السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ايمي نور

انت في الصفحة 47 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز


لكنها لا تستطيع ان تعلم اين يقع خطأها فهى المجنى عليها هنا وليست الجانية كما صور لها بسوء ظنه بها فهو من تزوجها عن خداع ولم يعطيها ابسط حق لها فى الاختيار لاتنكر بانها كانت قاسېة فى حديثها معه عند معرفتها بالامر لكن كان هذا رغما عنها فقد تعرضت لصدمة اطارت منها تعقلها كله ولم تكن ابدا سترفض الاستمرار معه بعد علمها بالحقيقة فيكفيها هو من العالم كله لكنه لم يعطى لها الفرصة حتى لتخبره بهذا بعد كلماته القاسېة كطلقات الړصاص والتى استقرت فى صدرها مقارنته غير العادلة بينها وبنت الاخرى فهى لم تخنه ولم تخرج سره حتى لاختها كما اتهمها لمجرد سماعه لحديث اساء فهمه ولم يعطيها الفرصة حتى لدافعها عنها نفسها يكلل لها الاټهامات ثم خرج من الغرفة ومن المنزل كله بعدها لم تجد هى امامها سوى تصرف واحد اهتدى له عقلها وفى تلك اللحظة فقد كانت تحتاج لمن يهدئها ويحنو عليها تسير ناحية الباب تخرج من المنزل هى الاخرى كالمغيبة تصل الى منزل اهلها لتلقى بنفسها فى احضان شقيقتها تبكى بحړقة وشهقات مټألمة حتى اصاب الهلع سماح وهى تحاول الاستفهام منها عما حدث لكنها لم تستطع اخبارها بما جرى بينهم والى الان لم تخبرها بما حدث بينهم و لا سبب تركها للمنزل تسقط بعدها فى النوم مرهق افاقت منه على رنين هاتف وصوت شقيقتها تتحدث فيه بخفوت

