الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ليلي كاملة

انت في الصفحة 174 من 231 صفحات

موقع أيام نيوز


هنا متخافش وكمان علشان أسما تاخد راحتها فاهمني 
اومأ رأسه متفهما ونهض قائلا
طيب أنا تحت ولو فيه حاجة اتصلي على طول أمسكت لميا
ذراعه 
روح يايونس نوح كويس واحنا معاه..هز رأسه رافضا وتحرك
أنا تحت..اتجه للطابق الأسفل حيث غرفة نوح دلف وخلع جاكيت بدلته وجلس على المقعد يمسح على وجهه شعر بالنعاس يداعب جفنيه بسبب ارهاقه استمع إلى رنين هاتفه اتجه يمسكه ابتسم عندما وجدها طفلته لم يجيبها وتركها للمرة

الثانية بالرنين حتى رفعه وهو ينفث سېجاره 
مالك فيه ايه ماردتش اعرفي مش عايز أكلمك..انزعجت من كلماته فتحدثت 
بقولك ايه انا مش شغالة عندك إنت فين!
في مستشفى الكومي ليه وحشتك قالها بسخرية 
توقفت فجأة غير قادرة على السير من فرط آلمها حتى سحبت نفسا تنظم ضربات قلبها واهدرت به 
عايزة اتكلم معاك عشر دقايق واكون عندك
نفث دخانه حتى اختفى خلفه وأجابها 
وماله تعالي انا في اوضة نوح الاستراحة قالها وأغلق هاتفه يرفع قدميه فوق المقعد وقام بإطلاق صفير بسعادة 
قطتي حبيبة قلبي جيتي لقدرك 
عند حمزة خرج يتحرك بخطوات متعثرة يكاد يتنفس بصعوبة كلما تذكر حديث الطبيب
مش هخبي عليك الإشاعات بتبين كسر في ضلعين وكمان الضړب كان شديد في العمود الفقري يعني ممكن يؤثر بالسلب عن تحركه مرة تانية..استقل سيارته وتحرك وعيناه المغروقتين حجبت رؤيته وهو يبكي 
معقول هيفضل عاجز معقول مش هشوفه تاني وهو راكب حصانه آآه خرجت من جوفه وكأنها تكوي جوفه وشهقات مرتفعة حتى توقف بجانب الطريق يضع رأسه على المقود عندما فقد السيطرة بالكامل على نفسه استمع إلى رنين هاتفه
أيوة يادرة قالها بصوتا باكي شعرت به فأردفت 
إنت فين ياحمزة ليلى قالتلي شكل فيك حاجة..أنا جايلك انزلي محتاجك..اتجهت لغرفتها قائلة 
حاضر هلبس وانزلك وصل بعد دقائق كانت تهبط سريعا بدرجات السلم هرولت إليه عندما وجدته واقفا ينظر پضياع حوله أنظار مشتتة ضائعة أحس بوجودها فتح ذراعيه إليها حتى ألقت بنفسها داخل أحضانه مرغ وجهه بحجابها يطبق على جفنيه يتنهد پألما قائلا
انا تعبان أوي يادرة ومحتاجك أوي حبيبتي 
خرجت من أحضانه واحتوت كفيه
ايه ال حصل أول مرة أشوفك كدا فتح باب سيارته وأشار إليها 
اركبي عايز ابعد من هنا هنروح شقتنا هنبات هناك اتصلي بباكي واستأذني مش عايز اتكلم مع حد..اومأت برأسها دون حديث واتجهت للسيارة تتحدث مع والدها وصلا بعد قليل إلى منزلهما الذي جهز لهما 
ترجلا اولا ثم اتجه يسحبها من كفيها متجهين للداخل دلفوا للداخل وأشعل الإضاءة ثم توجه وألقى نفسه على الأريكة مغمض العينين 
مش قادر أشوف نوح كدا أنا تعبان اوي يادرة تعبان أوي كل مااتخيله ممكن يفضل على كرسي طول حياته 
چثت أمامه مضيقة عيناها وتسائلت 
يعني ايه ياحمزة يعني نوح هيفضل عاجز وخالتو عرفت الكلام دا 
وضع يده على وجهه مبتعدا بنظراته عنها 
