الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية ميرا الفصول من اثنان وثلاثون لسبعة. وثلاثون

انت في الصفحة 22 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز


جوفها من ذلك الموقف السخيف الذي وضع ذاته به...ولكن هو قد اقسم منذ أن شهد على اڼهيارها ذلك اليوم وقت المغيب أن يسعى لحقيقة الأمر بذاته فبعد رؤيته لها واستماعه لكل كلمة تفوهت بها كانت بمثابة اعصار قوي أخذ معه غضبه وثورته وانتقامه وتلك الغشاوة التي كانت تخيم على بصيرته وابقى له ذلك القلب الذي مازال ينبض بعشقها تائه ضائع بلا مأوى يفتقد نعيم ظلالها.

اتفضل...
قالها محمد وهو يؤشر له على أحد المقاعد ويجلس مواجه له لتهدر ميرال وهي تنظر له بغيظ
اسأل وانا هجاوب
ليتلعثم هو مصرح عن واحد من تلك التساؤلات العدة التي لطالما طمح في معرفة اجابتها
هي كانت على علاقة بالكلب ده فعلا ولا هو اللي كان بيفرض نفسه عليها
ابتلعت ميرال غصة بحلقها وتبادلت النظرات مع محمد ولم تجب...لتحين منه بسمة مټألمة تنم عن خذلان عظيم ويستأنف متسائلا بسخرية مريرة ودواخله تنتفض خوفا من ردها
طب هي كانت فعلا بتحبه و بتمثل عليا
تنهدت ميرال بعمق واخبرته بصدق
هي عمرها ما حبت غيرك
تهكم ببسمة ممزقة بائسة
وعلشان كده خانتني صح
دافعت هي
هي عمرها ما خانتك طارق اللي كان بيفرض نفسه عليها وصدقني حاولت تبعده عنها بس معرفتش هي كانت غلطانة بس عمرها ما خانتك وكانت ھتموت وتحافظ عليك هي فعلا مظلومة أنا هحكيلك بالتفصيل كل حاجة حصلت وهوريك فيديو ليها هيأكدلك كلامي.
وبالفعل قصت ميرال إليه كل شيء ذاكرة أدق التفاصيل واخبرته أن نادين ندمت اشد الندم و كانت تنوي أن تخبره وتترك الخيار له...وجعلته ايضا يشاهد ذلك المقطع الخاص بالجراچ التي حصلت عليه واحتفظت به من أجل إثبات براءة صديقتها حتى أنها اخبرته ان تلك الصورة التي استعرض بها طارق امامه اتخذت عنوة ونادين بذاتها اخبرتها بذلك واخبرتها ايضا انها قامت بصفعه يومها وتهديده كي يبتعد عنها ولكن الأخر لم يستجب وكاد المكائد لها حتى انه كان ينوي استغلال ضعفها واستغلال ما فعلته نادين بها كي تقوم هي بڤضحها...اخبرته الكثير والكثير ولم تترك شيء إلا وذكرته حتى اڼهيارها بغيابه وذبولها… 
حين اضافت ميرال
هي اتعذبت بما فيه الكفاية وانت كنت اناني اوي بقرارك
اغمض عينه بقوة وهو يلعن ذاته ربما للمرة الألف بعد المائة ثم همس بقلة حيلة وبنبرة ممزقة تضاهي نياط قلبه
مش لوحدها اللي اتعذبت صاحبتك صعبتها عليا اللي عملته مفيش راجل في الدنيا يعرف يتقبله ولا يتعايش معاه حتى لو كان روحه وقلبه في اللي بيحبها
لتعقب شهد مؤنبة اياه
حتى لو معاك حق بس كان لازم تسمع أسبابها قبل ما تفكر في عقابها
طالعها بنظرات غائمة ضائعة وكأنه فاق للتو من غفلة عقله ثم همس بذات النبرة المټألمة التي تفيض بالندم
أنا فعلا كنت اناني بس صدقيني أنا كنت بټعذب اكتر منها
تدخل محمد بعقلانيته المعهودة
أنا عذرك وفاهم انت حاسس بأيه بس أنت برضو غلطان كان لازم تسمع منها في وقتها ومتتسرعش وتطلقها
تناول نفس عميق نابع من شتات قلبه ثم زفره على دفعات و غمغم بنبرة مخټنق وعيناه يتغرغر بها الدمع
كنت غبي و فاكر إني بنتقم لكرامتي وإني هعرف اتخطاها واخرجها من جوايا ليكوب رأسه بكفوف يده بإنهزام تام ويقول بإنهاك وبقلب منفطر يتداعى بين احشائه من دونها
بس مقدرتش وبدل ما انتقم منها كنت بنتقم من نفسي
هيئته النادمة جعلت شهد تتراجع عن هجومها وبشكل ما وجدت ذاتها تتعاطف معه وخاصة عندما لاحظت دمعاته التي يحاول أن يخفيها عن اعينهم لذلك عقبت بعيون دامعة متأثرة 
يا عيني عليكم والنعمة انتو الاتنين حالكم يصعب وكل واحد فيكم خد كفايته...
ميرال ايضا استشفت صدق ندمه ورغم حنقها السابق منه إلا أنها هدرت تؤازره
المهم دلوقتي تروح تجبها من هناك
رفع رأسه ببطء ومرر يده على وجهه يزيح تلك الدمعات التي فاضت منه دون ارادة من شدة ندمه وتسأل بريبة شديدة
هناك فين
وضح محمد 
عند خالها بعد ما انت بعتلها ورقتها خالها خدها معاه البلد
تجهمت معالمه ونفرت عروقه وهو لا يصدق في حين تسألت ميرال
هي مامتك مقلتلكش لما رجعت البيت
نفى برأسه بحركة هستيرية وأجابها بأنفاس متعالية وهو يهب يدور حول نفسه شاعرا بالډماء تتدفق وتغلي برأسه من شدة عصبيته
أنا مروحتش البيت... وأمي زعلانة مني بسببها...وكنت عايز الاقي إجابات للأسئلة اللي في دماغي قبل ما اواجهها
نهضت ميرال وحفزته
أنت لازم تروح تجيبها اللي اعرفه أن خالها ده مش سهل ابدا وكان في مشاكل بينه وبين باباها على ورث مامتها
هز رأسه يؤيد حديثها وقال باستماتة لا مثيل لها
محدش عارف نوايا خالها زي ويا ويله مني لو فكر يأذيها وعلشان كده مش عايزك تقوللها إني جيتلك انا مضمنش رد فعلها ولا عايز خالها يعمل احتياطه انا هروحلها وهرجعها بس لازم اعمل مشوار صغير اصلح بيه
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 40 صفحات