رواية جابري الفصول من 26-30
خابرة زين إن خاطرك غالي عندى يا بت جلبي بس عندي شغل مهم لازم يخلص عشان أكده بعتلك السواق بالعربية لاچل ما يچيبك عندي رايدك تبجي چاري يا سلسبيل
دمدمت سلسبيل بخجل قائلة
اممم يعني الشغل ده مش ممكن يتأجل يوم واحد كمان أنا ملحقتش أشبع منك و لا من هوا إسكندرية و لا قعدت قدام البحر معاك و لا حتى اتفرجت على البيت اللي قولت عليه أنه بيتي!!!
وبعدين مش أنا طلع عندي خالة و جدي كمان لسه عايش و شكل ابن خالتي راح يجبهم من المنصورة و يجي علشان يشوفوني زي ما قالي
أنتي اتحدتي وياه!!! صاح بها بحدة لتجيبه هي بضحكة خاڤتة حين استشعرت غيرته عليها و كم راقتها كثيرا
تعالي و أنا احكيلك اللي حصل و بصراحة أنا عايزة اقابلهم يا عبد الجبار بالذات جدي عندي أسأله كتير مافيش حد يقدر يجاوب عليها غيره هو بس عايزاك تكون جنبي و معايا مش عايزه اقابلهم لوحدي
چايلك چايلك يا سلسبيل
سبحان الله وبحمده
جابر
صب جم غضبه و غيظه و يائسه على الطبيب المعالج ل سلسبيلالذي يتطلع له بأعين زائغة تدل على شدة فزعه و أرتعاد قلبه من هيئته المتوحشة تأكد أنه سيلقي مصرعه الآن على يد ذلك الغاضب لا محالة
هولع فيك لو منطقتش!!!
هنطق هقول هتكلم بس أبوس رجلك أطفي الولاعة دي
صړخ بها بړعب دب في جميع أوصاله و صمت لبرهة و تابع قائلا بصوت مرتجف
أول ما مدام سلسبيل دخلت المستشفى كانت حالتها خطېرة جدا نفسيا و عضويا و واضح أنها اتعرضت لعڼف و ضړب مپرح و حروق في كل جسمها تقريبا
ابتلع الأخر لعابه بصعوبة بالغة مكملا
جتلي مدام خضرا مرات عبد الجبار بيه و قالتلي أنا عايزاك تعرفلي البنت دي هتقدر تحمل و تخلف ولا لاء أنا استغربت من سؤالها ده و قولتلها هرد عليكي لما أعملها كل الفحوصات اللازمة و بعد ما مشيت بلغت عبد الجبار بيه بكلامها ده بنفسي
عقد حاجبيه بتعجب و تحدث بتساؤل قائلا
بمعني!
صمت الأخر للحظة و من ثم قال بأسف
طلب مني أبلغ مراته إن سلسبيل هانم متقدرتش على الحمل و الولاده و لا حتى العلاقة الزوجية!!!
هستني رأيكم يا حبايبي
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
القصل 28
الفصل ال
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
عبد الجبار
قضى النهار بأكمله داخل المستشفى برفقة خضرا لم يذهب إلا بعدما اطمئن أن حالتها الصحية أصبحت مستقرة و أخبره الطبيب أنها تحت تأثير العلاج و المسكنات و لن تفيق قبل الصباح
تركها و ذهب على أمل العودة لها ثانية بأسرع وقت ممكن قاد سيارته بتجاه منزله ليطمئن على ابنتيه و والدته قبل أن يسافر الأسكندرية لزوجته كان التعب و الإجهاد ظاهر على محياه بوضوح خاصة أنه لم يرى النوم منذ ليلة أمس
صف سيارته داخل حديقة منزله و هبط منها مهرولا حين وصل لأذنه صوت بكاء الصغيرتان
فاطمة حياة
نطق بأسمهما بلهفة فور دلوفه من باب المنزل
أبوي
صړخا بها و هما يركضان نحوه ليستقبلهما هو داخل حضنه بعناق قوي غمرهما بالحماية و الأمان
أمه فين مچتش وياك ليه أمه چرالها ايه يا أبوي
بكفياكم بكى عاد أمكم زينه يا بتي
قالها و هو يزيل عبراتهم المنهمرة بأنامله و لثم وجنتيهما بقبلاته الحانية مكملا
و اني هچيبها لكم أصبح
اممم يعني لحقوها يا عبد الچبار!!!
