روايه تحفه 1 الفصول من الرابع عشر ل الخامس عشر بقلم الكاتبة الجليله
اسفة .. اسفة بجد ..
ثم رمت نفسها بين ذراعيه ليأخذ انفاسه وهو يربت على ظهرها بحنو ..
ابتعدت عنه اخيرا تتطلع الى عينيه اللتان لطالما وجدت بهما الامان والاحتواء فهتفت بصوت مرتجف
انت مش هتعاقبني ..!
قاطعها
هشش .. مش هعاقبك .. اهدي ..
عادت وسألته بصوت خائڤ
ولا هتضربني ..
قاطعها بصدق
ولا هضربك ..
بس انت كنت هضربني بالحزام..
قال بجدية
كان ټهديد بس .. انت متخيلة اني ممكن اضربك وبالحزام كمان .. شايفاني شرير اوي كده .. صحيح انت تستحقي تتضربي بس عمري ما هقدر اعملها .. لاني بحبك يا جومانة ومقدرش استحمل اي أذى يمسك ..
ابتلعت ريقها وقد شعرت ان الوقت قد جاء لتفعل ما نوته فقالت بتردد
ابتسم بهدوء وقالت
عارف ..
كررتها مرة اخرى
انا بحبك يا باسل ..
تجاهل لفظها لاسمه هكذا فقال
عارف يا جومانة .. وانا بحبك .. انت بنتي ..
قاطعته بصوت حزين
بس انا مش بحبك كده .. انا بحبك بجد ..
تطلع اليها بعينين حادتين لكنه قال وقد قرر ألا يستعجل في حكمه عليها
وجدها تقترب منه بنية تقبيله ليدفعها بعيدا عنها صارخا بها بشراسة
انت اټجننتي ..!
هزت رأسها نفيا وقالت
لا انا بحبك بجد ..
انت مالك بالضبط ..! شكلك سكرانه ..! انتي واعية للي بتقولي .. المرة دي مش هضربك بس لا انا هدبحك ..
انا ..
صمتت قليلا ثم نظرت جومانة الى وجهه الغاضب وهتفت بتلعثم
ليصيح بها باسل پغضب
بره .. اخرجي بره ..
ركضت بسرعة خارج الغرفة ودموعها تتساقط على وجنتيها بحړقة لتجد ماريا أمامها تهتف بتهكم
واضح انوا هزئك جامد .. معلش تعيشي وتاكلي غيرها ..
دفعتها جومانة بعيدا وخرجت من المنزل بأكمله ..
ركضت روبي خلفها تنادي عليها بقلق ثم اندفعت نحو باسل تخبره
ركض مسرعا خارج المكان لاحقا بها ليجدها تركض في الشارع فيركض ورائها ويصيح عليها طالبا منها ان تتوقف ..
كانت تركض بأقصى قوتها ودموعها تتساقط على وجنتيها فيجري هو خلفها بسرعة شديدة حتى سمعت صوت سيارة تتجه نحوها من بعيد فقررت ان ترمي بجسدها امامها لكن باسل كان اسرع منها حيث جذبها من خصرها بقوة بعيدا عن السيارة ليسقط كليهما على الرصيف ..
انتهى اخيرا من تفحصها وقد فهم ادعائها الاغماء فنهض من مكانه وحملها بين ذراعيه عائدا بها الى الفيلا ..
دلف الى الفيلا ليجد ماريا وروبي في انتظارهما ..
روبي تطالع جومانة بقلق بينما ماريا تنظر اليها پحقد وتفكر ان التخلص منها يجب ان يكوون قريبا ..
سار دون كلمه الى الطابق العلوي وتحديدا الى غرفتها حيث دلف الى لداخل بعدما طلب من روبي التي تبعته ان تفتح الباب ..
وضعها على السرير وجذب اللحاف نحوها مغطيا اياها متأملا الدموع العالقة برموشها بحزن شديد وهو يفكر انه يجب ان يفهم ما يحدث مع صغيرته ..
وعد نفسه انه سوف يتحدث غدا معها ولن يتركها دون ان يفهم كل شيء منها ..
تأمل ملامحها البريئة بۏجع وقد انقبض
استنى ..
الټفت نحوها بملامح جامدة متأملا وجهها الباكي ليجدها تهمس بصوت خاڤت مبحوح
انا اسفة يا انكل ..
لم يتحرك عصب واحد في وجهه وهو يقابل وجهها الباكي بجمود ليهتف اخيرا بصوت بارد
تصبحي على خير يا جومانة ..
