الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية دعاء الجديدة كاملة

انت في الصفحة 25 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


في البيت في مثل هذا الوقت فمن المفترض أن يكون في العمل وقفت متأملة للحوض الذي يتأمله كان أجمل حوض للزهور في الحديقة كلها وكان يحوى زهرة بيضاء ملفتة للأنتباه ومميزة جدا عن بقية الزهور كان عبد الرحمن يقف أمام تلك الزهرة الرائعة نعم هذه الزهرة كانت هند معجبة بها وهمت أن تقطفها ولكنه طلب منها أن تتركها على أن يسميها باسمها وبالفعل كان يسمى تلك الزهرة هند.

وضع أطراف أصابعه على تلك الزهرة فظنت إيمان أنه شذاها ولكنها تفاجأت به يقطفها في ويرمى بها پغضب خلف ظهره بقوة وڠضب سقطت الزهرة منها خطوات وجعلت تنظر إليها وهي ملقاة على الأرض وتنظر له باستنكار كيف يفعل هذا كيف يرمى تلك الزهرة الرائعة المميزة بهذا الڠضب ماذا فعلت له تلك المسكينة!
أستدار لينظر إلى موقع السقوط فلم يلاحظ وجود إيمان رغم منها فنظر إلى الزهرة پغضب أكبر وخطى إليها بسرعة وڠضب ليدهسها بقدميه وقبل أن يقوم بدهسها بلحظة ألتقطتها في سرعة ووقفت تنظر له بصمت متسائل. فقال في ڠضب 
أرمى الوردة دى على الأرض. حالا
قالت له بتعجب ليه حرام عليك. عاوز تدوسها ليه
هتف عبد الرحمن في عصبية بقولك أرميها.
فتحت حقيبتها في سرعة ووضعتها بداخلها وقالت له بتحدى مش هرميها. لو أنت مش عاوزها أنا عاوزاها
تطايرت شرارات الڠضب من عينيه وصړخ في وجهها وأنت مالك أنت. بتدخلى في اللى ملكيش فيه ليه. عاوزها ولا مش عاوزها يخصك أيه أنت. لما أقولك أرميها تسمعى الكلام وأنت ساكتة فاهمه ولا لاء. أياكى تدخلى في حاجة تخصنى تانى ولا حتى تقفى في مكان أنا فيه.
كانت نظراته حادة جدا والڠضب يطل من عينيه فعلمت أنه ليس في حالته الطبيعية وتراجعت
للخلف خوفا من أى تطاول من الممكن أن يحدث ثم استدارت وخطت خطوات سريعة إلى الجرى للداخل لم تنتظر المصعد ولم تفكر به وصعدت الدرج في سرعة ومنه إلى شقتها و دخلت غرفتها وألقت نفسها على الفراش وظلت تبكى وقلبها يخفق بشدة.
كانت أول مرة في حياتها تستشعر الخۏف من أحد وتتراجع أمامه خوفا من بطشه. شعرت بمهانة كبيرة وبأنها شخص غير مرغوب فيه وأنها في بيت غريب عنها من السهل أن تطرد منه في أى وقت نهضت وكفكفت دموعها وجمعت ملابسها في حقيبة صغيرة هبطت إلى الأسفل وخرجت للخارج في سرعة دون أن يلاحظها أحد وعادت من حيث أتت.
ظلت أم عبد الرحمن تطرق الباب ولكن لم يستجيب لها أحد قلقت بشدة وعادت إلى شقتها ووقفت تفكر في حيرة ألتقطت الهاتف وحاولت الأتصال بإيمان عدة مرات ولكنها لم تلقى أى أجابة زاد قلقها وتحدثت إلى زوجها هاتفيا وأخبرته بقلقها على إيمان وأنها لا تستجيب لطرقاتها فطلب منها أن تدخل لعبد الرحمن ليحاول فتح باب الشقة لعلها حدث لها شىء في الداخل وهي بمفردها.
ذهبت إليه مسرعة وطلبت منه ذلك حاول عبد الرحمن أن يتملص من أمه فهو لا يريد ان يحتك بها بعد ما فعله معها ولكن أمه أصرت فصعد معها وطرق الباب عدة مرات دون فائدة ثم اضطروا في النهاية إلى فتح الباب عنوة وقف في الخارج ودخلت هي تبحث عن إيمان فلم تجدها دخلت غرفة نومها فوجدت خزانة ملابسها خاوية فخرجت في سرعة وهي تهتف به 
إيمان خدت هدومها ومشيت يا عبد الرحمن. ياترى أيه اللى حصل خلاها تعمل كده.
طأطأ رأسه أرضا بأسف وقال بخفوت أنا السبب
قص عليها ما حدث بينهما في الحديقة فنظرت له مؤنبة وقالت ليه كده يا عبد الرحمن. ملقتش غير إيمان وتعمل معاها كده. دى أمانة عندنا يابنى حرام عليك
قال بارتباك وإحساس بالذنب أهو اللى حصل بقى. أعصابى فلتت مني ڠصب عنى مكنش قصدى.
هاتفت زوجها مرة أخرى وأخبرته بما حدث فثار في ڠضب وتوقع أن تكون عادت إلى شقتهم في السيدة زينب خرج من مكتبه دون أن يخبر أحدا وتوجه إليها.
فتحت الباب فوجدته أمامها. أخذها بين ذراعيه فبكت. ربت على ظهرها في حنان وجلس بجوارها وقال 
حقك عليا يابنتى متزعليش
قالت وهي تبكى لا يا عمى أنت مغلطش فيا بالعكس أنت كان نفسك تلمنا حواليك لكن أظاهر أن أحنا مش مرغوب فينا.
قال مشفقا لا يا إيمان متقوليش كده. ده انتوا عندى أحسن من عيالى. ده البيت ده ليكوا قبل ما يبقى لولادى يا بنتى
قالت بصوت باكى معلش يا عمى أنا مش هقدر أرجع هناك تانى. أنا أقعد في جحر بس بكرامتى
عقد حاجبيه وزاد سخطه على ولده وقال بانفعال وكرامتك متصانة يابنتى وأنا هجبهولك لحد عندك يعتذرلك واعملى فيه اللى أنت عاوزاه.
حركت رأسها نفيا وقالت مش عاوزه حد يعتذرلى. معلش يا عمى سبنى هنا كام يوم أريح أعصابى وبعدين نبقى نتكلم
حاول ترضيتها قائلا حتى لو أنا أتأسفتلك يابنتى بالنيابة عنه.
قالت إيمان بحرج بالغ لا
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 106 صفحات