رواية جابري ااقصول من 31-35
بخفوت قائلة..
أنا مجبتش معايا أي فلوس يا دادة!!..
عفاف..اركبي يا سلسبيل و قوليله هحاسبك لما أوصل..
انطلق السائق بسيارته من أمامها في الحال وهو يسب و يلعن بعدما استمع لجملتها هذه بدأ الخۏف يداهمها من جديد و عادت تختبئ بظلال تلك الشجرة الكبيره تجمعت العبرات بعينيها و بصوت ظهر به الخۏف قالت..
السوق مشي قبل ما أركب لما سمعني بقولك مش معايا فل آآآآه ..
كل هذا حدث في غمضة عين و لسوء حظها المعتاد كان الطريق خالي من المارة بسبب أجواء الجو شديد الحرارة..
تحاملت على نفسها و اعتدلت جالسة بوهن تتحسس جبهتها بأصابع مرتعشة شعرت بسائل لازج يهبط على حاجبيها نزولا بعينيها فعلمت أنها أصابت بچرح ليس بهين كلما حاولت النهوض تشعر بدوار شديد بجتاحها بقوة
بينما عفاف كادت أن تفقد عقلها و سقط قلبها أرضا حين سمعت صړخة سلسبيل..
سلسبيل.. مالك يا بنتي.. ردي عليا ايه اللي حصل لك يا ضنايا ...
صړخت بها عفاف لم يأتيها منها رد رغم أن الخط مازال مفتوح ظلت تصرخ بأسمها لعلها تجد رد حتي انغلق الخطحاولت إعادة الإتصال بها مرارا و تكرارا و لكن الهاتف تم غلقه..
............................ سبحان الله وبحمده......
عبد الجبار..
يجلس داخل سيارته بالمقعد الخلفي ممسك بيده ورقة طلاق سلسبيل الواقفه على توقيعه يتمنى لو يكن ما يعيشه الآن كابوس و سيفوق منه يجدها نائمه على صدره تختبئ بين ضلوعه تبتسم له ابتسامتها التي تنير حياته..
فضل عدم أمضاء توقيعه إلا بعدما يذهب إليها خصيصا من الإسكندرية إلى منزل جدها بالمنصورة ليسألها للمرة الأخيرة عن سبب مقنع لما فعلته يحاول إيجاد مبرر واحد يدفعها للأبتعاد عنه بهذه الطريقة المهينة لرجولته..
خير يا عفاف!!..
أتاه صوتها الباكي كاد أن يصيبه بسكته قلبيه من شدة فزعه على معذبته حين سمعها تقول بتقطع..
ألحق سلسبيل يا عبد الجبار بيه........
الفصل الثالث وثلاثون..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
و بعد فراقنا أصبحت بين ليلة وضحاها إمرأة عجوز أهلكها الضعف دون أن تذبل بصيرتي و لا شاب شعري لكنه قلبي تعلوه التجاعيد بغيابك..
أصبحت في أشد لحظات ألمي و حزني لا أصرخ أفكر في أمر واحد فقط هو كيف سأقضي ما تبقى من عمري و أنا سبب كل هذا الخړاب في قلبك!
أعترف لك أنني آسفة على أعوام مضت ما كنت أعرفك فيها..
.................... صل على الحبيب....
كانت سلسبيل ممسكة بطرف حجابها تضغط به على چرح جبهتها الذي تدفق منه الډماء بسبب خۏفها الشديد كلما حاولت النهوض تسقط جالسة مكانها ثانية قدميها ترتعش بقوة و جسدها الضعيف يتهاوي يمينا و يسارا لكنها تقاوم بأقصى ما لديها حتى لا تفقد وعيها
جف حلقها تماما و انسحبت روحها منها حين لمحت سيارة توقفت قريبا منها بها مجموعة من الشباب وقعت عينيهم عليها أثناء سيرهم
دب الړعب بأوصالها و إذداد إرتجاف جسدها أكثر حين رأتهم يهبطوا من سيارتهم و يهرولوا نحوها..
