رواية نوفيلا الفصول من الاول للرابع
ليست المرة الأولى التي تشعر بها بالغربة بين اهلها حاولت أن تتغاضى عن عدم اهتمام والدتها بأن تسألها عن اخبارها أو تتبادل معها الأحاديث كالمعتاد من تلك العلاقة بين أم و ابنتها.
نزعت فستانها و لم تهتم بترتيبه فقد صار يحمل ذكرى مخجلة بالنسبة إليها.
ما أن استرخت فوق فراشها حتى استعادت ملامح ذلك الغريب و التي لم تستطيع رسمها جيدا بفعل الظلام و بدأت تفكر في كلماته الأخيرة طيلة الليل ربما لإنها المرة الأولى التي يحادثها شاب بتلك الطريقة أو لإن كلماته كانت كغزل لذيذ لقلبها المتعطش لمثل تلك الكلمات.
فركت يديها معا في توتر بينما تتخذ مكانا بجوار شقيقها في انتظار دورهما في عيادة الطبيب رفعت رأسها لتجد المكان مزدحما فكما سبق أن اخبرها شادي بينما هما في سيارته إن ذلك الطبيب من أشهر الأطباء رغم صغر سنه إلا إنه حاز على حب جميع المرضى و صار الأقبال عليه أكثر من أي طبيب آخر.
ما أن سمعت اسمها حتى تشبثت في ذراع شقيقها في توتر و كأنها طفلة قد قادوها في رحلة بغيضة إلى طبيب الأسنان.
همس شادي و هو ينحني برأسه تجاهها
متقلقيش يا بنتي ده مجرد بس هيتكلم معاكي و يحددلك الحاجات اللي تاكليها. الموضوع مش مستاهل التوتر ده.
أومأت في صمت فهو محق و لكن شعور الترقب بداخلها كان يزداد كما إنها تخجل كثيرا من اللحظة التي يعرف بها الطبيب وزنها الضخم كما إنها أعدت آلاف السناريوهات عن ردة فعله المصډومة و التي غالبا ما كانت تنتهي بإحراجها الشديد.
دلف إلى الداخل معها ليبتسم ما أن اسرع الطبيب الشاب لاحتضانه قائلا بسعادة
مش معقول و الله! بعد السنين ديه نتقابل.
احتضنه شادي و قال
وحشتني و الله يا رماح.
و أنت كمان يا ابني
ثم استطرد بتساؤل ما أن ابتعد عنه
بس أنت جاي هنا ليه!
رد شادي
أنا هنا مع أختي الصغيرة نسرين لو تفتكرها.
عندما ذكر شادي شقيقته استطاع رماح أن يلاحظ ذلك الجسد خلفه ليبتسم ما أن لاحظ محاولاتها في التخفي خلف شقيقها. ابتعد شادي من أمامها مما سمح له برؤيتها لتتسع ابتسامته فقد تعرف إليها و عندما لم تبذل أي جهد لترفع رأسها و تنظر إليه فقد قال دون أن يبعد عينيه عن رأسها المنحني
أومأ شادي و الټفت مغادرا يتجاهل نظرات نسرين المترجية ما أن غادر حتى قال رماح بلهجة مشاكسة
غريبة يعني أمال فين لسانك بتاع امبارح!
رفعت رأسها سريعا لتشهق في صدمة بعدما أدركت التفسير لكون صوته مألوف للغاية فما هو إلا ذلك الغريب الذي ازعج منامها ليلة أمس.
أنت بتعمل إيه هنا!
غمزها بمشاكسة و رد بمرح
أنا ابقى الدكتور يا قمري و كمان صاحب أخوكي.
استطرد بصوت أجش بينما يتقدم ليقف قريبا منها
شوفتي الصدف الحلوة!
رمقته بضيق رغم إنها لا تنكر شعورها بالسعادة لرؤيته مرة أخرى فهو صاحب أول كلمة لطيفة تقال لها طيلة سنين عمرها.
ابتسم عندما وجدها تحاول ادعاء الضيق دون أن تدرك إنها مكشوفة للغاية أمامه فبراءتها لم تعرف الخداع و التظاهر أبدا و هذا ما أدركته عينه الخبيرة منذ أن رآها لأول مرة.
رجع إلى مقعده مرة أخرى و أشار لها لتجلس و قد استعاد جديته كطبيب.
تسائل بروتينية كما اعتاد مع مرضاه جميعا
إيه سبب إنك تقرري تيجي العيادة هنا يا نسرين
ظهرت الحيرة في عينيها فهي لم تتوقع مثل هذا السؤال و لذلك ربما لم تعد إجابة نموذجية منمقة فقررت اختيار الصدق و ردت بتمهل
أنا عايزه اخس...ابقى زي البنات.
صمتت قليلا ثم استطردت متجنبة النظر إليه و قد تذكرت كلماته ليلة أمس
عايزه يبقى شكلي جميل و اقدر ألبس و اخرج و أحب و اتحب.
تنهدت بعمق قائلة في نهاية حديثها
عايزه