رواية اياد القصل الثالث
هذا عفوي خرج من فمه لا أكثر ..
ما إن طال الصمت بينهم حتى وجد الآخر يقول بعدما حمل الأوراق والملفات و وضعها داخل الحقيبة السوداء
أنا كده تمام خلصت اللي جيت عشانه ...والشغل ماشي زي الساعة وكلها أسبوع ويتم نقل كل الشغل بشكل رسمي على هنا وحيبقا مش ناقصه إلا حضرتك .. وأي حاجة جديدة تحصل حبلغك فورا ..عن إذنك
في الأسفل خرج من مبنى المستشفى الرئيسي وتوجه إلى الخارج ليمر بالحدائق الكبيرة وهو ينظر هنا وهناك لقد أتى ثلاث مرات في هذه الأسبوع فقط من أجلها هي من أجل ان يرى تلك الجريئة والمچنونة بتصرفاتها ولكن ماجعله يشعر بضيق حقا هو أنه لم يلمح طيفها حتى ولو من بعيد طول هذه المدة ..هل من المعقول أن تختفى من المشفى بهذا الشكل
حاول أن ينفضها من رأسه وأكمل طريقه وهو يفكر بها رغما عنه وما إن وصل إلى مكان موقف السيارات حتى تفاجئ بتلك التي قلبت كيانه رأسا على عقب تجلس على سيارته بكل ثقة ممزوجة بشقاوة
إقترب بخطاه منها بهدوء وهو ينظر إلى هيئتها من خلف نظارته السوداء ببرود ظاهري على عكس لهفته الداخلية فقد كانت ترتدي هوت شورت من الجينز الغامق الحبري مع بدي فضفاض ابيض بحمالات رفيعة مع شعرها الغجري المصطنع لتبادله النظرات وهي تهيم بهيئته أخذت تبتسم له برقة ما إن وجدته يقترب منها أكثر حتى أصبح أمامها تماما ...
هاااااي أنا سارة وأنت من تكون
اهلا انا أيمن ...قالها بكل برود وهو يصافحها بجفاء وما إن لمس يدها الصغير البيضاء الناعمة حتى سحبها منها برفق وتقف أمامه ولكن كان فرق الطول بينهم كبير فرأسها بالكاد يصل الى أعلى كتفه
سعدت بلقائك أيمن ...
ثم أخذت تبتعد عنه و تعود إلى الوراء بخطوات مدللة ونظراتها الماكرة مازالت متعلق به لترفع نظارته أمامه وهي تقول بمعنى واضح لما تريد
إنتظر سأكتب لك العنوان كي لاتنساه ...قالتها وهي تقترب منه بسرعة ونزعت القلم من جيب قميصه ومسكت كفه وأخذت تدون عليه عنوان المكان ...وما ان إنتهت حتى أرجعت القلم له مره أخرى وهمست له بنعومة قبل أن تختفي من أمامه ...سأنتظرك ...
كاد أن يلحق بها ولكن منع نفسه عنها عنوة نظر إلى كف يده بتمعن ثم رفع نظره إلى مكان اختفائها لايصدق السعادة التي غمرته من رؤيتها فقط ...
ا يااالله متى سيأتي غدااااا تنهد بصبر وصعد سيارته لينطلق بها بسرعة وتفكيره كله مع تلك الجنية التي ظهرت