الجمعة 15 نوفمبر 2024

روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله

انت في الصفحة 12 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

من ساعة ما أتجوزو تفتكري مش بتيجي ليه!
حكت ميسرة مقدمة رأسها فهي لم تنتبه لتلك النقرة من قبل .. فقد مرت مدة منذ أن رأت فيها إيثار .. وهذا الأمر يعد غريبا خاصة وأنها عروس جديد تشتاق لعائلتها ومن المتوقع أن تزور عائلتها بإستمرار ..
أخفضت نبرتها لتجيبها بإهتمام 
تصدقي عندك حق !
أضافت روان متساءلة بجدية وفضول وهي تقطب جبينها 
تفتكري ليه! يعني إيثار عارفة ان مالك مسافر أكيد مش خاېفة تقابله.. يبقى ليه بقى!
زفرت ميسرة بضيق .. فحال مالك تبدل بسبب فعلتها معه .. وتغير مسار حياته نتيجة ما حدث .. هي لا تريد نبش جراح الماضي حتى لا يتوغر صدرها أكثر .. فنفضت عن عقلها تلك الأفكار وهتفت بصلابة وهي تشير بإصبعها 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
متفكريش فيها ولا في أهلها يابنتي ويلا قومي كملي مذاكرتك عشان متتعطليش !
_ أومأت رأسها إيجابا ثم نهضت بتثاقل عن الأريكة واتجهت إلى حجرتها بينما ظلت ميسرة في حالة من الوجوم قليلا ثم نهضت لكي تستكمل ما تركته خلفها بالمطبخ ....
..................................................................
_مر ما يقرب من ثلاثة أسابيع على ذلك اليوم المؤلم .. لم يختلف الأمر كثيرا عنه .. ولكنها باتت مجبرة أن تحيا كل يوم في ذلك العڈاب اللا محدود حتى باتت تتعايش معه مكرهة .. وكيف ستتصرف وهي بمفردها وحيدة عاجزة .. في منفى لا تعرفه ...
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
استسلمت بالكامل لهذا الواقع المؤلم الذي تعايشه .. وتقبلت نوعا ما وجود ذلك الشيء الحيواني بحياتها ..
كم بغضت وجودها معه وکرهت نفسها من مجرد اقترابه منها ..
تمسكت بأمل أن حالها سيتبدل .. فهي ميقنة بأن الله نصير المظلمين ..
كذلك خفف عنها معاناتها المستمرة هذه السيدة الودودة التي حظيت بمعرفتها بهذه البلد الغريب كانتا دائما ما تجلسان سويا ولتتسامر كلتاهما كثيرا ...
لمحات من الحزن كانت طافية في عيني إيثار رغم عدم بوحها بشيء ..
لكن مجرد أن تنظر فيهما تجد آلاما تحتاج للتطيب .. وجراحا تحتاج للشفاء ..
وفي يوما ما ..
جلست الاثنتين سويا على طاولة المطبخ الدائرية الصغيرة تقطعان الخضراوات الطازجة تجهيزا لوجبة الغداء فلاحظت أمل عليها الحزن والكآبة بصورة أكثر عما مضى..
تركت السکين من يدها ثم نطقت بنبرة عذبة وهي تتساءل بحنو 
مالك ياإيثار! في حاجة شغلاكي
علقت إيثار أنظارها على قطع الخضروات وبلهجة خالية من الحياة أجابتها 
أهلي وحشوني نفسي أشوفهم وأسمع صوتهم .. !
ثم رفعت عيناها بحذر نحوها وتوسلتها پخوف قليل 
هو .. هو مينفعش تكلميه وتخليه يوديني أسكندرية ان شالله يوم واحد !
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ قبضت أمل على شفتيها بحنق ثم هزت رأسها نافية وهي تردد بإستياء 
مش هيوافق انا عارفاه
_ زفرت إيثار أنفاسها المحتقنة بغيظ جلي ثم عاودت إستكمال ما تفعله حتى قطعت عليها امل تفكيرها وهي تردد بنبرة حماسية 
بس انا ممكن أخليكي تكلميهم تطمني عليهم
عاد الأمل من جديد ليتراقص أمام عينيها الحزينتين فهتفت
بتلهف شديد وقد أنفرج ثغرها ببسمة واسعة لم ترها أمل عليها من قبل 
بتكلمي جد!
أمل وهي تهز رأسها مؤكدة 
طبعا ياحبيبتي انا هحاول اتصرف وأجيب تليفون محسن وانتي اسبقيني على فوق !
_ نهضت إيثار عن مكانها بعجالة ثم مسحت كفيها بالمنشفة وأنطلقت للأعلى بصورة سريعة تكاد تشبه الركض ها هي ستحظى بفرصة للتواصل مع من تشتاقهم ..
كانوا بالأمس القريب أقرب إليها من روحها واليوم باتوا أبعد من خيالها ..
كم تشتاق لصوت أمها وخشونة نبرة ابيها وهو يوجهها .. وجدية اخيها عمرو وهو يعاتبها لخطأ صغير ..
أشياء صغيرة اعتادت فعلها لكنها كانت بأمن من هذا الچحيم المرير ...
خفق قلبها بقوة وتسارعت أنفاسها متحمسة ..
وظلت تردد بين نفسها 
يا رب يا رب يا رب
صعدت أمل بتوجس وخطوات حذرة لتدخل حجرتها .. فهو اليوم نائم فيها ..
طالعته بنظرت مطولة لتتأكد من انتظام انفاسه .. ثم حبست أنفاسها وتسللت على أطراف أصابع قدميها حتى لا تحدث صوتا ..
اقتربت بحرص من خزانة الملابس وبترقب شديد فتحت الضلفة وأخذت تعبث في محتوياتها وأشيائه التي بها حتى وجدت هاتفه أسفل الثياب ..
فالتفتت برأسها لتتأكد من أنه مستغرق في سباته العميق ...
سحبت الهاتف المحمول بهدوء ودسته في جيبها النسائي ثم ولجت للخارج وهي تلتقط أنفاسها بإرتياح ..
لاح على ثغرها ابتسامة خفيفة .. فاليوم ستساعد تلك التعيسة لتحظى ببعض الراحة والسکينة ..
وبخفة شديدة ذهبت لحجرة إيثار لتجدها تنتظر على أحر من الجمر وما أن وقعت عيني الأخيرة عليها حتى ركضت إليها ونظرت له دون أن تنطق ..
أخرجت أمل الهاتف من فتحة صدر فستانها ومدت به يدها نحوها فسحبته هي منها وهتفت ممتنة وقد برقت عينيها 
مش عارفة أشكرك ازاي بجد !
على ايه بس هستناكي برا أما تخلصي
قالتها أمل وهي تتجه صوب باب الغرفة ...
_ شرعت إيثار بتشغيل الهاتف ومن ثم بدأت بالضغط على أزراره لإجراء مكالمة هاتفية.. إن لم تكن الأهم على الإطلاق ..
....................................................
في
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 29 صفحات