رواية ميرا الفصول من اثنان وثلاثون لسبعة. وثلاثون
أنا مش عايز ارجع يا محمد ده مد ايده عليا وصدق دعاء وكدبني
تنهد محمد وحاول اقناعها بحكمته المعهودة وهو يجلسها على أقرب مقعد ويجثو مقابل لها
هو ابوك يا ميرال ومفيش في الدنيا حد هيحبك أده ومش معنى انه بينشغل عنك أو علشان قسى عليك مرة يبقى تسبيه بالعكس أنت لازم حاولي تقربي منه ومتسبيش فرصة لمراته تعمل اللي في دماغها...انا عارف انه ظلمك بس اللي اعرفه واتربيت عليه ان اللي ملهوش خير في اهله ملهوش خير في حد
نفى برأسه واخبرها بثقة وبإصرار قوي طمئنها وهو يغرق دون قصد في بحر عيناها صانع معها لا اراديا تواصل بصري أجج مشاعره
لو أخر يوم في عمري مش هيأس يا حلو علشان أنا كمان بحبك ومقدرش اتخيل حياتي من غيرك
تنهدت هي تنهيدة حارة مفعمة بالكثير وهمست راجية وهي تمرر أناملها على وجهه بطريقة اربكته
رغم ربكبته وكلماتها التي زلزلت قاع قلبه ككل مرة ولكنه قال بنبرة تقطر بمكنون قلبه الطاهر
بحبك... والله بحبك وهعمل المستحيل علشان تكوني حلالي
حانت منها بسمة واسعة وهي تهيم به بطريقة لم يعد باستطاعة قلبه تحملها مما جعله يبتلع ريقه ويستغفر بسره ويقول بإرتباك وهو يزيح بوجهه و يهب واقفا
حاولت هي استعطافه
طب ينفع مش النهاردة بجد تعبانه خليني ابات في الشقة اللي فوق
مش هينفع
حمود علشان خاطري النهاردة بس اديني فرصة اهدى وارتب افكاري
هنا تدخلت شهد التي تركتهم لبعض الوقت كي تعد لها كوب من الليمون ليهدئها فقد ناولته لها قائلة
اشربي وروقي دمك إن شاء الله كل عقدة وليها ألف حلال
شكرتها ميرال وارتشفت بضع رشفات ثم قالت تستعطف شهد
تنهدت شهد واقترحت عليه
خلاص سيبها يا خويا معلش بكرة ابقى روحها
مينفعش يا شهد ابوها هيقول ايه لو باتت معانا
لتحاول شهد إقناعه بعدما نكزتها ميرال كي تضغط عليه
خلاص هطلع انا وهي وطمطم نبات فوق مع بعض وانت خليك هنا
هزت هي رأسها تؤيد اقتراحها وترجوه بنظراتها بينما هو زفر انفاسه دفعة واحدة وقال مضطر
كلمي ست محبة وقوليلها انك بايتة مع شهد وفهميها
اومأت له بطاعة ليخبرها بتنهيدة مثقلة
نادين كلمتني وكانت قلقانة عليك وانا قولتلها على اللي حصل
لتتسائل بقلق
طب هي كويسة...مفيش جديد
زفر وأجابها
يامن بعتلها ورقة الطلاق وسابت الست ثريا وسافرت مع خالها
شهقت متفاجئة وقالت بعدم استيعاب
معقول أنا مش مصدقة
لتعقب شهد
عيني عليها والنعمة البت صاحبتك دي غلبانة وقطعت قلبي بعد اللي حصلها وجوزها ده ميستهلش حبها ولا قهرتها عليه
صح أنت عندك حق
ليقول محمد وهو يهم ويذهب في طريقه لباب الشقة
معلش ربنا يصلحلهم الحال ...انا هطلع عايزين حاجة
امنت ميرال على دعوته بينما ردت شهد
لا يا خويا عايزين سلامتك
ابتسم ل شهد و نظر ل ميرال نظرة حانية متساءلة جعلتها تضع الكوب من يدها على الطاولة الصغيرة أمامها ثم هرولت إليه قائلة بنظرات تشبه نظرات الجرو الصغير
حمود هو ينفع انام في أوضتك
ضړب كف على آخر ورد مشاكسا
أنا كنت متأكد انك داخلة على طمع والله
نكزته بكتفه بتلقائية وأطرقت نظراتها ليقهقه هو على خجلها وتلك الحمرة المحببة التي كست وجهها ويقول وهو يغمز بعينه
ماشي أمري لله الأوضة وصاحب الاوضة تحت أمرك يا حلو
ابتسمت شهد على مناقرتهم الشقية ودعت الله بسرها أن يجمع بينهم كي يكلل ذلك الحب العفيف الذي يشابه طهارة قلوبهم بينما هي همست وهو يهم بفتح باب الشقة
تصبح على خير يا حمود
كاد يرد عليها ولكن اندثرت بسمته و انحصر الحديث بحلقه واتسعت عينه عندما وجد أمام باب شقته أخر شخص توقع أن يراه أو يأتي إليه.
فين الخاتم بتاعي اكيد واحد فيكم اللي سرقته
قالتها دعاء بصوت جهوري تتهم بها كل الخدم بعدما جمعتهم صف واحد أمامها ومن بينهم محبة التي منذ مغادرة ميرال وهي تبكي من شدة حزنها
تعالى دفاع الخدم عن ذاتهم وكل واحد منهم حاول أن يقنعها ببراءته ولكن هي لم تقتنع وحين لم يجيبها أحد هددتهم بطردهم وكان أخر حيلها أنها دخلت مكتب فاضل صاړخة بإنفعال اجادته
الخاتم بتاعي مش لقياه يا فاضل انا مبقتش اثق في حد وعايزة أطرد كل اللي شغالين في القصر من غيظي
رفع فاضل نظراته لها وأجابها بعدم اكتراث لأمرها وهو تحت تأثير صدمة مغادرة ابنته
انا دماغي ھتنفجر يا دعاء