روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله
ينظر له بنظرات معاتبة تحمل من اللوم الكثير
عمرو خد أختك في حضنك يابني .. وإلا ھموت وأنا مش راضي عنك !
_ أبعد الأخير بصره خزيا بعد أن ظهر بعيني أبيه الرغبة في البكاء ولأول مرة منذ عودتها يشعر بالجدار الفولاذي الذي بنيت حوائطه بينهما بسبب العجز الذي تملكه ..
أشفق على نفسه وردد بتحسر ..
أهذه هي صغيرته التي كان يحنو عليها منذ زمن
_ أفاق من نوبة شروده حينما ولجت ابنته للحجرة مرة أخرى وهي تحمل كوبا خزفيا صغيرا من مشروب القهوة الساخنة ..
وعندما وقعت عيني أبيها عليها رقصت البسمة فوق محياه وتحرك قلبه فرحا ..
اقتربت منه ثم جذبت المقعد لتقترب من فراشه أكثر وهتفت بنبرة عذبة
عملتلك فنجان قهوة صغير بس متتعودش على كده عشان كلام الدكتور !
_ بدأ يتحرك على الفراش رويدا رويدا ثم مد ساعده نحوها لتقوم هي بنفسها بإسناده دون مساعدة أي شخص أخر .. ولم تتردد في الاستجابة لطلبه الصامت فعاونته في الإستقامة بجلسته ثم أعطته الفنجان وهي تمسح على ظهره بحنو .. بينما نطق العجوز بنبرة كأنما ردت به الروح ليتحول شبابا
ابتسمت تحية وهي تداعبه بالألفاظ
خليها تنفعك يارحيم
سعل رحيم قليلا عقب تجرع رشفه من القهوة ثم رد عليها بصوت متحشرج
هتنفعني ان شاء الله.. دي اللي هتدخلني الجنة ياتحية
_ ابتسمت إيثار برقة فقد أسعدتها عبارته الأخيرة..
_ أغلقت روان باب منزلها ثم وقفت لتضبط وضعية المراجع الدراسية التي تحملها بين يديها .. بينما كانت هناك عينان معلقتان عليها تطالعاها بالأعلى لم تشعر هي بظلهما حتى بدأت تهبط الدرج واختفت عنهما ...
وعندما وجدها تهبط الدرج هبط خلفها بحذر وهو يطالع كل تفصيلة تخصها...
لفت انتباهه تنسيقها لثيابها الغير مبالغ فيها واحتشامها فيهم وكذلك خطوات سيرها ..
هي ذكرته بأخته الصغرى في احترامها لنفسها وخجلها وتحاشيها أعين المارة فأصبحت صورتها عالقة بذهنه أكثر من عينيه ..
كان طيفها يشكل هالة فوق رأسه ظلت گسحابة مرافقة له طوال اليوم ..
ابتسم لنفسه إبتسامة لم تعرف الطريق إلى وجهه منذ زمن ..
أتكون هي ضحكته التي ستشرق معها حياته يا ليتها تكون ويا ليتي أفوز بها
.................................................. ................
_ بداخل مبنى الشركة التابعة لمالك_
ألقى هو بالملفات في وجه المحاسب القانوني الخاص بالشركة .. ثم نهض عن مقعده وهدر به بصوت عڼيف مدوي وهو يوبخه
انا هوديك في ستين الف داهية .. انا تسرقني وتنخرب في الحسابات من ورايا عشان تطلعلك سبوبة!!
صر على أسنانه بشراسة ليضيف بتوعد
انت هتتحول للتحقيق فورا
رد عليه المحاسب پخوف وقد تندى جبينه بقطرات العرق فزعا مما سيفعله به رب عمله
ي.. يا مالك بيه حقك عليا والله ما هتتكرر تاني .. اا آآ....
قاطعه مالك صائحا پغضب جم وهو يطيح بباقي الملفات الموجودة على سطح المكتب أرضا
ده لو فضلت في الشركة اصلا!! ده انا هضيعلك مستقبلك ومفيش شركة هترضى تشغلك ياحرامي !
رفع هو سماعة الهاتف ثم ضغط على أحد الأزرار وتابع بصوت أجش خشن
تعالي هنا فورا ياأنسة !!
_ لحظات وكانت السكرتيرة الخاصة بمكتبه تقف أمامه وقد انتابها الذعر من هذه الحالة التي بدى عليها رئيسها والتي لم تره عليها من قبل ..
ارتجفت أطرافها وهي تنطق متعلثمة في كلماتها
آآ.. اوامرك .. يامستر مالك
هتف بها مالك بقوة وهو يشير بسبابته نحو المحاسب وقد ظهرت عروق نحره الخضراء وسط بشرته التي أصطبغت بالحمرة الهائجة الأفندي ده يتحول للتحقيق ويتكتب في ملفه واقعة السړقة اللي قام بيها عشان يوم ما يفكر يشتغل في مكان تاني يلاقي بلوته في وشه !
هزت السكرتيرة رأسها بإيماءات متتالية
حاضر يافندم
ثم صاح مالك بهما بانفعال شديد
أمشوا من وشي !!!!
_ تحركت السكرتيرة سريعا وهي تشير للمحاسب لكي يتبعها بينما ألقى هو بثقل جسده على مقعده الجلدي ..
نظر نحو الأوراق المبعثرة على الأرضية بإزدراء ثم ضړب سطح المكتب بقبضته المتكورة