رواية امل الجزء الثاني
غير اردته كان يريد اصلاحها ولكن منذ متى نفع الإصلاح مع نفس خبيثة من الأصل لا ترى سوى نفسها وفقط وليذهب بقية العالم الى الچحيم لن يهمها.
غازي.
جاءت صاحبة الصوت الرقيق لتتخذ جلستها بجواره تلتصق به بمشاكسة تخاطبه
جاعد لوحدك ليه يا جميل ومدسي في الضلمة هو انت استحليتها ولا ايه
نظر لها من فوق اكتافه متسائلا
وصفه المقتضب في كلمتين فقط اخبرها بحجم معاناته والالم الذي يتخلل نبرته هو خير دليل شقيقها ورفيق روحها يقاسي وجعه صامتا وهي تعلم بالسبب .
بكفها الرقيق صارت تمسح على كتفه العريض بدعم مرددة
سلامتك من الوحدة ولا أي حاجة عفشة يا حبيبي يا غالي أكيد ربنا شايلك الفرح انا متأكدة منها دي .
ادعيلي يا روح ادعيلي ربنا يوجف معايا وينولني اللي في بالي انا محتاجها جوي الدعوة دي
داعيالك يا جلبي.
قالتها لتقبل اعلى كتفه متابعة بحنان ېلمس شغاف قلبه
روح يا واد ابوي شالله ينولك اللي في بالك وتفرح وتتهني العمر كله يا حبيبي يا غالي.
ايوة كدة زودي جوي فيها الدعوة دي اطلع منك بفايدة ع الأجل.
سمعت منه لتصدح بضحكة رنانة ضجت في قلب المكان حتى مالت رأسها للخلف اضحكته معها قبل ان يجفلا الاثنان على حمحمة خشنة وصوت صاحبها المعروف يلقي كلماته
صوت الضحك العالي يا واد عمي لحد من الحراس ولا رجالتك يسمعه.
وما تضحك ولا تلعلع بضحكتها حتى محدش له عندنا حاجة دي جاعدة في ملكها هما اللي يسدوا ودانهم.
وه.
خرجت منه بابتسامة ساخرة قبل ان يتخذ وضعه على المقعد المقابل لهما مرددا
شكلك واخدها عند بس ماشي يا عم المهم مسالخير الأول.
قالتها روح خلف شقيقها قبل ان تنهض بغرض ان تذهب ولكنه سبقها بالتعليق
ما بدري يا بت عمي ولا هي ان حضرت الشياطين ذهبت الملائكة.
اعوذ بالله منك يا شيطان يا رجيم .
تمتم بها غازي كدعابة وتلقفتها روح برد دبلوماسي كعادتها
ربنا ما يجيب يا شياطين ما انا كمان مش ملاك ع العموم انا رايحة اشوف جدتي لتكون عايزة مني حاجة جبل ما تنام عن اذنكم.
انتظار ليتابعها بأنظاره حتى اختفت داخل المنزل فعقب غازي ساخرا
عينك يا عم الحج راعي يا عم ان انا اخوها يعني عيب عليك العمايل دي جدامي.
التف اليه عارف قائلا برجاء
طب ما تجوزهالي يا عم وانا ارحمك من خلجتي خالص اعمل فيا ثواب وجوزهالي يا واد عمي.
سمع منه ليصيح بدراما ضاحكة مؤديا بكفيه
يا بوووي عليا وعلى سنيني شجاوتك يا غازي امتى ياربي اخلص من فيلم الحب وعڈابه ده هو انا مواريش حاجة غيركم يا اخي
قال الأخيرة يوجهها نحو ابن عمه الذي انطلق مقهقها بالضحكات دون توقف.
في صباح اليوم التالي
هبطت سليمة من شقتها في الطابق الثاني لتفاجأهم بحضورها بعد فترة من الانعزال حتى عقبت هوايدا فور رؤيتها
يا مرحب يا بت عمي اخيرا حنيتي علينا نشوف وشك
ردت سليمة بابتسامة عادية تلقي تحيتها نحو سکينة اولا
ازيك يا مرة عمي عاملة ايه النهاردة
اشارت لها بكفها حتى اقتربت تجلس امامها لتجذبها نحوها تقبل وجنتها باشتياق اثر بالأخرى حتى بادلتها
بعناق حار مرددة لها
سامحيني يا مرة عمي عشان مجصرة في السؤال.
ربتت على وجنتها مرددة لها
مسمحاكي يا بتي مهما يحصل دا انتي بتي اللي مجبتهاش بطني من جوا.
مشهدهما كان بعفوية صادقة اثر في البعض واثار سخط الاخر مثل سند الذي خاطبها مستنكرا
اللي يشوف العواطف الحارة دي مع المرة العجوزة ما يصدجش ابدا عمايلك يا مرة خالي طب حتى افتكري لوعة قلبها العجوز على ريحة الغالي.
اعتدلت سليمة لتقف مقابله تطالعه بقوة غير قابلة للإقناع قائلة
معلش يا سند ربنا يصبر جلبها ويصبرني معاها ما هو انا برضوا محرومة ولا انت شايف الواد نايم في حضڼي مثلا.
كان رده ابتسامة صفراء ليتدخل عيسى هو الآخر ويدلي بدلوه
لا طبعا يا مرة خالي بس انتي في يدك الحل لكنك رافضة واكننا احنا اللي عفشين ومش همنا على مصلحة الجميع.
أومأت سليمة بهز رأسها تعقب على قوله
كل واحد شايف مصلحة الجميع من وجهة نظره يا ولدي وربنا هو اللي علام بنوايا البشر...... عن اذنكم بجى اشوف مشواري.
قالتها وتحركت لتذهب ولكن هوايدا أوقفتها بقولها
لو رايحة لمرة ولدك سلميلنا عليها هي وبوسي الواد من خدوده محدش عارف هنجدر نشوفه تاني ولا لاء لو حضر جده ونفذ اللي في مخه وطردنا ربنا ما يحرمك من ريحته ابدا يا سليمة.
ردت بصوت ضعيف بالكاد خرج منها نتيجة التأثر بقولها
ولا يحرمكم من رؤيته يا هويدا حتى