رواية جنة الجزء الثاني
بعد فهي بالتأكيد بعيده كل البعد عن مشاعر الأخوه.
و لكن لم يجد حلا سوى الكذب لاقناعها و أضاف بس الظاهر انتي مش بتعتبريني زي أخوكي .
شعرت جنه مره أخرى بالاطمئنان تجاه إياد و نفضت عنها المخاۏف التي زرعتها سماح هذا الصباح بداخلها فهو يراها كأخته ربما إن كانت صادقه تماما مع نفسها لقالت أن ذلك أزعجها و لو قليلا و لكنها تغاضت عن هذا الصوت فإن كان يريد أن يلعب دور الأخ في حياتها سترحب بذلك وبشده بل ستسعد بأي صفه منطقيه تبقيها قريبه منه .
لم يدر إياد أيشعر بالغبطه لأنه جعلها تطمئن له مره أخرى أم بالضيق لسعادتها من فكرة الاخوه بينهما .
قال إياد محاولا إخفاء ضيقه طيب بما إننا اخوات يبقى تاخدي الظرف ده و ترجعيه لصاحبتك.
أخذت جنه الظرف و قالت باضطراب اوك بس حضرتك ضروري تاخد أول قسط.
و أخرجت بعضا من الجنيهات و قالت اتفضل .
لاحظ إياد ارتباكها فأكمل ليحثها على الموافقه أصلي مقدرش آخد فلوس من بنت و في نفس الوقت مش عايزك تزعلي لو مخدتهمش فده حل هيرضيني و يرضيكي .
قالت جنه بتردد بس ...
قال إياد مفيش بس.. و أضاف مازحا بعدين ميغركيش مكتبي و الشركه أنا انهارده مفلس و مفيش جنيه واحد فجيبي و هينوبك فيا ثواب لو قبلتي تعزميني .
سأل إياد بقلق ايه في حاجه دايقتك هناك
هزت جنه رأسها بالنفي و قالت لا مش كده بس أصله ..
أصله ايه ...
أجابت جنه بحرج أصله ..غالي اوي و كده مش هقدر على تمن العزومه .
ضحك إياد بسبب عفويتها الشديده في الاجابه ثم استدرك نفسه عندما رأى الاحمرار يغزو وجهها و قال طب خلاص انتي اختاري المكان اللي يعجبك.
قال إياد خلاص أنا عندي الحل ..هنروح مطعم واحد صاحبي و هو دايما دايما بيعملي تخفيض.
أنهت سماح مهامها الاشرافيه على فتيات المصنع و بعد أن تأكدت من إغلاق جميع الآلات خرجت من البوابه بعد أن ألقت التحيه على الحارس.
ثم انضمت إلى جموع المنتظرين على الرصيف للحصول على مواصلة العوده للبيت و تساءلت متى ستعود و في انتظارها ابنتها الحبيبه و بمجرد تذكرها لابنتها ملأت الدموع عينيها و لكن على الأقل الآن لديها جنه ألم تكن هذا الصباح كسيده في الخمسين من عمرها تسدي النصح لابنتها الشابه ضحكت لتلك الفكره و مسحت دموعها و تذكرت اتفاقها مع جنه على العوده لبيت جارتها القديم و السؤال عن زوجة طليقها ..و لكنها طلبت من جنه أن يؤجلا هذا البحث .. اه يا سماح مم تخافي ..أتخافي أن تعودي للأمل مره أخرى لتلقي نفس النتيجه ..كانت غارقه في أفكارها عندنا لاحظت عينان تراقبانها و مره أخرى تقدم باتجاهها حتى وقف لا يفصل بينهما سوى بضعا من السنتيمترات و قال ازيك يا آنسه سماح
قال عبدالله بتلعثم الآنسه جنه قالتلي إنك كنتي تعبانه.
قالت سماح و
قد عادت تنظر إليه مره أخرى بس دلوقتي بقيت كويسه الحمد لله.
ابتلع عبدالله ريقه ثم نظر إلى الأرض و قال بصوت مرتعش إنتي متتخيليش أنا قلقت عليكي ازاي و كنت هآجي بنفسي اطمن عليكي بس كنت خاېف لتدايقي.
عبدالله ..ازيك يا عبدالله...
كانت تلك إحدى الفتيات العاملات بالمصنع و إن لم تخطىء فهي قريبة عبدالله استغلت سماح انشغال عبدالله بالقادمه لتحيته و ابتعدت لتستقل أول مواصله سنحت لها فلا جدوى لتعريض نفسها لنظرات اللؤم من تلك الفتاه.
شعرت ماهيتاب بالضجر الشديد و تساءلت إلى متى ستمنع نفسها عن الاستمتاع بحياتها و الخروج للهو مع أصدقائها أرادت أن تثبت لإياد أنها تغيرت و لكن يبدو أن انتظارها سيطول و فكرت ما الضير إن خرجت الليله و استمتعت قليلا فإياد بالتأكيد لا يراقبها أو تصله تحركاتها طوال الوقت.
أمسكت هاتفها و طلبت صديقتها جيرمين التي أخبرتها بعدم استطاعتها الخروج الليله بسبب زيارة بعض الأقارب لهم.
تأففت ماهيتاب قليلا ثم تذكرت ذلك الشاب الذي قابلته في أحد النوادي الليليه و الذي ما انفك يلاحقها و الغريب في الأمر أنه توقف منذ فتره عن الاتصال بها ترى هل فهم لعبتها فلطالما انتشت ماهيتاب على ملاحقة الرجال لها فذلك يرضي غرورها و بالطبع لا تسمح لهم بالنيل منها فهي ليست بالغبيه و لكنها توقفت عن ذلك طمعا في نيل رضا إياد مره أخرى حسنا ربما عليها الاتصال بذلك الشاب لن تسمح له بأن ينتصر عليها ستكون