دمدمت بها بخيتة التي أقبلت عليه هي الأخرى و وقفت بجواره تطلع له بنظرة متفحصة و قلب يتمنى أن تكون خضرا فارقت الحياة و حلت عن سماء وحيدها
تنهد عبدالجبار براحة و هو يجيب على سؤالها
الحمد لله يا أمه
طيب مچاتش وياك ليه هاتها دلوجيت يا أبوي و إني و حياة هنبجي حواليها و هناخد بالنا منها غمغمت بها فاطمة بتقطع من بين شهقاتها كان الخۏف ظاهر على ملامح الصغيرتانفما فعلته والدتهما خطأ فادح بحق ربها و نفسها و بحق أبنتيها
تنقل عبدالجبار بعينيه بين ابنتيه يتأمل هما بنظراته التي تبث الطمأنينة بقلوبهما الصغيرة المرتعدة و تحدث بهدوء قائلا
حاضر من عنيا هچبلكم أمكم بس اطمن عليكم لول و اعشيكم و هروح لها لو لقتها خلصت علاچها هچيبها و اچيلكم طوالي
سارت بخيتة مستندة على عكازها تجاه غرفة المكتب و مدت يدها فتحت الباب مردفة قبل أن تخطو للداخل
الوكل چاهز على السفرة أني عملته لكم بيدي يا ولدي كل و وكل البنته و تعالى رايده اتحدتت وياك هبابه
حرك رأسه لها بالايجاب و سار برفقة ابنتيه تجاه مائدة الطعام اجلسهما و جلس بجوارها و بدأ يطعمهما بيده لم يتركهما حتى أنهو طعامهما و صعد معاهما لغرفتهما و ظل برفقتهما حتى غلبهما النعاس داخل حضنه دثرهما جيدا بالغطاء و قبلهما بحب شديد قبل أن ينتصب واقفا و يغادر الغرفة غالقا الباب خلفه بحرص
توجهه لغرفته و اختفى داخل الحمام لدقائق و خرج مهرولا نحو ثيابه أرتدي جلبابه الصعيدي الذي يزيده هيبه و وقار و يظهر طول قامته المهيب و ضخامة بنيته الرياضية بهيئة ټخطف الأنفاس أخذ متعلقاته الشخصية بعدما أنتهي من تمشيط خصلات شعره الكثيفه و نثر عطره الخاص بغزارة و غادر الغرفة بخطي واسعة
عبد الچبار!!! قولتلك رايده اتحدتت وياك نطقت بها بخيتة أوقفته قبل أن يعبر باب المنزل الداخلي
هچيب سلسبيل ولما أعاود نتحدتت يا أمه
قالها و هو يتابع سيره للخارج لتسرع بخيتة خلفه صائحة پغضب
خليك مع عروستك و بكفياك أكده يا ولدي أنت غلطت لما هملتها و چيت بعد ما دخلت عليها الأصول تبجي وياها أقل واچب أسبوع مافيش واحد يهمل مراته ليلة دخلتهم و يروح لمراته التانية أنت قويت شوكة خضرا بعملتك دي عطتها حق فوق حقها خلتها اتفرعنت و عملت عملتها المهببة دي لاچل
ما تلوي دراعك و تربطك چارها من غير ولد و لا سند ليك و للبنتة الصغار
بناتي يا أمه ميهمنيش في الكون كله دلوجيت إلا هما بكفايا الخۏف و الړعب اللي عاشوا فيه انهاردة و لخاطرهم هچيب سلسبيل