السبت 30 نوفمبر 2024

رواية رحمة الفصول كاملة

انت في الصفحة 37 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


نحو الخارج فالتقط هو قميصه بسرعة ليرتديه مستجيبا لچنونها الذي لا يعرف سببه... 
ركضت ساحبة إياه نحو حظيرة الخيل ثم أشارت قبل أن يدخلوا وقالت بأنفاس لاهثة
إلحقه يلا بسرعة! 
فصړخ فيها يونس بارتباك لا يدري ما يحدث
ألحق إيه هو انا هولده!! ما
تنطقي يابت إنتي!
فهتفت بلهجة سريعة وهي تشير نحو الداخل
الحصان هرب من المكان المحبوس فيه لازم تلحقه

لتتسع عينا

يونس بذهول قبل أن يستطرد بانفعال ونفاذ صبر
انتي هبلة يابت طب ما يهرب عادي هو هربان من سجن أمن الدولة! 
امتعضت ملامح ليال وهي تزم شفتاها كطفلة مذنبة ثم غمغمت بغيظ
أنت بتزعقلي ليه طب ماهو عادي يهرب اهوه امال حابسينه ليييه ما عادي يهرب! 
ضړب يونس على وجهه يستغفر الله بصوت خفيض قبل أن ينظر لها بغيظ وكأنه يود قټلها في التو واللحظة
حابسينه قدرة واقتدار يا ليال ليكي شوق في حاجة 
فرفعت كتفاها ببراءة تلقائية
لا طبعا يا باشا اللي تشوفه
توجه يونس نحو الحصان وهو يسألها متنهدا والغيظ لازال يخضب سوداوتاه
وبعدين إنتي فكتيه وخرجتيه ليه اصلا 
فتنحنحت ليال لتجيب بهدوء وتأثر درامي مصطنع
ده هو اللي طلع يجري كان مكبوت يا حبة عيني الحبسة وحشة! 
فسألها يونس رافعا حاجبه الأيسر
يعني مش انتي اللي فكتيه وخلتيه يجري! 
لتهز رأسها نافية ببراءة تامة
تؤ تؤ.. هو اللي كان مكبوت وطلع يجري
منع يونس ضحكته من التسلل لأطراف ثغره والتي كادت تشقق عبوس وجهه.. 
اصبحوا امام الحصان فكان الحصان يتحرك لتسرع ليال تقف أمامه وهي تحاوطه بيداها وتردف بسرعة
حلق عليه معايا يا عم بخ! 
هذه المرة لم يستطع يونس كتم ضحكته الرجولية
التي صدحت عالية لتبتسم هي تلقائيا.. واخيرا أشرقت شمسها المسربلة به.. تشرق وقتما يشرق هو وتظلم وقتما يتشبث هو بظلمته وسكونه....! 
فيما استدرك يونس نفسه ليقول وبقايا ضحكاته عالقة بفمه
طب اوعي من قدامه بس انتي..
وبالفعل ابتعدت منصاعة لكلامه ليتوجه يونس بالحصان ليعيده لمكانه فاتسعت حدقتاه وهو يرى الدجاج الموضوع أمامه ليسألها بصوت مصډوم
مين اللي جاب الفراخ دي هنا 
لترد هي بشجاعة وفخر
انا جبتهاله حسيته هفتان شوية! 
كاد يونس يصاب بجلطة حرفيا وستكون هي السبب الرئيسي ليهتف بعدها بنفاذ صبر متساءلا باستنكار
مين اللي قالك تجيبي الفراخ دي هنا يا ازكى اخواتك! الحصان مابياكلش أي لحوم وبعدين حستيه هفتان تجيبيله فراخ هو انتي جايه تزوري حموده ابن خالتك اللي لسه راجع من الحج! 
هو طلع مش المفروض ياكل فراخ عشان يتغذى كويس!
لأ 
يقطعني! 
تمتمت بها ليال ضاحكة وهي تركض من أمامه قبل أن يفتك بها وكذلك يونس لم يستطع منع ابتسامته التي عادت تحلق على ثغره... سيفقد عقله حتما إن ظل يتعامل مع تلك المچنونة... ولكن لم أحس أن چنونها ذاك قد راقه نوعا ما !.....
في القصر.....
كانت أيسل جالسة في غرفتها أمام لوحتها الحبيبة تاركة العنان لفيض افكارها لينطلق سابحا بين بحور تلك اللوحة فيشكلها بألوانه المشعثة...! 
أنهى سكونها وعزلتها دخول مريم الغير مرغوب بتاتا وهذا النفور تربع على ملامحها وهي تقول ببرود
خير اللهم اجعله خير متهيألي انك عارفه إن بدر مش هنا !! 
كانت مريم تضع يداها خلف ظهرها وهي تقترب منها ببطء وتبتسم بشيء من المكر ثم أردفت بخفوت ونعومة شابهت جلد ثعبان سام
لأ منا مش جايه عشان بدر انا جايالك انتي
عقدت أيسل ما بين حاجبيها بتعجب واضح وهي تردد مستنكرة
جايه عشاني أنا!! ليه هو في إيه بيني وبينك عشان نتكلم فيه
فهزت مريم رأسها نافية بنفس البساطة المقلقة
لأ منا برضو مش جايه اتكلم! 
امال جايه ليه 
برز فحيح الثعبان السام من بين حروفها وهي تخبرها بصوت غامض
جايه أخد حقي
حينها نهضت أيسل لتهز رأسها بعدم فهم مغمغمة بحدة
حق إيه يا ام حق إنتي انتي مچنونة يا بت انتي 
وبلحظة حدث كل شيء.. اصبحت مريم امامها مباشرة فجذبت رأسها پعنف لتكتم فاهها ثم وضعت قطعة القماش على فاهها لتربطها من الخلف.. ثم كبلت يداها بيدها للخلف خلال محاولات أيسل المهدورة في التحرر من بين قبضتها او الصړاخ لينجدها أي شخص...!! 
وما إن انتهت مريم حتى قالت بصوت بدا لأيسل طلسم لاستحضار شيطان ما
هتعرفي ازاي وانتي حتى مش فاكره ولا على بالك الغلبانة اللي ډمرتي حياتها 
كانت أيسل متسعة العينان... تحاول استيعاب ما تتلفظ به تلك المچنونة من تراهات !!... 
فيما استكملت مريم وهي تحدق
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 63 صفحات