محدش يعرف لسة ولا حتى راكان أنا اتفقت مع الدكتور ميعرفش حد دلوقتي عايزه يفوق الأول وبعد كدا نقوله بهدوء هو فاكر فيه حاجة في عصب رجله ميعرفش انه من العمود الفقري اللي اذوه ولاد الكلب 
شعرت بدوار حتى اهتز جسدها هامسة 
معقول نوح هيفضل عاجز وضعت كفيها على وجهها واجهشت پبكاء 
مش قادرة أصدق دا ليه يعملوا فيه كدا دا مراته حامل ياحبيبي يانوح ميستهلش ابدا كدا 
اعتدل جالسا يسحبها لتجلس بجواره ثم احتواها بذراعيه 
درة متوجعيش قلبي أنا مخڼوق مش قادر اتكلم مع حد ملقتش غيرك افضفض معاه مش قادر اعرف يونس وراكان بلاش اوجعهم دلوقتي معرفش ردهم هيكون ايه
احتضن وجهها ونظر لمقلتيها 
متخلنيش اندم اني قولتلك عايزك تقويني اتحمل الكام يوم دول لحد مايسافر ألمانيا ويعمل فحوصات كاملة وقتها اكيد كلهم هيعرفوا بس حاليا محدش ناقص ۏجع شايفة راكان ومصايبه من كل حتة ويونس وطلاقه يعني محدش متحمل ۏجع تاني اوعديني حبيبي محدش يعرف حتى والدتك واياك تعرفي ليلى 
وضعت رأسها بأحضانه وبكت بشهقات 
مش قادرة استوعب كلامك ياحمزة براحة عاليا لو سمحت 
عند راكان وليلى بالسيارة 
ضمھا بذراعيه واضعة رأسها بصدره تشاهد بعض صوره مع نوح وحمزة ويونس ويتحدث عن كل صورة عن تلك الأيام التي قضوها ب عامهم الجامعي 
وصلت السيارة إلى منزل المزرعة فنظرت حولها ثم اتجهت بنظرها إليه 
حبيبي جايبنا هنا ليه..لثم كفيها وتحدث ببحته الرجولية 
عايز انفرد مع مراتي شوية إيه بلاش..التمعت عيناها بالسعادة فترجلت من السيارة استمعت لصوت الرعد بالسماء فابتسمت 
شكل الجو هيمطر حلو أوي متحركا للداخل وغمز بطرف عينيه 
حلو عشان تلاقي ال يدفيكي..دلفت للداخل وجدت المنزل محاط بالأمن كاملا فتسائلت 
هو لسة معرفتش مين ال دخل البيت ولا إيه
دلف للداخل
دول مش عشان كدا عادي ماهو القصر عليه أمن..توقفت أمامه 
لا اكيد فيه حاجة تانية البيت مفهوش حاجة..اتجه يشعل المدفأ 
اطلعي غيري هدومك يالولة ومتشغليش بالك فيه طقم فوق يارب يعجبك وأنا هجز السفرة عشان جعان جدا واطمن على أمير 
ياترى ايه المناسبة لاوكمان فستان دا ايه المفاجأة الحلوة وضع اصبع يمسح أنفه ثم أمال يزيل حجابها حتى انسدل شلال خصلاتها الفحمية التي جمعها على جنب 
اطلعي فوق وإنت تعرفي..رجفة قوية سارت بجسدها فاستدارت بخطوات أقرب إلى الركض رغم تعثرها وأنفاسها
تتصارع ظلت نظراته تراقب مغادرتها حتى اختفت متجها إلى المدفأة 
دلفت للداخل وجدت غرفتهما مزينة ببعض الشموع بالروائح العبقة تحركت متجهة حتى وصلت إلى الفراش وجدت رداء حريري ناعم باللون الأحمر ويوضع بجواره حذاء بكعبا مرتفع من نفس اللون وبه بعض الأربطة التي تلف حول الساقين..أمسكت تلك الورقة التي يكتب بها 
قدامك ربع ساعة عايز اشوف مولاتي بطلتها الجذابة متتأخريش لقد ټعذب القلب وذاب 
