السبت 23 نوفمبر 2024

روايه حزينه الفصول من الحادي عشر ل الخامس عشر بقلم الكاتبة الجليله

انت في الصفحة 6 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

الحمدلله في أحسن حال 
يدوم يا رب
راقبت روان عمرو بنظرات حادة فقد كانت تبغض وجوده .. وبادلها هو نفس الشعور بالإضافة إلى كرهه لوجود مالك .. لكن ما بيده حيلة .. 
بعد لحظات ولجت تحية وهي تحمل صينية كبيرة مليئة بالمشروبات تناولها منها ابنها عمرو وأسندها على الطاولة التي تنتصف الغرفة ..
نهضت ميسرة لتقبلها وهتفت بسعادة 

ازي أحوالك يا ست تحية 
بخير يا حبيبتي 
ثم أضافت بحماس 
ده البيت نور بوجودكم فيه ده احنا زرنا النبي
رد الجميع بخفوت 
عليه الصلاة والسلام
تساءل ابراهيم بإهتمام وهو يتلفت حوله 
أومال عروستنا الجميلة فين 
ردت عليه تحية بحماس 
جاية اهي
تجهم وجه عمرو بصورة واضحة ولم يكلف نفسه العناء لتصنع الرضا ..
تحركت إيثار في الغرفة ذهابا وإيابا بتوتر بائن عليها ..
جلست على طرف فراشها وتمتمت مع نفسها بإرتباك 
يا رب مايكونش حلم يا رب كملها على خير
حانت منها إلتفاتة للجانب وسلطت أنظارها على الكومود ففي درجه العلوي تضع تلك الرسائل الغرامية التي جمعتها من مالك .. وشرد عقلها لوهلة في مواقفهما السابقة .. ووجدت نفسها تبتسم تلقائيا ..
استمعت هي إلى صوت والدتها ينادي عليها من الخارج  
ولجت إيثار إلى داخل غرفة الصالون وعلى وجهها حياء جلي .. 
جلست بإستحياء على أقرب أريكة بعد أن رحبت بميسرة وروان ..
اختلس مالك النظرات نحوها وحاول ألا يبدو أمام أخيها وقحا بالتحديق فيها ..
استطرد ابراهيم حديثه قائلا بهدوء جدي 
شوف يا حاج رحيم إحنا جايين النهاردة عشان نطلب إيد بنتك المصون إيثار لابننا الغالي مالك فإيه رأيك
كانت تحية على وشك الرد ولكن أشار لها رحيم بكف يده وأجابه قائلا بنبرة ثابتة 
والله المواضيع دي محتاجة ناخد وندي مع بعض الأول في تفاصيلها 
إن شاء الله مش هانختلف
تدخل عمرو قائلا بنبرة شبه متهكمة 
وهو ال .. الأستاذ مالك قادر يفتح بيت ولا هياخد المصروف منكم !
رد عليه مالك بهدوء حذر 
أنا قولت لحضرتك قبل كده يا استاذ عمرو إن عندي شقة أهلي في القاهرة هابعها وأجيب حاجة مناسبة هنا غير إني بأتدرب في مكتب محاسبة وآآ...
قاطعه عمرو بنبرة جافة وهو يحدجه بنظرات قاتمة 
كل ده أنا عارفه بس هاتقدر على مصاريف الجواز ولا هاتقضيها حب !
تلك المرة رد عليه إبراهيم بجدية 
أستاذ عمرو احنا مش هانسيب ابننا لوحده هنسانده لحد ما يقف على رجله
بينما أضافت ميسرة بنبرة شبه حادة
مالك ابن أخويا الله يرحمه هو رزق من ربنا ليا وأنا استحالة مكونش واقفة معاه
استشعرت إيثار اضطراب الأجواء وبدى رفض أخيها جليا للعيان .. 
تضرعت لله في نفسها ألا يسوء الوضع ..
لم يختلف حال مالك عنها كثيرا فقد كان مثلها ولكنه تحامل أكثر على نفسه كي يبدو هادئا أمام عمرو فمبتغاه في النهاية هو الظفر بحبيبته ..
ظلت الأوضاع ما بين شد وجذب حتى اتفق الطرفان في النهاية على قراءة الفاتحة ولكن بشروط تضمنت عدم مقابلة مالك لإيثار بمفردهما أن تكون اللقاءات بينهما مقتصرة على الزيارات المنزلية وكذلك إعطاء مهلة لمالك لبيع منزله القديم وشراء أخر وتجهيزه في أقرب وقت ..
تنفست إيثار الصعداء بعد أن قرأ الجميع الفاتحة وصدح صوت الزغاريد في المكان ..
نهضت تحية لتوزع المشروبات والحلوى على الجالسين ..
دنت روان من إيثار وقبلتها بشغف من وجنتها وهمست لها بسعادة 
مبروك يا ريري هاتبقي أحلى عروسة 
ميرسي
قالتها إيثار بخجل واضح في نبرتها
إعتلى ثغر مالك إبتسامة سعيدة وسلط أنظاره على عروسه المرتقبة ..
في حين كانت نظرات عمرو له حادة للغاية .. لكنه عقد النية في نفسه ألا يجعل تلك الخطبة تستمر طويلا ..
استمعت سارة وهي ممددة على فراشها إلى صوت زغاريد عالية فإعتدلت في نومتها وأغلقت هاتفها المحمول وانتبهت جيدا لمصدر الصوت ..
تكررت الزغاريد مرة أخرى فهبت من فراشها واتجهت إلى الخارج وتساءلت بإستفهام 
سامعة صوت الزغاريد دي يا ماما 
ردت عليها والدتها إيمان قائلة بهدوء 
ايوه 
ثم هزت كتفيها في عدم إكتراث وهي تتابع 
بس مش عارفة

انت في الصفحة 6 من 26 صفحات