الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله

انت في الصفحة 8 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

حفلته الأسبوعية بالمطعم .. هي باتت معجبته الهامة بل الأهم على الإطلاق ..
دائما تطالعه بنظرات هائمة .. وهو دوما يبتسم لها بحزن ..
وكيف يشعر بها وهو جريح الفؤاد مكسور الروح ..
لقد عرف هويتها منذ اليوم التالي للقائهما ..
هي لانا ابنة رب عمله السيد سلمان ..
ولذلك حافظ على طبيعة حدود العلاقة بينهما ..
دائما ما كانت تحضر له باقة ورد بيضاء تقدمها له بعد انتهاء فقرته ..
فيشكرها بإمتنان وهي تطمع معه في المزيد ..
مرت الأيام وزاد تعلقها به رغم ثباته على موقفه معها ..
لكنها لم تلتزم بالقواعد وحطمت العادات وأصرت على البقاء قريبة منه .. والتودد أكثر إليه ..
لم يتجاوز آداب الحديث معها لكنها كانت الأقرب إليه خلال تلك الفترة الموحشة ..
وبقلبها الطيب هونت عليه غربته .. واستطاعت أن تحفر مكانا لها في قلبه وعقله ..
لكن مازال هناك بقايا چرح حب الذي يحول دون شعوره بالسکينة ..
تعلمت الحديث بالعربية لأجله واجتهد ليتواصل معها بقليل من اللغة التركية ومزيج من الانجليزية والعربية ..
نال الاستحسان في عمله وحقق فيه نجاحا معقولا .. وأصبح معروفا بين أقرانه بالموظف العازف ..
...................................
وذات يوم تفاجيء بها عقب انتهائه من عزف تلك المقطوعة المميزة تطلب منه 
مالك أريد الزواج منك !
نظر لها مدهوشا لم يستوعب ما قالته بعد وظن أنها تمازحه لكنه وجد الجدية في ملامحها وفي إصرارها العنيد ففغر فمه ليقول 
ماذا تتزوجين بي 
حدقت فيه بنظرات عاشقة رومانسية وأومأت برأسها بخفة وهي تجيبه موضحة 
نعم أنا أحبك مالك أنا أعشقك بكل جوارحي لا أستطيع العيش بدونك
رمش بعينيه غير مصدقا ما لفظه لسانها .. 
هو متأكد من مشاعرها نحوه لكنه لا يكن لها أي مشاعر سوى الصداقة .. فحاول أن يثنيها عن رأيها وأردف قائلا 
ولكني لا آآ...
قاطعته قائلة بعناد وهي تضع إصبعها على شفتيه لتمنعه من الحديث 
أرجوك لا تقاطعني دعني أكمل !
هز رأسه بالإيجاب .. فابتسمت له بنعومة ثم تابعت بنبرة رقيقة 
أنا أعشقك مالك منذ رأيتك وأنا أحبك لا أعرف كيف حدث هذا لكن أنت العالم بالنسبة لي ..
صمتت للحظة قبل أن تستأنف حديثها بنبرة شبه حزينة وقد لمعت عيناها 
أعلم أن هناك جزءا منك لا يشعر بي ولكني لا أملك سلطان قلبي فهو قد اختارك أنت ليحبك !
عض على شفتيه متأثرا وهمس لها 
لانا أنت فقط اعتدت على وجودي معك وآآ...
قاطعته قائلة بتنهيدة حارة 
مالك أنا أحبك ألا تفهم ما أقول أحبك وكفى !
.................................
لم يستطع مالك أن يقاوم تلك المشاعر الصادقة فهو كان بحاجة ماسة إليها لتهون عليه الكثير ..
استجمع شجاعته وتقدم إلى خطبتها من أبيها السيد سلمان الذي أبلغه بموافقته قائلا بجدية 
لم أكن لأوافق على زواجك بها لولا أني أراى سعادتها معك وإصرارها عليك فقط أنت أعدت البسمة إليها
شعر مالك بحجم المسئولية الملاقاة على عاتقه ورد عليه بهدوء 
أعلم هذا سيدي
تابع سلمان قائلا بتحذير 
مالك أنت تأخذ قطعة غالية مني بل هي كل قلبي فحافظ عليها !
أومأ مالك برأسه وهو يتعهد له 
أعدك سيد سلمان أن أكون نعم الزوج لها !
حذره سلمان مجددا بنبرة شديدة اللهجة 
إن قصرت في حقها أو أحزنتها يوما صدقني ستعاني الكثير !
ابتسم له وهو يرد بهدوء 
لا تقلق سأوفر لها كل ما تريده
ربت سلمان على كتف مالك وقال مبتسما 
أنت بالفعل شاب جيد لن أجد من أئتمن عليه ابنتي مثلك ولكن قبل أن تتزوجها عليك أن تعرف بمرضها !
رد عليه مالك بهدوء دون أن تطرف عيناه 
السكري لقد أخبرتي لانا
مط فمه ليقول بتعجب 
هي لم تخف عنك شيء !!
برر له مالك سبب معرفته بمرضها وهو يقول بهدوء 
سيد سلمان لا تنس أني ساعدتك من قبل حينما فقدت الوعي في المصعد
هز سلمان رأسه بإيماءات ثابتة ومتكررة وهو يردد 
أها أذكر ذلك اليوم التعيس لقد كدت أموت ړعبا عليها
ابتسم مالك وهو يكمل بجدية 
اطمئن سأرعاها وأسعدها
رفع سلمان حاجبه للأعلى وهو يضيف 
أنا واثق أنك ستفعل
لم يكن السيد سلمان ليعارض تلك الزيجة بعد تصريح ابنته له بحبها لمالك ورغبتها في الزواج منه ..
هي ابنته الوحيدة وسعادتها هي أسمى ما يصبو إليه 
كانت مسألة تقدم مالك لخطبة ابنته رسميا ما هي إلا أمر صوري ليحفظ لها كرامتها لكنها لم تكن لتأبه بهذا .. هي تريده وتريد حبه ..
كذلك قام السيد سلمان بترقية مالك في منصب أعلى ليليق بوضعه الجديد واجتهد هو ليثبت أنه يستحق تلك الثقة الكبيرة ..
..........................................
وبالفعل في خلال شهرين كانت لانا تزف إلى زوجها مالك في نهار ذلك اليوم المشمس في تلك الحديقة الجميلة ..
سعادتها كانت لا توصف فهي ستكمل حياتها مع من اختاره قلبها ..
ارتدت خاتمه وظنت أنها ملكت قلبه .. لكنها كانت مخطئة ..
أكثر ما كان يؤلمه أنه لم يشعر بحبها الجارف إليه .. 
كان يحترمها ولكنه لم يتمكن من

انت في الصفحة 8 من 32 صفحات