اكتفت بتنهيدة حالمة تضع كفيها على موضع نبضات قلبها العازفة بعشقه تحركت متجهة للمرحاض دقائق وخرجت تجلس أمام مرآتها وقامت بوضع بعض اللمسات التجميلية الخفيفة ارتدت حذائها وجمعت خصلاتها للأعلى حتى ظهر جمالها وهي ترتدي ذاك العقد الذي اهداها إياه منذ زمن 
ألقت نظرة أخيرة على نفسها بالمرأة وتحركت بالهبوط كان يقوم بإشعال الشموع ذات الروائح التي جعلت المكان يحلو بمكان العاشقين استمع لكعب حذائها ورغم دقات قلبه التي أجزم انها ستخرج من صدره من لهفته ب النظر لصفحات وجهها إلا أنه مازال يواليها بظهره وقفت خلفه ببعض الخطوات تنظر لظهره كان يرتدي قميصه الأبيض ويقوم بثني ذراعه ناهيك عن زره الأول الذي تركه مفتوحا فظهر جسده الممشوق الذي تعشق كل مايميزه به اقتربت وهي تخطو بنعلها حتى شعر بأنها تخطو فوق قلبه
استدار بهدوء حتى تعانقت نظراتهما كما تعانقت دقت قلبيهما دنى منها وسار نحوها بخطوات متمهلة عندما توقفت 
أمسك كفيها ثم طبع قبلة مطولة عليه وهو ينظر لبريق ليلها الساحر قربها منه وبحركة دائرية جعلها تلتف حول نفسها تتطاير بفستانها القصير ورغم قصره إلا أنه كان واسعا فطار حولها وخصلاتها التي تطايرت بعشوائية على وجهها أطلقت ضحكة ناعمة عندما شعرت بالدوار
راكان دخت هقع..حاوطها يضمها بقوة لصدره
هامسا بعذوبة وجمال اللحظة بينهما 
توقعي وأنا موجود مش عيب حبيبي تغلطي في جوزك..طوقت عنقه تنظر لشمسه
تؤ مش جوزي بس حبيبي وروح كياني..وضع جبينه فوق خاصتها 
حبيبك ضاع في ليلك ياليلة قلبي...
حبيبي أحسن راجل في الدنيا كلها وعلشان كدا هيقولي ايه المناسبة السعيدة دي 
النهاردة عيد جوازنا ياحياتي أول عيد لحياتي كلها اول مرة أحس فيه بسعادة حقيقة من سنة زي النهاردة رويت قلبي العطشان وروحي التايهة بوجودك بجانب قلبي لدرجة دي ناسية أجمل يوم في حياتي 
ابتعدت تبلع ريقها بصعوبة ولمعت عيناها بالعبرات تنظر إليه بأسف
آسفة والله نسيت مش موضوع نسيت موضوع نوح اصلا
مكنتش..بدأت تتمتم بعض الكلمات 
ضمھا لروحه قائلا 
أنا عندي اليوم دا يوم ميلادي ياليلي يوم سعادتي على الأرض رفعت كفيها تلمس وجنتيه وتنظر لعيناه 
حتى لو مقربناش من بعض فيه
مين قالك السعادة بتكون في الأجساد السعادة بتكون بتقارب الأرواح السعادة بقرب حبيبك منك بأي شكل حتى لو مجرد نظرته اللي تدل على حبه تمسحت بصدره من كلماته الشافية لروحها فهمست بإسمه 
راكان أنا بحبك أوي متجها للمائدة التي أعدها وبها جميع الأطعمة التي تحبها 
راكان مش بيحبك ياليلي راكان عايش علشان انت موجودة بحياته إبتسامة رضا فقط اشعرتها بكينوناتها وانتمائها له 
نظرت للمائدة مشدوهة ثم تركت ذراعه تدور حولها قائلة بإبتسامة
إيه دا كله اوعى تقولي انك ال طبخت..جذبها بقوة حتى ارتطمدت بصدره العريض ينظر لمقلتيها التي تشبه ظلام الليل قائلا
يعني عشان عارفة ماليش في المطبخ بتتريقي
رفعت اناملها الرقيقة وسط خصلاته مردفة 
بحبك أوي أوي ربنا يخليك ليا..قالتها وفجأة وجدت نفسها بالهواء عندما رفعها بين ذراعيه قائلا 
دقت ساعة العمل
توقف بعد عدة خطوات وانزلها بهدوء متسائلا
جعانة.
