رواية جابري الفصول من 26-30
أبدا
ختم حديثه بقبلة أخرى على خدها الناعم و انزلها أمام باب مدرستها ركضت هي للداخل مسرعة و وقفت ثانية و استدارت تبحث عنه كان مازال واقفا يتابعها بلهفة و ابتسامته تزين محياه الحزينة
لوحت له بكفها و ابتسامتها البريئة التي رآها للمرة الأخيرة و ظل مكانه حتى تأكد من وصولها لفصلها و انصرف على أمل العودة لها في موعد خروجها
أخذ جولة ليست كبيرة داخل المدرسة و خرج منها ساحب خلفه ابنته التي تبكي و تصرخ مرددة پذعر
أنا عايزة جابر
حملها من حقيبتها الصغيرة الموضوعة على ظهرها و دفعها لداخل السيارة قبل أن يجذب الحقيبة منها پعنف و ألقاها بمنتصف الطريق أمام أعين ابنته التي تنظر لحقيبتها بحسرة و تبكي بحړقة
قبض والدها على بعدما صعد بجوارها و انطلقت السيارة بهما نحو الصعيد جذبها عليه حتى أصبح وجهه ذو الملامح المخفية مقابل وجهها الملائكي و تحدث بصوت كفحيح الأفاعي قائلا
من انهارده مافيش لا مدرسة
و لا جابر و لا حتى أمك
اجهشت الصغيرة پبكاء مرير و بتوسل همست بصوت مرتجف من شدة فزعها
عمو صفعها بكف يده على وجهها بقسۏة مكملا
بتقولي لابوكي عمو و جابر أيه اللي رايداه ياخدك لأمك أمك خدها ربنا عقبال ما ياخدك انتي كمان و يبقي جبر واحد لم العفش كله
ذادت صرخات الصغيرة تنادي علي والدتها و جابر دون توقف
اكتمي يا بت اكتمي لخلص عليك بيدي
لو سمعتك بتنطقي اسم چابر ده مرة تانية هوريكي فاهماني زين ولا لا
ف فاهمة مش هنطق اسمه تاني أبدا
بينما جابر قد أتاه إتصال من المدرسة أخبروه بما حدث لملاكه الصغير أخذ الطريق بأكمله راكضا و لكنه قد وصل بعد فوات الأوان فور وصوله لمح حقيبتها التي ابتاعها لها خصيصا ملقاه على الطريق أمام مدرستها
نهاية الفلاش باااااااك
فاقت من شرودها على صوت جابر الذي ينادي عليها بصوت متلهف يملؤه الۏجع مسحت عبراتها التي أغرقت وجهها و دارت بعينيها بأرجاء الغرفة تبحث عن شيئا ترتديه فوق روبها الحرير
قالتها عفاف و هي تلحق بها نحو غرفة الثياب
أيوه هخرجله ده يبقى ابن خالتي
أردفت بها سلسبيل و هي تبحث بتوتر بين أغراضها الكثيرة جدا
لا يا بنتي اسمحيلي اعتبرك زي بنتي و خليني انصحك لوجه الله اللي هتعمليه ده غلط و ميصحش
نطقت بها عفاف بتعقل و صمتت لثوان و تابعت بهدوء
ميصحش تقابلي راجل في بيتك و جوزك مش موجود حتى لو الراجل ده ابن خالتك
تنهدت سلسبيل بصوت اختنق بالبكاء قائلة
أمال اسيبو يضرب في رجاله عبد الجبار و هما يضربوا فيه لحد ما واحد منهم يتعور
يا بنتي أفهمي جوزك أكيد عنده علم بوجود ابن خالتك ده و هو اللي أمرهم يمنعوه يدخل البيت و بصراحة حقه من لهفة الشاب ده عليكي
أطبقت سلسبيل جفنيها تكبح عبراتها من الهبوط ثانية و بقلة حيلة قالت
طيب قوليلي أعمل أيه أنا دلوقتي و فين عبد الجبار
أثناء حديثها صدح صوت رنين هاتف عفاف
ده عبد الجبار بيه