ايوه هى هنا معايا .بس نايمة دلوقت
شعرت بالتردد والقلق فى صوت شقيقتها لتعلم هوية المتصل حين قالت
حاضر يا صالح هقولها...لما تصحى
اغلقت الخط تنظر بعدها امامها بوجوم لتلتفت ناحية فرح حين شعرت بتحركها فى الفراش تبتسم لها بصعوبة قائلة بمرح مصطنع
صح النوم يا ابلة...ايه كل النوم ده...جاية تنامى عندنا ولاايه
اعتدلت فرح فى الفراش بصعوبة تسألها بصوت اجش مجهد
صالح اللى كان بتكلم مش كده
ظهرت الارتباك على ملامح سماح تهز رأسها بالايجاب وهى تتحاشى النظر فى عينيها لتسالها فرح عما اراده لكن سماح نهضت سريعا من مكانها تهتف بعجالة
هقوم احضرلك حاجة تكليها واجيلك
هتفت بها فرح پغضب وبصوت مخټنق باكى
كان عاوز ايه ياسماح...ردى عليا قالك ايه
وقفت سماح تعطى لها ظهرها تخبرها بصوت متحشرج مشفق
كان عاوز يطمن انتى هنا ولا لا ولما عرف قال اقولك .. اقولك تخليكى براحتك هنا كام يوم لحد مايبقى يجى ياخدك هو
ابتسمت بمرارة لاتعلم لما لم يفاجئها الامر كانها تجده تصرف طبيعى منه لم يصدمها وتنفيذا لطلبله ها هى الان مازالت فى مكانها دون ان يجد عليها جديد
انتبهت على صوت فتح الباب ودخول سماح وقد تهيئت للذهاب للعمل قائلة بحنان
انا رايحة على الشغل مش عاوزة منى حاجة قبل ما امشى
هزت لها رأسها بضعف بالنفى لتكمل سماح
طيب انا جهزت الفطار ليكى برة..والعيال ومرات خالك خرجوا من بدرى مش هيرجعوا الا على المغرب..يعنى افطرى ونامى شوية وارتاحى عما نرجع اتفقنا
اومأت لها ببطء مرة اخرى تعاود نظراتها الشرود لتقف سماح تتطلع نحوها بشفقة وحزن قبل ان تتنهد تخرج من الغرفة بينما ظلت فرح جالسة مكانها كما هى فى عالم اخر يمر عليها الوقت ببطء حتى سمعت طرقات فوق الباب الخارجى حاولت تجاهلها فى البداية لكنها واصلت الطرق بألحاح جعلها تنهض ببطء وتعثر حتى الباب تفتحه لتتسع عينيها بذهول وهى تهتف بتسأول واحتقار
انت! عاوز ايه..خالى مش هنا..ولا حد تانى هنا
اجابها صوته المرتجف وعينيه تمر عليها پشهوة اصابتها بالنفور والتقزز كحالها دائما عند رؤيته لتسرع فى ظبط حجابها فوق رأسها بتعثر تحجب نفسها عن نظراته تلك وهو يقول
انا جاى علشانك انتى يافرح..جاى اطمن عليكى وعلى حالك
توحشت نظرات عينيها قائلة بعضب
وانا مش عاوزة اشوف خلقتك..وامشى من هنا بكرامتك بدل ما تنزل من غيرها
اقترب منها يحاول الدخول عنوة لا يبالى لحديثها ولا لڠضبها قائلا بتلهف متوسلا
انا بس كنت عاوز اقولك ان انا فى ضهرك..ومستعد من جنيه لمليون لو عاوزة تخلصى منه
توقفت بغتة عن محاولتها دفع الباب فى وجهه تسأله بحدة
وانت عرفت منين انى زعلانة مع صالح
توتر وجه انور يتلعثم فى حديثه قائلا
هااا عرفت.. عرفت من خالك..وبعدين ما كل الحارة عارفة انك هنا زعلانة وسايبة البيت ليه
لوت فرح شفتيها قائلة بسخرية
ااه قلت لى..بس الل متعرفوش بقى ان انا لايمكن اسيب صالح ولو علشان عمرى كله..فهمت ولا تحب تفهم بطريقة تانية
تراجع كالمصعوق حين وجدها تنحنى على حذائها ترفعه فى وجهه وهى تصرخ به بحدة وڠضب
هتمشى من هنا ولا اعرفك شغلك ومقامك واخلى اللى ميشترى يتفرج عليك يا راجل يا ناقص ياعايب ياجوز الاتنين انت
لم ينتظر مكانه طويلا يهرول هاربا من امامها خوفا من الڤضيحة حين رأها تهجم نحوه وقد رأى العزم والتصميم على وجهها على فعلها حقا به ينزل الدرج كل اثنان معا يسقط ارضا فى اخره پعنف ثم يعتدل واقفا مرة اخرى يجرى فورا فى الشارع غافلا عن وقوف حسن امام المقهى المقابل للمنزل مع احدى الاشخاص وقد لمح خروجه من المنزل بتلك الطريقة ليعقد حاجبيه بقلق وتفكير لبرهة قبل يستأذن من صديقه يسرع فى اتجاه منزلهم وقد وجد ان من الواجب عليه ان يخبر شقيقه بما رأى وهو عليه حرية التصرف
استاذ عادل...ممكن اكلم حضرتك كلمتين
لم يرفع عينيه اليها يستمر فى النظر الى الاوراق امامه وقد اصبح فى الفترة الاخيرة يتعامل معها برودة وعدائية جعلت من جو المكتب بينهم دائما فى حالة توتر وضغط لكنه وجد ان هذا هو الحل الانسب حتى يستطيع تخطى تلك المشاعر والتى اصبحت تنتابه نحوها يتحاشى النظر اليها حتى لا ترى تلك النظرة بعينه نحوها فهو يكره نفسه ويحتقرها اضعافا بسببها ولا يرغب فى رؤية المزيد منها هى ايضا يعلم جيدا انه اصبح يتصيد لها الاخطاء وبات عڼيف وكثر التذمر منها لذا اجابها بصوت حاد متذمر
مش وقته يا سماح انا مشغول..ولازم اخلص الورق ده حالا..مدام مفيش حد بيشتغل هنا غيرى
احتقن وجهها بالډماء تشعر بالحرج منه ومن تلميحاته المستمرة عن عدم كفائتها فى العمل والتى اصبحت تلازم حديثه معها فى الفترة الاخيرة لتتنفس بعمق قائلة بصوت اجش حازم
علشان كده كنت عاوزة اكلم حضرتك واقولك انى هسيب الشغل من اول الشهر
رفع وجهه ببطء نحوها ينظر اليها پصدمة وعدم تصديق لتهز رأسها تكمل بصوت شجاع رغم الارتجافة به
انا شايفة انى مش نافعة فى شغل المكتب وزى ما حضرتك قلت انك اللى قايم بكل حاجة فيه...يبقى الافضل تشوف واحدة غيرى تفهم فى الشغل احسن منى
هب واقفا يخبط بكفيه فوق المكتب پعنف جعلها تهب بفزع وهو يهتف بها غاضبا
نعم سمعينى تانى كده...يعنى ايه كلامك ده ياست سماح
فتحت شفتيهاالمرتعشة تهم باعادة ما قالته مرة اخرى لكنها توقفت تطبق شفتيها معا حين صړخ بها مرة اخرى وقد اعماه غضبه تماما
مش عاوز اسمع حاجة تانى عن الموضوع ده وانسى خالص الهبل ده مفيش حاجة اسمها اسيب الشغل فاهمة ولا لا
غصت بالخۏف منه لكنها اسرعت تجيبه بثبات
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 83 صفحات