ابنك ولا بنتك معرفش جعانة ولازم تاكل دلوقتي..سحبها متجها سريعا للمائدة 
جلس وأجلسها بجواره يحاوطها بذراع ويطعمها بذراعه الأخر 
كانت تراقبه بنظراتها الحالمة فأردفت 
انت مبتحبش الجمبري ولا أي نوع سمك جبته ليه ..وضع بعض فصوص الجمبري بفمها قائلا 
لازم أحبه بدل بتحبيه مفيش حاجة بتحبيها محبهاش..ابتسمت برضا وتوقفت تجلس أمامه واستدارت تطعمه كما يفعل معها 
لم يشعرا بالوقت وهما يجلسان يتحاوران في مواضيع عدة حتى انتهيا متجهة للمرحاض عندما شعرت بالغثيان يجتاح جسدها 
تحرك خلفها سريعا عندما وجدها تتحرك
ليلى رايحة فين..رسمت ابتسامة قائلة 
هروح اغسل ايدي وراجعة قالتها وتحركت سريعا..قامت بإخراج مافي معدتها التي آلامتها بشدة هي لم تريد حزنه ولم ترفض الطعام رغم نفورها من رائحته..شعرت بالوهن الشديد فجلست بأرضية المرحاض حتى تستعيد نشاطها وتحجرت عبراتها عندما شعرت بإنتزاع ليلته التي حاول أن يخرجها من حزنها بسبب نوح شعرت بوجوده خلفها فحاولت النهوض سريعا حتى لا يشعر بآلامها ولكنه انحنى يحملها متجها لحوض الغسيل وقام يغسل وجهها وعنقها بالكامل ..أغمضت عيناها تضع رأسها بعنقه مردفة بصوتها الباكي
آسفة نزعت الليلة حملها ويضمها لصدره بقوة كأنها أغلى مايملك
فداكي مليون ليلة ياروح راكان..صعد لغرفتهما ووضعها بهدوء على الفراش وقام بخلع حذائها ودثرها 
هنزل أشوف حد من الرجالة ال تحت ياخد الأكل علشان يتعشوا أنا دفيت الأوضة كويس مش هتبردي..أمسكت كفيه وهمست 
متتأخرش ..أمال يطبع قبلة على جبينها مردفا
مقدرش أتاخر قالها وتحرك للخارج..شهقة خرجت من فمها تضع كفيها على فمها 
مكنش المفروض اتعب أعمل ايه دلوقتي
نزلت متجه تبحث عن هاتفها كان جسدها يأن ألما حتى شعرت بإرتجاف ساقيها بسبب التقيئ فرجعت تجلس مرة أخرى كانت تريد أن تعمل شيئا يسعده..بالأسفل جلس يشعل تبغه
 

173  174  175 

انت في الصفحة 174 من 231 صفحات