السبت 23 نوفمبر 2024

تحت الټهديد بقلم منة ممدوح البنا

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

يا بنتي سليم رجع من السفر! 
رديت ببرود ما يرجع اعمله ايه يعني! 
جوزك!
صححت بنفس البرود وأنا بقاوم الغصة اللي في قلبي على الورق جوزي على الورق
يا منة 
قاطعتها متحاوليش يا سميرة أنا عمري ما اعتبرت سليم جوزي ولا هو اعتبرني مراته يعتبرني مراته ازاي واللي بينا ورقة عرفي من وأنا عيلة مكملتش 14 سنة!
في الأول والأخر جوزك 
كملت بعد ما وقفت قصادها وهي بتراقبني بضيق لو مش عايزة تخسريني وتخسري ورقتك الكسبانة متفتحيش الموضوع ده تاني نهائي معايا كفاية إني قابلة القاعدة هنا وسط الناس دي بسببك بس! 

الناس دي يبقوا 
يبقوا ايه يا سميرة يبقوا إيه يا مرات أبويا
متخليناش نفتح في القديم متخلينيش افكرك باللعبة اللي دخلتيني فيها وأنا عيلة مش فاهمة حاجة
وقبل ما تتكلم تاني قاطعتها بجمود لو سمحت كفاية
مش عايزة كلام في الموضوع ده تاني كفاية القرف اللي بحسه ناحية نفسي إني رضيت ادخل في لعبة قڈرة زي دي لو سمحت سيبيني لوحدي 
صتلي بحزن وضيق وخرجت ورجعت أنا اترميت على السرير ببكي پقهر مين تطول يبقى اسمها مقرون باسم سليم الشهاوي مين تطول أصلا تدخل في عيلة زي دي! 
بس للأسف أنا دخلت فيها باپشع الطرق دخلت في لعبة مش مدركة خطورتها وأنا لسة طفلة مش فاهمة حاجة ولكن اغرتني الفلوس والجاه و هو! 
سليم! 
فارس أحلام أي بنت
واللي كانوا من ضمنهم أنا
وازاي مقعش في حبه وهو مفيهوش عيب وأي واحدة تتمناه! 
ورغم إني مشوفتوش من ٦ سنين تقريبا وتحديدا من يوم كتب كتابنا المشؤوم
بس عمري ما بطلت أتابع أخباره من بعيد لبعيد ولقيت نفسي بكبر وهوايا ناحيته بيكبر معايا عديت طفولتي ومراهقتي وشبابي وأنا قلبي بينبض باسمه سليم
القريب البعيد رغم قرب اللي بينا إلا إن فيه بينا مسافات بعيدة بعيدة جدا وملهاش آخر 
رجعت بذاكرتي ل ست سنين ورا تحديدا في القصر كان عمري ١٤ سنة طفلة طموحة بتحلم بالفارس المغوار اللي هياخدها على الحصان الأبيض زي أميرات ديزني كانت كل أحلامي إن يبقى عندي هدوم كتير وكل حاجة أعوزها تكون مجابة ولكن كنت في أسرة بسيطة عايشة وسط رخاء ورغم إن حالتنا مكانتش تحت أوي بس كان دايما فيه فرق بين طموحي واللي أنا شايفاه وبين اللي أنا عايشاه 
كان بابا بيشتغل في شركة والد سليم وسميرة برضه مرات بابا اللي اتجوزها بعد ۏفاة مامتي كانت كبيرة الخدم هناك مسئولة عن كل حاجة ولكن مش بتمد إيدها في اي حاجة بتدي أوامر وبس زيها زي الهانم بس كان عندها طموح أكتر من كدا لكن طموح على حسابي!
ولإن بابايا ومراته شغالين مع العيلة فكنا مقيمين في أوض في القصر ولكن رغم إننا يعتبر عايشين معاهم إلا إنه كان فيه فرق دايما 
كان الوقت متأخر الساعة كانت ١ بالليل تقريبا
لقيت سميرة بتتحرك من جمبي على السرير بهدوء
صحيت ببص ناحيتها باستغراب وأنا بفرك عيوني العسلي بنعاس فلقيتها بتخرج من الأوضة
اتسحبت وراها باستغراب وأنا كلي فضول لحد ما لقيتها واقفة تحت معاه سليم! 
كأي بنت طبيعية مكانش ينفع أشوف سليم شخص عادي كان بالنسبالي حلم حلم بعيد جدا 
سمعتها وهي بتكلمه وكانت لهجتها فيها ټه ديد شوية هو ده شرطي ولكن لو أخليت بالاتفاق ده أنا مش هتردد أروح وأحكي لأبوك وعيلتك كل حاجة صدقني مش هتردد يا سليم وأنت عارفني كويس!
كان وشه وعيونه حمر وعروقه نافرة پغضب واضح ولكن كان باين عليه الإنكسار نزل وشه في الأرض واتكلم پغضب مكتوم إزاي بس! 
