رواية اياد القصل الثالث
له من العدم
أما سارة وضعت نظارته فوق رأسها وأخذت تمشي بحماس بالحدائق وأخذت تستنشق الزهور واحدة تلو الأخرى وكأنها نحلة تتنقل بين رحيقهم ...
ثم توجهت إلى الداخل وصعدت إلى الأعلى بخطواتها المرحة تود لو تصرخ بأعلى صوتها وتعبر عن سعادة قلبها الآن
.. دخلت غرفة الاستراحة و أخذت تدور حول نفسها بفرحة لاتوصف لتتفاجئ ب نور تستلقي على سريرها ...إقتربت منها وجلست إلى جانبها هي تقول بترقب لرد فعلها
إعتدلت الأخرى بجسدها وقطبت جبينها بإستفهام وهي تراقب هيئتها
شكلك عملتي مصېبة وبعدين مش لابسه البالطو ليه هتتعاقبي كده وهيتخصملك كمان ..لو شافك مستر بعبع واااا....
قاطعتها سارة وهي تحرك يدها بلامبالاة وتقول
سيبك من كل ده ....وركزي فى اللي هقوله انا أخيرا إتجرأت ...
رفعت نور حاجبيها پصدمة ممزوجة بسخرية من ما سمعت وهي تقول
أنا هقولك بس لا عايزاكي تتعصبي ولا تتنرفزي ماشي
قالتها سارة وهي تحاول النهوض لتهرب من أمامها لتمسكها نور بسرعة من منكبيها وهي تقول بإستجواب
على فين بس ...تعالي هنا و قوليلي يابت هببتي إيه أحسلك
أنا معملتش حاجة غير إني روحت وقعدت ع عربية المز اللي قولتلك عليه وإستنيته لغاية أما جيه وعرفته على نفسي وسړقت منه نظارته وقولته لو عايزها تعالى قابلني بكرة وإديته العنوان ...
نور بذهول من ماسمعت نعمممممم يابت الدمنهوري ..
هو عشان إنتى عايشة هنا كم سنه هتنسي أصلك وتعيشي زي اللي هنا وتروحي تديلو معاد
وليه لاء ...فين الغلط في كده ...واحد وعجبني ودي أول مرة تحصل أسيبه يروح من يدي يعنى وأفضل أتعذب زيك ...
نور بعدم استيعاب
سارة .. إنت كنتي عاقلة وبتنصحيني إيه اللي جننك بس ..
أفهمي بقا ..الواد بصراحة عجبني جدااااا وكان نفسي بجد إني اقابله مرة تانية ...مش هقولك حب لا ده إعجاب بس جامد حبتين .. فاقولت أشوفه.. يشوفني ..يعنى ندي لنفسنا فرصة يمكن تضبط ...قالتها بكل بساطة مما جعل نور تتنهد وهي تقول بمسايرة الأخرى
بطلي تفكري زي بنات الشرقين ...لازم هو اللي يبدأ وهو اللي يتعب وهو اللي يحاول ...صدقيني هنا مش هتفرق مين اللي يبدأ المهم النتيجة إدعيلي انت بس ومتشغليش بالك بيا ..ماشي ياقلبي ...قالتها وهي تسحب المأزر الطبي وتخرج لتباشر عملها
أخذت نور تمرر يديها على وجهها أكثر من مرة وهي تقول بضيق
ملاحظة والدة سارة بريطانية و والدها مصري منفصلين منذ أكثر من عشر سنين
نهضت ودخلت إلى الحمام وأخذت تغسل وجهها عدة مرات ثم خرجت تجففه لترفع شعرها بإهمال على شكل كعكة و إرتدت هي أيضا مأزرها وخرجت لترى جدول أعمالها فوقت الأستراحة إنتهى منذ مايقارب النصف ساعة
مر الوقت عليها وهي تتنقل بين غرف المرضى لتعطيهم الدواء وما إن إنتهت حتى عادت إلى نقطة تجمع الممرضين لتسجل المواعيد الجديدة وهي تحاول على قدر الإمكان إخراج إياد من تفكيرها وأن تشغل نفسها
ولكن المكان كان خاليا دخلت وأخذت تسجل كل شئ بدقة لتخرج من تركيزها وإندماجها هذا .. على صوت ذلك الذئب البشري الذي لايكف عن اللحاق بها كلما سنحت له الفرصة
رائحة عطركي مميزة جدا أيتها الشرقية
إلتفتت له وهي تقول بانزعاج
هي إيه حكاية الشرقية دي