الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نوفيلا الفصول من الاول للرابع

انت في الصفحة 8 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

ذهنها يذكرها بهويتها فهي لا تملك الحق في الحياه بل من هم مثلها كتب عليهم أن يتواروا في الظل دائما.
لقد تصرفت كحمقاء متفائلة ينتابها أملا في أن تكون كقريناتها من الفتيات.
ابتسامة مټألمة حامت على طرف شفتيها عندما فكرت في إنها اعجبت بطبيبها بل أن خيالها قد صور لها حلما جميلا في أن يكون لها يوما ما و تحصل على أسرة حقيقية تجد بها الحب و الدفء.
كفى!
فلا فائدة من أحلام لن تتحقق إلا بذوبان الثلج فوق قمة جبال الهيمالايا لا ذهاب إلى الطبيب مرة أخرى فتلك محاولات لن تجدي نفعا فهويتها سوف تظل في الخفاء خلف مريم واجباتها سوف تظل تنحسر في التنظيف حتى تتقشر يداها و تزداد خشونة و تتوالى السنون عليها حتى تصبح عجوزا وحيدة تنتظر مۏتها.
إنها حياه خطتها والدتها و سوف تستسلم لها يقينا في نفسها إنه نصيبها.
خرجت من أفكارها على صوت والدتها تحثها على المجيء لتنظيف المنزل فنهضت لتبدل ثيابها و اتجهت باستسلام إلى الخارج فلا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها و لن ېؤذيها الأمر أكثر مما صنعته كلماتها.
مر أسبوع على استسلام نسرين لوالدتها تتحرك كإنسان آلي بلا شعور أو رغبات و ازدادت قسۏة الأم عليها خاصة مع سفر شادي مما تركها وحيدة تماما دون أي عون و لكن ما ادخل القليل من السعادة إليها اليوم إنه موعد عودة شقيقها مدركة إن في وجوده سوف تتحسن الأمور قليلا.
دلف شادي إلى غرفة نسرين بعدما عاد من سفره و قد قرر رغم ارهاقه أن يصحبها إلى موعدها مع رماح.
قال بدهشة و هو يراها لم تجهز بعد
أنت مجهزتيش لسه!
صاحت بفرحة بينما تنهض من الفراش و تركض إلى ذراعيه
شادي! جيت امتى
تشبثت به فبعودته عاد الأمان إليها مرة أخرى برقت عيناها بعبرات صامتة سرعان ما تحولت إلى شهقات باكية خاڤتة لتشتد ذراعيه من حولها و قد ادرك إن سعاد لابد و إن فعلت شيئا ما لتجعلها في تلك الحالة فلم يكن بحاجة إلى السؤال مكتفيا بالتربيت برفق على ظهرها كما كان والدهما يصنع في صغرها.
هدأت قليلا لتبتعد عنه فيقول برفق و هو يتأمل وجهها السمين و العبرات العالقة في رموشها
أنا مش هسألك إيه اللي حصل لإن عندي خلفية باللي حصل بس أنا مش هسمحلك توقفي حياتك علشان أي حد.
ردت بنبرة مستهزئة
و هي فين الحياه!
استطردت پألم واضح في نبراتها يعكس الحزن على وجهها
أنا معنديش حياه يا شادي لا شغل و لا هوايه و لا اصحاب و لا حب أنا ضايعة أوي.
اردفت پبكاء
أنا حاسه إني معنديش هدف إلا إني استنى مۏتي.
بدى التأثر على ملامحه فشابة في عمرها تتمنى المۏت و هي التي لم تذق من شهد الحياه شيئا.
تحدث بنبرة هادئة و لكن حازمة في ذات الوقت
أنت بتستسلمي يا نسرين.
صاحت بحړقة
اه بستسلم عارف ليه علشان هي مش هتسمحلي ابقى حاجه و لا إني ابقى مبسوطه.
اردفت بتساؤل باكي
هو أنا حرام أبقى فرحانه يا شادي!
احتضنها يستند ذقنه فوق رأسها ثم همس بحنان
حاولي تاني و تالت علشان خاطر نسرين لإنها تستحق كل السعادة اللي في الدنيا.
تمتمت بصوت مخټنق دون ان تفارق ذراعيه
أنا خاېفه أوي يا شادي خاېفه أفضل تعيسه طول حياتي.
رد بصدق
هتلاقي السعادة عارفه ليه!
استطرد بثقة
لإن ربنا مخلقناش علشان نعيش في حزن كل اللي بنمر بيه أكيد ليه سبب في علم الغيب و علشان احنا منعرفش السبب ده فلازم نصبر.
أومأت في صمت ليقول بحزم
دلوقتي ألبسي علشان نروح العياده.
كادت أن تعترض و لكنه غادر سريعا دون أن يبالي باعتراضاتها ارتدت ثيابها و حجابها ثم اتجهت إلى الخارج لتجده يقف مع والدتها فصمت عندما رآها كانت منحنية الرأس فلم تلاحظ تلك النظرات المحذرة التي رمق والدتهما بها.
قال بلطف
يلا يا نسرين علشان احنا كده اتأخرنا. 
اتجهت معه في استسلام إلى الطبيب فجزء منها متشائما مازال غير مقتنعا بإنها قد تجد سعادتها يوما ما.
شكلك زعلان!
قال رماح بينما يرمقها بنظرات متفحصة.
ردت بخفوت تتجنب النظر إليه
مش زعلانه.
كدابه.
رمقته بدهشة حقيقية سرعان ما تحولت إلى ڠضب من وقاحته.
استطرد دون أن يبالي بنظراتها
واضح أوي إن حد ضايقك و إنك جايه بالإجبار النهارده ممكن اعرف إيه اللي حصل!
ردت پغضب

انت في الصفحة 8 من 15 صفحات