ثم تركها ورحل دون ان ينتظر جوابها لتشهق باكيه وقد تأكدت انها خسرته للابد ..
في صباح اليوم التالي ..
كان الجميع يجلس على مائدة الافطار ..
باسل يتناول طعامه بهدوء وكأنه لم يحدث شيء البارحة ..
روبي ترمق ماريا بنظرات متوعدة بينما الاخيرة تقابلها بأخرى متهكمة ..
قطع الصمت صوت باسل وهو يقول
فيه قرار مهم اتخذته ..
حل الصمت المطبق بينهما قبل ان يقول بجدية
انا هتجوز روبي ..
شهقت نورا بسعادة وابتسمت روبي بهدوء بينما رمقه عمر والده بدهشة ..
احتدت نظرات ماريا الموجهة نحوه بينما نظر عمر الصغير الى ما يحدث بعدم فهم ليعاود تناول طعامه بعدم اهتمام ..
قال الاب اخيرا مجاملة
مبرووك ..
ادرك باسل عدم رضى والده عن قراره لكنه لم يهتم بينما هتفت نورا بسعادة
مبروك يا حبيبي .. مبروك يا روبي .. ده اسعد خبر فحياتي .. عقبال الفرحة الكبيرة واللي هتبقى اسعد بكتير ..
ردت روبي
الله يبارك فيك يا عمتو ..
ابتسم باسل وهو يقول بثقة
الله يبارك فيك .. والفرحة الكبيره قريب اوي ..
ابتسمت نورا وقالت بخبث
مش بتكلم عالفرح.. انا بتكلم عن اول بيبي هتخلفوه ..
كظمت ماريا غيظها وهي تقول بإبتسامة متهكمة
مبروك يا باسل .. مبروك يا روبي ..
رد باسل بإقتضاب
شكرا ..
وقالت روبي بسخرية
الله يبارك فيكي يا ميمي ..
ثم منحتها ابتسامة متوعدة قابلتها ماريا بأخرى متحدية قبل ان تنهي تناول طعامها وتنهض من مكانها الى الخارج ..
قالت نورا وهي تنهض من مكانها
انا هروح اشوف جومانة .. هي نايمه لحد دلوقتي ليه ..!
قالت روبي بسرعة
سيبيها نايمه يا طنط .. جايز تكون تعبانه وحابه ترتاح ..
سألت نورا بقلق
ليه هي مالها ..! فيها حاجة يا باسل ..!
رد باسل بإقتضاب
كويسه بس نامت متأخر ..
ثم نهض من مكانه متجها الى المكتب لينهي بعض الاعمال متجاهلا الجميع واولهم والده الذي كان يرمقه بنظرات جامدة ..
..
اوقفت ماريا سيارتها امام احد المنازل الصغيرة ..
حملت حقيبتها واتجهت الى الداخل غير منتبهة الى ذلك الشخص الذي يراقبها ..
فتحت الباب بالمفتاح وولجت الى الداخل ثم اغلقته خلفها ..
هوت بجسدها على الكنبة وهي تشعر بالضيق الشديد يسيطر عليها ..
لا تصدق انها خسړت اولى جولاتها ضد روبي ..
البارحة كانت تتوعد لميرنا واليوم لروبي ..
وكأنه ينقصها منافسة جديدة .. ألا يكفي جومانة وغبائها ..
نهضت من مكانها وحملت كأسا صبت به احد المشړوبات الكحولية ..
تناولته على دفعة واحدة ثم عادت وصلت الاخر ..
سمعت صوت الباب يفتح لتراه يلج الى الداخل فتبتسم وهي تضع الكأس جانبا وتقترب منه محيطه رقبته بذراعيه محاولة تقبيله لكنه ابعدها عنه لتهتف بضيق
هو ده استقبالك ليا ..!
ابتعد عنها وقال
والمفروض استقبلك ازاي وانا من ساعة ما جيت معرفتش اشوفك .. كل يوم حجة جديدة ..!
ردت بملل
طب مانت مش بتيجي امريكا الا لما عندك حفلة ..
قاطعها بضيق
والله انا عندي شغل ..
ردت بسرعة
عارفه ده .. يبقى فكك من الكلام ده وخلينا فدلوقتي ..
سيطر الوجوم عليه وهو يقول
ايوه خلينا فدلوقتي .. برافو عليك ..
ابتسمت بحب وهي تقترب منه
وحشتني ..
رد بهدوء
انا قررت انهي