قالتها وهي تضغط زر الفتح ليأتيها صوته في الحال قائلا بصوت يظهر عليه الخۏف و القلق
عفاف خدي سلسبيل و أخرجي بيها من
الباب السري دلوجيت في عربية مستنياكم قدام البوابة اركبوا فيها سمعتي زين اللي قولته
سمعته و هنفذه دلوقتي حالا يا عبد الجبار بيه
عبد الجبار بلهفة
اعطي التليفون لسلسبيل
مدت يدها لها بالهاتف فأخذته منها بأصابع مرتجفه و همست بصوتها الباكي قائلة
عبد الجبار أنت فين سبتني لوحدي ليه
هششش أهدي يا بت جلبي أني چارك
مهسبكيش واصل بس اسمعي كلام عفاف و اعملي اللي هتقولك عليه و إني أقل من ساعة هكون وياك
أنهي جملته و ألقي الهاتف من يده بعدما سمع صوت عفاف التي اعطتها سلسبيل الهاتف تقول بعملية
أنا هخرجها من البيت و هفضل معاها اطمن سيادتك
دكتور بسرررررعة
صاح بها عبد الجبار الذي وصل للتو إلى إستقبال المستشفى بسيارته و هو يحمل خضرا الفاقدة للوعي على يده و دلف بها لداخل غرفة الكشف
انتهي الفصل
هستني رأيكم
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
للفصل 27
الفصل ال
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
جابر
ترك عنق حسان على مضض بعد عراك دام لوقت ليس بقليل استطاع خلاله التغلب على رجال عبد الجبار بسبب مهاراته العالية في ألعاب القوة كان كالثور الهائج لم يقدر عليه أي أحد منهم يود الوصول لها سلسبيل مهما كلفه الأمر هي هدفه و مقصده و أمنيه حياته أن تتقابل أعينهما ثانية و يلقى حتفه حتي بعدها لا يمانع أبدا وقتها
يا ولد العم أدخل فتش عنها چوه الدار بنفسك
قالها حسان و هو يلهث پعنف كمحاولة منه لألتقاط أنفاسه التي كادت أن تنقطع على يد ذلك الغاضب الذي رمقه بنظرة متعجبه حين رآه يبتعد من أمامه ليفتح له طريق نحو باب المنزل الداخلي
حينها تيقن جابر أن سلسبيل تركت المنزل بأكمله و غادرت الآن من باب أخر أبتسم له إبتسامة زائفة و هو يحرك رأسه له ايجابا و يتحرك بخطي مسرعة تجاه سيارته مرددا بوعيد
هرجعلك يا حسان و بلغ اللي مشغلك إني مش هسيبه و هوصله
أنهى جملته و اڼفجر هدير محرك سيارته ليتطاير الغبار من حولها عاكسا غضبه عليها قاد بأقصى سرعة ممكنة حتى أصبح بالجهة الأخرى للمنزل دار بعينيه بالطريق يبحث عنها و هو لم يرها منذ أن كانت طفلة بالسابعة من عمرها كيف أصبح شكلها حاليا و قد أوشكت على إتمام العشرون العام!!!
أنتي فين يا سلسبيل كفايا فراق لحد كده يا حبيبتي
همس بها محدثا نفسه بقلب ملتاع أهلكه البعاد لا يهم بالنسبة له الآن كيف سيتعرف عليها يثق أن قلبه سيقوده إليها بالتأكيد
كانت سلسبيل تسير برفقة عفاف نحو السيارة التي تنتظرهما على جانب الطريق فور خروجهما من المنزل هرول السائق بفتح الباب لها كادت أن ترفع إحدي قدميها لتدلف داخل السيارة و إذا فجأة يوقفها صوت متلهف صړخ بأسمها بصوته الحارق و الرياح تصفر من حوله
سلسبيل