روايه حزينه الفصول من الحادي عشر ل الخامس عشر بقلم الكاتبة الجليله
والدها بالذهاب ..
سارت إيثار بخطوات ثقيلة نحو تلك البقعة المميزة في الكورنيش وجلست عليها
أغمضت عينيها لتمنع عبراتها من الإنهمار ..
لكن هواء البحر المرطب لم يكن في صفها وساعد في ذرفها للعبرات المريرة ...
شكوت لموج البحر أحزاني
لعله يذهب إليك ويبلغ عني أشواقي
فتعود مسرعا لأحضاني وملبيا لندائي ..
ولكني بت وحيدة و أسيرة آمالي ..
قالها مالك بنبرة مصډومة ففتحت هي عينيها فجأة وأدارت رأسها في إتجاهه لتحدق فيه بعدم تصديق
ظهر شبح ابتسامة خفيفة على ثغرها وهي تراه أمامها ..
رمشت بعينيها عدة مرات وهي تهمس له بصوت مخټنق
مالك
صدمت أكثر حينما باغتها بسؤالها بنبرة أقرب للقسۏة وقد تحولت نظراته للإظلام
ايه اللي جايبك هنا
أنا .. أنا
قاطعها بصوت قاس
معندكيش طبعا اللي تقوليه !
ابتلعت ريقها وتوسله برجاء
مالك أرجوك اسمعني ! اللي حصل كان ڠصب عني وآآ..
قاطعها بنبرة صارمة
متقوليش حاجة
أضافت قائلة بإصرار وقد زاد لمعان عينيها
إنت .. إنت مش عارف عمرو كان ممكن يعمل فيك ايه لو مكونتش وافقت على الجواز من محسن !
اخرسي ماتنطقيش اسمه قدامي
جفلت إيثار من صراخه وإرتعشت من نظراته القاتمة فهتفت بتلعثم
م.. مقصدش بس والله خۏفت عليك منه صدقني !
التوى ثغره بإبتسامة متهكمة وهو يردد
شعرت بوخز قوي في صدرها من عباراته اللاذعة .. وزاغت أبصارها وهي تتابع حديثه المرير
أنا كنت مستعد أعمل أي حاجة عشانك بس الظاهر كلام الناس عنك صح
تقصد ايه
رد عليه بسخط وهو يرمقها بنظرات مهينة من رأسها لأخمص قدميها
انتي بتبيعي نفسك للي يدفع أكتر ومش مهم عنك تكسري قلب مين !
انت غلطان أنا مش كده
أضاف قائلا بحنق
أنا كنت غبي وعبيط وصدقتك
إنهمرت عبراتها قهرا وهتفت محتجة
حرام عليك إنت مش عارف حاجة
انتفضت فزعة في مكانها على صوته وهو يقول بنبرة آلمتها للغاية
ومش عاوز أعرف بس هاقولك حاجة أخيرة على أد ما أنا حبيتك على أد ما أنا كرهتك !
ارتجفت شفتيها وهي تهمس بإسمه
م.. مالك
صړخ فيها بصوت هادر أرعبها
ضمت يديها إلى صدرها وبكت بأنين خفيض وهي تستمع إلى عتابه القاسې ..
هي لم تفعل ما يستحق هذا
هي حاربت من أجله لوحدها ..
ولكنها لم تستطع الصمود أمام بطش عائلتها ..
أكمل قائلا بنبرة جافة تحمل الشراسة
عارفة ! أنا هنساكي أيوه هادوس على قلبي وهأمحيكي من حياتي إنتي هاتكوني مجرد ماضي أليم هتنسى مع الزمن !
شهقت إيثار بصوت مسموع وزادت خنقتها ..
شعرت بأن الدنيا قد أظلمت من حولها ..
أنها خسړت كل شيء في لحظة
إحساسها قلبها مشاعرها حبها قلبها واخيرا حريتها ..
إنتي هاتبقي مش اكتر من واحدة عرفتها ونسيتها !
ثم رمقها بنظرات أخيرة احتقارية قبل أن يتركها وينصرف لټنهار في مكانها باكية على رحيل أخر ما تبقى من حبها .. للأبد ................................ !!!
الفصل الخامس عشر
ذاب الحنين وتركني إليها مسافرا..
ويعلم إنها بعهد هذا الحب .. هي هاجرة
_ تابعت إيثار خطواته المبتعدة عنها وسيل الدموع ينهمر من عينيها ..
هي تكذب أذنيها التي سمعت توبيخه اللاذع لها وكلماته القاټلة التي ضغطت على وترها الحساس ..
طالعت ذلك المكان