أصبحت لا تعطي الأمان لأحد بعدما سرق منها هاتفها و قد ظنت أن هذه المرة سيسرقوها هي فتراجعت للخلف زاحفة على كلتا يديها مرددة بصړاخ مذعور..
ابعدوا عني.. عايزين مني أيه.. سبوني في حالي حرام عليكم..
أهدي.. متخفيش.. إحنا هنساعدك محدش ھيأذيكي.. نطق بها أحدهم و هو يمد يده لها بزجاجة من المياة و جثي على ركبته أمامها أرضا مكملا برجاء..
خدي نفسك بس و بلاش خۏفك الزايد ده عشان چرحك مينزفش أكتر.. و لو تحبي نوديكي المستشفى!! ..
قطعت سلسبيل حديثه صائحة بصوت متحشرج بالبكاء تقول بصعوبة..
لا مش هروح معاكوا أي مكان.. سبوني في حالي و أمشوا في طريقكم.. أنا هفضل هنا..
نظروا لبعضهم بأسف و عادوا النظر لها بشفقة مقدرين حالة الذعر التي تسيطر عليها و معاها كل الحق بعد ما رأته في حياتها من ألم و قسۏة من أقرب الأقربون لها فماذا سيفعل بها الغريب!
طيب لو حافظة رقم تليفون حد من قرايبك قولي لنا عليه و إحنا نتصل بيه يجي لك هنا..
قالها شاب منهم و هو يخرج هاتفه من جيب سرواله
ظهر بريق أمل على وجهها و أعتصرت عقلها المشوش لعلها تتذكر رقم عفاف لكنها لم تتذكر سوي رقم الرجل الذي لا تريد التحدث إليه حتى لا تفتح مجال للعودة بينهما ثانية
..
عبد الجبار رقمه الوحيد المحفور في ذاكرتها بل هو نفسه موشوم بأعمق نقطة بقلبها..
أبتسمت إبتسامة يملؤها الۏجع تزامنا مع انهمار عبراتها على وجنتيها بغزارة دون بكاء و مدت يدها الصغيرة التي تنتفض بوضوح تجاه الهاتف فأعطاه الشاب لها على الفور بعدما قام بفتحه..
نظرت له بامتنان قبل أن تلتقطه منه و أجهشت پبكاء مرير و هي تضغط على الأرقام مدونة رقم من كان و ما زال دوما منقذها
بكاءها و شهقاتها الحادة كانت تقطع نياط القلوب جاهدت للسيطرة عليها بشق الأنفس حتى أنها كادت أن ټموت خنقا حتى لا يوصل له
لا تريده أن يستمع لإنهيارها هذا بالوقت الحالي أخذت نفس عميق قبل أن ترفع الهاتف على أذنها بعدما ضغطت على زر الإتصال تنتظر بنفاذ صبر سماع صوته الذي اشتاقته حد الجنون..
......................... سبحان الله وبحمده.......
عبد الجبار..
عقب سماعه لصوت عفاف تصرخ بأسم سلسبيل قفز من مقعدة و جلس مكان سائقه خلف المقود بطرفة عين و قاد بأقصى ما لديه من سرعة قبل حتى أن يستمع لباقي حديثها..
سلسبيل يا عبد الجبار بيه كانت بتكلمني في التليفون و هي ماشية في الطريق و فجأة صړخت و الخط فضل مفتوح لكن هي مبتردش .. فضلت أنا على التليفون عماله أصرخ عليها لحد ما الخط أتقفل.. حاولت اكلمها تاني بس التليفون أتقفل خالص بقاله أكتر من ساعة.. مبقتش عارفه أعمل أيه خت عربيتي و رايحة على المنصورة دلوقتي بس أنا معرفش مكانها فين عشان كده كلمت حضرتك يمكن تقدر توصلني عندها ..
كان يستمع لحديثها الذي أنتزع قلبه