استحالة يوافقوا على حاجة زي دي وأنا وأنت عارفين السبب كويس! 
نزلت ليها وأنا ببصلهم الاتنين باستغراب ولكن نظرات سليم ناحيتي كانت ڠضب وكره وحقد كله ناحيتي كانه بيتوعدلي
بلعت ريقي بتوتر فقالت إيه رأيك في سليم
نقلت نظراتي بينهم بتوتر يعني إيه يا سميرة
تحبي يكون سليم جوزك وتبقي صاحبة القصر ده عندك عربيات وخدم وفلوس وهدوم كتير وكل حاجة أنت عايزاها
لمعت عيوني بدهشة الحقيقة العرض كان مغري جدا سليم اللي يبقى حلم كل بنت هيبقى جوزي وكمان كل الأملاك دي
هتبقي ليا! 
هزيت راسي بسرعة بابتسامة عبيطة فزفر هو بصوت عالي وكإنه مخڼوق ومكانش طايق الوضع ولإني اصغر من إني أفهم التفاصيل اللي بتدور فمعلقتش بس لاحظت ابتسامة سميرة اللي زادت مالت ناحيتي وحطت إيديها على كتفي وبنبرة أشد خبث يبقى تنفذي كل اللي هقوله ليكي ومن غير اعتراض أو اسئلة كتير 
طول ال٦ سنين دول مش شايفة نفسي غير 
مادية واستغلالية
ورطت شخص بيا لمجرد إني عايزة أحقق أحلامي على حسابه
وفعلا حققت جزء من أحلامي عيشت في دور خاص بيا لوحدي في القصر متكامل من ناحية كل حاجة
كملت تعليمي وأهو بقيت في كلية فنون تطبيقية
عندي عربية وفلوس وهدوم كتير زي
أحلام الطفولة
ولكن قصاد كل ده خسړت حاجات كتيرة
اولهم احترامي لنفسي 
في اليوم ده مقدرتش أنام فكرة إن الفاصل بيني وبينه بس شوية حيطان مهلكة رغم إني معرفش تفاصيل كتيرة جوا القصر لانفصالي عنهم بس خبر زي ده لازم يبقى منتشر ومهلك بالنسبالي بعد سنين كتير مبشوفش فيها غير صوره شوفته وهو بيكبر من بعيد قدام عيني كل مدى ملامحه بتزداد رجولة وبيزداد وسامه وقعت في حب كل تفاصيله من بعيد مبقتش متخيلة إني براقب جوزي زي أي واحدة ومليش الحق في إني أملي عيني منه 
جوزي! 
حتى مفيش مرة قدرت أنطقها
ومقدرتش أفوق من الوهم ده
وهم إن سليم ممكن في يوم من الأيام يتقبلني كزوجة ليه
اساسا ده لو اتقبلني ك انسانة بعد اللي حصل فيه بسببي أنا وجشع مرات بابا! 
كل الطرق بيني أنا وسليم مقفولة
وبما إنه رجع فاللعبة قربت تنتهي وكل واحد هيرجع لأصله 
لكن هل أنا مستعدة
ممكن اكون مستعدة اتنازل عن كل الثراء اللي أنا فيه
بس هل هقدر أتنازل عن حقي في سليم
اعتقد لأ
وحتى لو مش طايلة نظرة منه حتى
بس حتة إن اسمي مكتوب على اسمه بترضي جزء من غروري
ونفس الحتة دي بتدمر احترامي لنفسي 
تاني يوم جهزت نفسي عشان أروح كليتي نزلت لتحت كان الدور اللي عايشة فيه منفصل عن القصر من جوا كنت منبوذة من الكل حتى نفسي 
وفعلا أنا مكنتش قد إني اواجههم كل يوم وأنا السبب في إن ابنهم بعد عنهم ٦ سنين كاملين!
غريب بشكل
ومميز! 
كنت لابسة كاچوال عشان يبقى مناسب للكلية ولابسة شنطة باك فيها كل الادوات اللي هحتاجها 
وقفت استنى السواق وهو بيجيب العربية وفتحت الشنطة اتأكد إن كل
حاجة موجودة فيها وللحظة لمحته 
خارج وماشي بهيبة رهيبة
بيتكلم في التليفون ومشغول فيه 
مكشر شوية بيرفع إيده يعدل بيها شعره الاسود الناعم وبيرجع يملس على دقنه النابتة
اتجمدت مكاني وحسيت إن روحي اتسحبت زي الغريق
ودقات قلبي بقت عالية بطريقة رهيبة
عينيا مركزة عليه
مش مستوعبة أنه قدامي فعلا بعد السنين دي كلها!
حسيت إن شخصيته اتغيرت
من سليم الشاب المتهور اللي كان عمره ٢٠ سنة بس
لشخص بقى راجل متكامل بمعنى الكلمة
جذاب ووسيم وملامحه رجولية بشكل!
وللحظة لقيته بيعدي من جمبي
من غير ما ياخد باله مني حتى! 
ولكنه أخد روحي معاه
غمضت عيني بتلذذ وأنا بستنشق ريحة برفانه اللي ملت المكان
