقريباوعشان المكان بعيد وف حته مقطوعه فبنسبه كبيره اللي بيروح هناك من الصعب إنه يقدر يرجع تانيوأنا برجح إن الانسه حسناء من البنات ديوالحمدلله إننا قدرنا نلحقها ودا هيفيدنا جدا ف القضيه
نظر لها جواد بجمود وقال الكلام دا صح !
حسناء بتلعثم أ أ أيوه صح
إدعي جواد تصديقها ولكن هو في الحقيقة متيقن من أنها تكذبلابد من أن يعرفولكن صبرافأنا لن أدعك وشأنك إلي ان تبوحي بما تخفيه وتحدث إلي مراد طيب وهي هتطلع إمتهولا حتي هتطلع ازاي ومافيش إثبات ع الكلام اللي حضرتك بتقوله مراد لأ فيشهادة البنات اللي جت معاهمدي عامل مهم جداوأنا هكتفي بكده ومش هعرضها ع النيابهوتقدر حضرتك تاخدها دلوقتي بعد ماتدفعلها كفاله
جواد ينفع آخدها دلوقتي والمحامي يفضل هنا يخلص كل الإجراءات مراد أيوه ينفعبس لازم تسيب بطاقتها هنا عشان هنحتاجها فأعطته إياها حسناء ثم قام جواد بعصبيه من مقعده وأمسكها من رسغها وسحبها خلفه إلي أن خرجا
من قسم الشرطه ووقفا أمام السياره جواد بعصبيه أنا عارف كويس ي حسناء إنك بتكذبيوإن مش دا اللي حصلثم فتح السياره وقال إنتي هتيجي معايا دلوقتي عشان تفهميني كل اللي بيحصل دايلا إطلعي
حسناء پبكاء جواد والله أنا ماعملت حاجه غلطت
جواد بصوت جهوري ولما إنتي ماعملتيش حاجه غلط إيه اللي جابك هنا!ثم أكمل بخيبة أمل إظاهر فعلا إن كلام حمزة عليكي طلع صح للأسف كنت مخدوع فيكي حسناء بدهشه إيه ي جواد بالسهوله دي صدقت إني خلاص مش كويسهع العموم أنا هاجي معاك أقولك علي كل حاجه وإنت حر تصدقك ولا ماتصدق شدا شئ يرجعلك ثم ترجلت السياره دون أن تتفوه بكلمه أخريظل ينظر لها شذرا ثم صفع الباب بقوه وترجل هو الآخر بعد السير بالسياره لفتره ليست بالكبيره نزلا الإثنان للجلوس أمام النيلوبعدما جلس اإتكأ جواد علي المقعد وقال پحده إتفضلي يلا سامعكوإياكي ي حسناء تكذبي ف حرفلأن والله العظيم هرجعك مكان ماجبتكثم أكمل بتهكم لأ وأنا اللي كنت فاكرك طيبه وغلبانهدا أنا اللي طلعت غلبان
هددت دموعها بالنزول ولكنها جاهدت لتمنعها وقالت بصوت مهزوز حاضر هقولبس إوعدني إني بعد ماقولك ماتقولش لحد جواد بنفاذ صبر مش هقول لحدبس إخلصي يلا
حكت له كل ما طرأ في حياتها من بداية ما تتذكر إلي حد هذه اللحظه إنهيارها وهي وتحكي كان كفيل بتوثيق كل ماقلته فذلك لم يدع جواد بقادر علي التشكيك بأي كلمه قالتها وبعد إنتهائها من حكي تلك الظروف المؤلمھ التي تعرضت لها طيلة حياتها وحتي الآن تحدثت بإنكسار أنا دلوقتي قولتيلك كل حاجه عنيوأتمني إنك ما تكذبنيش أنا همشي دلوقتي وأوعدك إنك مش هتشوف وشي تانيلكن قبل ما أمشي عايزه أقولك إني الحمدلله متربيه وعارفه أصول ديني كويسوعمري ماعملت حاجه تغضب ربنا جواد بندم أنا آسف ي حسناء علي كل كلمه قولتهالك وجرحتك بيهاحقيقي ماكنتش أقصدأنا ماكنتش قادر أتحكم ف عصبيتي بعد الكلام اللي سمعته حسناء بحزن هتتأسف علي ايه بسأنا اتعودت خلاص أكتر حاجه مزعلاني إنك الوحيد اللي كنت متأكده انه عمره ماهيصدق عليا حاجه وحشه وهيدافع عنيبس للأسف طلعت زيهمثم قامت من مقعدها وقالت بعد إذنكومعلش إبقي طلع ميرات أبويا هي كمان ويبقي كتر ألف خيرك
جواد استني ي حسناء كلامنا لسه ماخلصش حسناء أنا كلامي خلص خلاص واللي عندي قولتهلو إنت عايز تقول حاجهإتفضل جواد إنتي رايحه فين !لم ترد عليه الأخري وإنما سارت وكأنها لم تسمعه فسار جواد خلفها بسرعه ووقف أمامها وقال مش