روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله
واطمئنت على استقرار معدتها بعد أن تأذت بفعل تغيير درجات الحرارة .. ثم احتضنتها وسردت عليها القصص البسيطة التي تصل لعقلها الغير واعي حتى غاصت ريڨان بنوم ثابت وعميق ..
غطت وجهها بعطايا قبلاتها المتعددة ثم تحركت بحذر شديد وهي تسحب يدها من أسفلها ..
جمعت حوائجها وعلقت حقيبتها على كتفها وخرجت لتبحث عن مالك لتبلغه بمواعيد الدواء المنتظمة لكي يأخذ حذره في غيابها خاصة في الليل ..
آلمته عضلات جسده لذا قرر أن يعطي لنفسه فسحة ليجدد نشاطه فقام بإراحة رأسه للخلف قليلا ولكن غلبه النعاس وتحكم سلطان النوم على عينيه ..
بحثت إيثار عنه في بهو الڨيلا ولكنها لم تجده ..
بنفس اللحظة لمحت أضواء المكتب المنارة فتوجهت بخطوات مترددة نحوه
خشت أن يتهمها مجددا بالاهمال وعدم التفاني في عملها فحسمت رأيها في النهاية بإبلاغه شخصيا ...
وبالفعل تحركت بثبات نحو الغرفة ثم طرقت بخفه على الباب قبل أن تلج للداخل ..
أشفقت عليه وهي تتطلع لملامحه بحنين لهذا الغريب وكادت تخرج وتتركه كما هو دون إزعاجه ولكن ما أثار انتباهها هو الكثير من الأوراق المتبعثرة يمينا ويسارا على سطح المكتب فقامت بترتيب الأوراق دون أن تصدر صوتا.. ولكنها قرأت ما حوته بفضول .....
هكذا حدثت نفسها عندما لمحت الكثير من الأخطاء والسړقة الواضحة كوضوح الشمس في وضح النهار ..
فنظرت له مليا ثم حسمت رأيها بأن تجمع الأوراق وتطلع عليها بالخارج لتكون على حريتها ..
هذا التخصص في أساس الأمر تخصصها وهي قد اشتاقت له نعم لقد سنحت لها الفرصة من جديد لتمارسه
خرجت من الحجرة بهدوء والتفتت برأسها لتلقي عليه نظرة أخيرة متأملة قبل أن تغلق الباب عليه بحذر ..
_ في ضحى اليوم التالي تحرك مالك على مقعد مكتبه وهو يتأوه من الألم الذي أصاب عنقه بسبب غفلته عليه ..
قام بشد ذراعيه للأمام تارة وللخلف تارة أخرى حتى يتمكن من تحريك كامل جسده ..
وكذلك مط عنقه للجانبين ليفك ذلك التيبس الذي أصابه ..
نظر في ساعة يده فعلم أن الوقت مازال أمامه لينال قسطا من الراحة قبل الذهاب للعمل .
_ وأثناء سيره باتجاه الدرج لمح أوراقه على الطاولة المجاورة للأريكة ..
اتسعت حدقتيه بذهول بعد أن فركهما جيدا وبلمح البصر كان قد اتجه نحوهم ..
دقق النظر فيهم وظل يقلبهم ورقة تلو الأخرى..
كانت إيثار قد وضعت اشارات عديدة بقلم ملون حول بعض الأرقام ورسمت بعض الدوائر الملفتة على أخطاء عديدة بهذه الحسابات ..
كان عملا رائعا بحق أثبتت فيه جدارتها لم ينس أنها كانت متميزة في مجال دراستها وهي ذكرته توا بمهارتها ..
مشاعر مضطربة ظهرت بداخله .. هل يوبخها على فعلتها أم يثني عليها لأنها سهلت عليه الكثير !!
تنهد بعمق وهو يتمتم لنفسه
_ وبعدين معاكي ياإيثار!
.. زفر أنفاسه المحتقنة وأمسك بهاتفه من جيب بنطاله ولكن لفت انتباهه أن الوقت ما زال مبكرا ولا يجوز الاتصال بها بهذا الحين فقرر البقاء مستيقظا بعد أن غابت عنه الرغبة في النعاس وجلس ينتظرها في الردهة ...
.................................................
_كانت إيثار في هذا التوقيت المبكر تعاني من ويلات الخۏف والذعر فوالدها على فراش المۏت ..
لا يستطيع التنفس ... روحه تنفلت من بين أصابعه
شعور مخيف وهي تتخيل أن ملك المۏت رائحته تفوح في المكان ..
كان ينظر لعائلته في لحظات سكرات مۏته وكأنه يودعهم بأنظاره بينما صاحت تحية هادرة بفزع
اتصرف يا عمرو يابني ابوس ايدك ماتسبش أبوك كده هايروح مننا
رد عليها عمرو بهلع شديد
كلمت الدكتور وقالي هييجي حالا على هنا
هتفت إيثار بړعب وقد تسببت الصدمة في ارتعاش أطرافها وتناثر حبات العرق على جبينها
طب آآ.. نوديه اي مستشفي او اي قسم طوارئ بسرعة !!!
هتف عمرو متلهفا وقد طرأ بباله فكرة
انا هروح اجيب عربية اسعاف من المستشفي اللي جنبنا حالا !!
صاحت تحية پخوف وهي تلوح بيدها له
بسرعة يابني !
_ شهق رحيم بشهيق متقطع مخيف ثم اتسعت حدقتيه بصورة أخافت تحية وتلون وجهه بحمرة شديدة ثم لفظ أخر أنفاسه وأنظاره محدقة بالسماء ..
سكون رهيب حل في المكان
ذلك الجسد الذي كان ينبض قبل أقل من ثانية بالحياة أصبح جثمانا لا روح فيه ..
شحب وجهه وتجمد كالصنم ..
صړخت إيثار بقوة لم تعهدها من قبل
بابا ...!!!
تصلبت قدمي عمرو في مكانه على إثر صوتها المخيف ولم يستطع الاستدارة ليرى هول الفاجعة .....
صړخت إيثار مجددا بصوت يقطع نياط