مغرية ولذيذة لايقة عليه تماما متكامل في كل حاجة حتى ريحة برفانه! 
الحقيقة حسيت براحة مؤقتة على قد ما قلبي وجعني إنه مقدرش يميزني على قد ما ارتاحت لإني مكنتش قد المواجهة الحالية ولا إني أقف قصاده! 
ولكن فرحتي مكملتش لما جه صوت عالي من جنبي وهو بيقول
آسف على التأخير يا منة هانم
غمضت عيني وأنا بتمنى أنه يكون عدى وبعد ومسمعش اللي اتقال ولكن للأسف مش كل حاجة بنتمناها بتتحقق لأنه سمع فعلا وقدر يميز الاسم اللي اتردد في دماغه اتلفت بسرعة ناحيتي وأنا واقفة مكاني بړعب ولكني مقدرتش أقاوم فضولي واتلفت ناحيته عشان اتأكد وللحظة اتلاقت عيوننا! 
كان أول لقاء بينا من سنين بعد ما كبرنا وكل حاجة فينا اتغيرت حتى شخصياتنا واهتماماتنا بس اللي متغيرش هو حبي ليه لكنه بالعكس كان بيزيد مع الوقت 
ملامح الصدمة كانت باينة عليه عينيه اللي وسعت
وهو بيتأملني بدهشة واضحة من فوق لتحت وأنا واقفة مكاني متجمدة مش قادرة أبعد عيوني عنه قد إيه كان حلو بشكل من قريب!
دقات قلبي العالية كشفت عن عشقي وهوسي بيه ولكنه كان حاجة شبه مستحيلة بالنسبالي 
وقبل ما يتحرك ناحيتي كنت سيبته وجريت ناحية العربية 
اطلع بسرعة يا عم سعيد اتأخرت
دخلت العربية وفعلا قبل ما يستوعب كانت العربية اتحركت بيا وأنا بتأمل ملامحه المصډومة من ورا الازاز الداكن وكان جوايا خوف كبير من المواجهة اللي بعد كده 
مقدرتش أركز في محاضرات خالص طول الوقت كنت قاعدة سرحانة فيه وفي عيونه الحادة مكنتش أعرف إنه مجرد نظرة لثواني هتشقلب حالي بالشكل ده! 
ورغم الارهاق اللي كنت فيه بس رفضت أروح بدري عشان مصادفهوش تاني وفضلت قاعدة في جنينة الكلية مع صحابي اللي محدش فيهم عارف بإني متجوزة أصلا فما بالك لو متجوزة من سليم الشهاوي! 
ببتهربي من حد
بنبرة موترة حمدالله على السلامة يا زوجتي العزيزة 
يتبع 
تحت الت هديد
منة ممدوح البنا
الحلقة التانية
مالك إيه اللي حصلك!
جري ناحيتي بسرعة وكان باين عليه الخۏف والقلق كنت واقعة على الأرض پتألم بعد ما اتكعبلت ونزلت برجلي على حجر حاد شوية فاټجرحت رجلي وابتدت تنزل ډم غمضت عيوني ونزلت دموعي پألم ڠصب عني فمسك هو رجلي واتفحص الچرح اهدي اهدي متقلقيش حاجة بسيطة خليكي هنا وأنا هروح اجيب بيتادين وشاش وقطن وآجي بسرعة 
هزيت راسي بماشي من غير ما اتكلم ومقدرتش أبطل بكا من الۏجع سابني وغاب لدقايق قليلة ورجع على طول مال قدامي وبعدين شالني مرة واحدة شهقت بړعب وڠصب عني لفيت دراعي حوالين رقبته وأنا ببص للأرض بعيون واسعة وبعدين بصيت لعيونه وهو بيضحك بشقاوة هما بياكلوا أكلك ولا إيه أنا قولت أنت أتقل من كده بسماجتك دي
ضحكت من وسط دموعي ونغزته والله ما فيه أتقل من دمك!
ضحك وحطني على الكرسي اللي في الجنينة وبعدين نزل على ركبته قدامي وابتدى يتفحص ركبتي بحنية عشان متألمش وبعدين بدأ يطهرها بالقطن والبيتادين وكل ما اتحرك پألم يطبطب على إيدي ويبصلي بنظرات بتطمني للحظة حسيت بإن حنيته سحبت روحي وأنا لسة طفلة مش مدركة لأي حاجة ولكن الحنية ليها تأثير في كل الأعمار وتأثرها بيكون سحري! 
لدرجة إني مقدرتش اتحكم في نظراتي العاشقة اللي كنت ببصله بيها 
لف رجلي بالشاش ونضف الچرح كويس وبعدين رفع عيونه ليا وأخد باله إني بتأمله فابتسم ورفع إيديه مسح دموعي اللي كانت على وشي متقلقيش كام يوم وهتبقي كويسة
ابتسمت وبدقات قلب سريعة أنا بقيت كويسة من دلوقتي
ارتبكت من الصدمة ده
كان 
قاطعني پغضب ولا كان ولا مكانش

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات