رواية ميرا الفصول من عشرون لخمسة وعشرون
مش متعودة منك على كده أنا كنت اللي بشاور عليه بتجبهولي أيه اللي حصلك!
زفر بسأم من محاولاتها الشتى التي أصبحت تصيبه بالضجر في بعض الأحيان وقال بمسايرة
حاضر يا منار أوعدك هنفذلك كل طلباتك بس اديني شوية وقت اشوف حل للمصېبه اللي الهانم التانية وقعتني فيها
عقدت حاجبيها وهبت واقفة تربع يدها قائلة بعتاب يغلفه بعض الإنفعال
حانت منه بسمة ساخرة على تبسيطها للأمور فذلك المبلغ التافه التي ذكرته الأن يعد ثروة لأحدهم ولكن ماذا يفعل كان مغيب تحت وطأة رغبته فتبا لذلك الشيطان اللعېن الذي عبث برأسه حينها
زفر حانقا من إلحاحها المقيت الذي لا ينقصه بتاتا وقال
مفيش زفت مخبيه عنك وياريت تحلي عن دماغي أنا مش فايقلك
أفففف بقى انا زهقت منك ومن طريقتك دي مش دي الحياة اللي كنت متخيلاها معاك
هب واقفا بعدما ثارت ثائرته وقبض على رسغها قائلا من بين أسنانه
بقولك ايه ده اللي عندي وبلاش تستفزيني علشان انا مش طايق نفسي ومضمنش ممكن اعمل ايه
نظرت له نظرة قوية غير خاضعة وردت وهي تجذب يدها من بين قبضته بكل ثقة
زمجر غاضبا من تصديها له ومجابهتها له كلمة بكلمة
اخرسي و مترديش عليا و متجبيش سيرتها وابعدي عن وشي
رشقته بنظرات متوعدة وقالت قبل أن تكف عن المجادلة
هبعد يا سونة بس صدقني أنت اللي هتخسر
لم يكن يريد أن يحتد بينهم الحوار لهذا الحد ولكنها من تستفزه بفضولها وتلك الأسئلة اللعېنة التي لا يود أن يخوض بها
في واحد محضر من المحكمة عايز حضرتك يا بيه
شحب وجهه وهرول إلى الأسفل وقد تبعته مناروما أن قابله قال ذلك الشخص برسمية شديدة
استاذ حسن طايل ياريت توقع على استلام الاعلان ده
نابت هي عنه السؤال
إعلان إيه ده
أجابها وهو يناوله القلم كي يوقع بالاستلام
قضية طلاق للضرر من قبل السيدة رهف حسين
لاحت على ثغرها بسمة متخابثة أخفتها سريعا بينما هو كانت الصدمة حليفته فقد شحب وجهه أكثر وزاغت نظراته وشعر بالصقيع يداهم اطرافه التي تحكم بها بصعوبة كي يضع توقيعه على الورق فكان يشعر بالأرض تميد به ولا يستوعب كونها مقتته لهذا الحد الذي يجعلها تريد مقاضاته والطلاق منه في آن واحد فيقسم أن آخر شيء كان يريد أن يتوصل له هو خسارتها!
أما عن رهف فيبدو أنها لا تشاركه تلك الرغبات الساذجة بل اتخذت قرار قاطع لا رجعة فيه وكيف يكون وقرارها نابع من مستنقع الأفعال المشينة و الخذلان الذي أغدقها به تحت وطأة تلك الخطايا التابعة لفعلته.
هو مش انا قولتلك متجيش واقعدي في البيت ذاكري امتحاناتك قربت
قالها محمد معاتبا بعدما باغتته ككل يوم وصعدت إلى سيارة الأجرة التي يعمل عليها قبل أن ينطلق بها من منطقتهم
لترد هي عليه ببسمة مشاغبة مفعمة بالحياة
حاولت ومعرفتش وبعدين اعمل ايه يعني وحشتني يا حمود
مچنونة اقسم بالله
طيب وايه الجديد ما أنا عارفة وبعدين متحاولش تنكر أن جناني ده بيعجبك
حانت منه بسمة واسعة وعقب على مشاكستها ومنغاشتها اللطيفة
للأسف ما باليد حيلة
اتسعت بسمتها ثم طلبت بحماس
طيب يلا بينا انا جعانة وعايزة أفطر فول من على العربية
رفع أحد حاجبيه وقال مشاكسا
أنت داخلة على طمع بقى وشكلك هتضربيلي اليوم ومش هشتغل بالتاكس
مطت فمها وتسائلت بترقب
هو أنت زهقت مني يا محمد
زفر بقوة وأجابها وهو يشملها ببندقيتاه
ميرال أنا عمري ما اقدر ازهق منك بس ده أكل عيشي ولازم احترم الراجل اللي أمني عليه واديله حقه
تنهدت بضيق واعتدلت بجلستها ثم قالت بعدم رضا
أنا مقولتش حاجة بس بصراحة الشغل ده