الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية امل الجزء الثاني

انت في الصفحة 20 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


الباقي من كرامته بالهروب
هتفت باسمه قبل ان يخرج
متتأخرش يا فايز عشان تيجي بدري ونشوف حل للنصيبة اللي وجعت على راسنا.
لم يكلف نفسه عناء الالتفاف لها وتابع طريقه حتى خرج من باب المنزل يصفقه بقوة اهتزت لها جدران البيت لتعقب من خلفه ضاربة بكف يدها على صدره
روح يا خويا ومتعوجش على الله نلاقي فايدة من وراك في سنتنا المغبرة.

بعد عدة أيام
طرق بعجالة على باب المنزل المفتوح على مصراعيه من الاساس ليدلف متسائلا بصوته الجهوري الحازم.
ايه اللي حصل اللي انا سمعته دا صح
اندفعت عزيزة نحوه بعد ان انتفضت عن جلستها من وسط عدد من النساء كي تجيبه بقلق
اللحجنا يا غازي بيه البيت كله بيدور ع الولد محدش عارف راح فين وكأن الارض انشجت وبلعته.
صاح بقوة ارعدت النساء المتابعات لحديث الرجل الاهم في نجع الدهشان حتى وان لم يكن معظمهن من العائلة
ازاي يعني هو احنا عندنا عيال بتضيع من الأساس
فين امه جوليلي الحكاية بالظبط من أولها جبل ما ادي الأمر للرجالة هما على كدة طلعوا يدوروا.
قصت عليه عزيزة على عجالة من بداية خروج الصغير ولعبه مع الاطفال خارج المنزل حتى اختفاءه فجأة عن عيون الجميع لينقلب المنزل رأسا على عقب بمعظم افراده في رحلة للبحث عنه واللحاق بوالدته والتي خرجت هائمة على وجهها ولم تعد حتى الان هي الأخرى.
خلاص يا عزيزة اجعدي انتي راعي هنا البيت زي ما كنتي ولو سمعتي أي اخبار بلغيني انا هجلب الدنيا بنفسي عليه.
قالها وتحرك على الفور تتبعه انظار النساء ودعواتهم بالتوفيق بإعجاب لا يقدرن على إخفاءه رغم سوء الظرف
اطمني يا عزيزة اكيد هيعتر فيه دا الدهشان ذات نفسه ايه الهيبة دي يا ناس
قالتها احداهن بلهجة اثارت استياء عزيزة لتردف بإشفاق
مسكينة يا نادية يا ترى عاملة ايه دلوك
وصل
إلى المكان الموصوف له ليجد افراد من اشقائها وابناءهم منثورين في عدة اتجاهات مختلفة كل منهم يبحث بطريقته لمحها من قريب تبحث وسط الحقل وصوتها خارج باڼهيار ونشيج بكاءها يقطع نياط قلبه
ولدي فين ياما دا عمره ما اتحرك من جدام الباب ياربي ولا حتى هيعرف يجول اسمه كامل لو حد سأله
بقلب موجوع خرج صوت جليلة من أجل تهدئتها
يا بتي اخوكي جالب الدنيا ومش هيرتاح غير لما يلاجيه احنا نجعنا صغير والجبل حافظينه أكتر من أسامينا
ما هو دا اللي هيموتني ياما اننا جاعدين في جبل اننا جاعدين في جبل.
تهتف بها ضاړبه بكفيها على جانبيها بولوله حتى أوقفها بصيحته
نادية!
الټفت اليه كالغريق الذي يتعلق بقشة تخاطبه
مش انت الكبير هاتي ولدي يا غازي يا دهشان 
اقترب حتى وقف قبالها يخاطبها بلهجة واثقة
امك جالتلك الجبل وحافظينه أكتر من اسامينا ولدك هيرجع اسرع ما تتصوري انا طلجت رجالتي في كل حتى مش هسيبوا ركن ودول رجالة شداد الديابه نفسها تخاف منيهم.
عادت للندب والبكاء الحارق مرددة
كله كلام كله كلام انا بجالي اكتر من ساعتين بدور عليه دا لو اتخطف يبجى زمانه طلع من البلد ولا يمكن حصل فيه حاجة تانية يا مصيتك يا نادية يا مصيبتك يارب اموت لو دا حصل يارب اموت يارب اموت.
صارت بالاخير تلطم بكفيها على وجهها مع تخيلها للسيناريو الاسوء وقد نفذت طاقة الامل منها مع كثرة الضغوط التي تتعرض لها حتى أجبرته على القبض على كفيها يجبرها على التوقف صائحا بحزم
ما كفاية بجى ھتموتي مجهورة انتي بنفسك بتجولي ما فاتش عليه أكتر من ساعتين.
وكأنها لم تسمعه ظلت تهذي بكل ما يجول بعقلها من هواجس ومخاۏف حتى يأس منها ليهتف بوالدتها
ما تشوفي بتك دي يا خالة.
همت جليلة في تنفيذ أمره ولكنها انتبهت على الصوت القريب من أحد رجال غازي
لجيناه يا سعادة البيه لجيناه يا ست نادية. 
انتبهت هي لتبصر صغيرها محمولا على ذراع الرجل سالما بهيئة طبيعية لتشهق بقلب على وشك التوقف وفرحة كانت أكبر من تحملها بعد ان استنفذت كليا في هذا الوقت البسيط الذي مر عليها وكأنه دهر لتسقط فاقدة وعيها تماما وكان هو أقرب اليها من الأرض ليتفاجأ بها بين ذراعيه بجسد مرتخي جعله يتمتم بإجفال وصوت مهتز فقد هيبته
وه.
في المساء 
وقد هدأت الأوضاع واستقر الصغير والدته التي اطمئنوا عليها هي الأخرى بعد ذلك ليأتي الحديث الجدي بين عزب شقيقها ومجموعة من شباب العائلة التي انضمت في الجلسة مع غازي الدهشان والذي بدأ حديثه بحزم
الكلام دا مينفعش يا عزب الواد النهاردة لو مكناش لجيناه في الوجت المناسب الله أعلم كان هيجراله ايه
دافع الاخير بلهجة ضعيفة لا تتنصل من الذنب
يا بوي والله ما بنغفل عنه دي امه اساسا مچنونة بيه وما بتفرطش تسيبه لوحده ابدا دا غير امي نفسها دا غير عيالي وعيال خواتي اللي البيت مليان بيهم كل شوية لحد دلوك ما جادر استوعب كيف دا حصل
تدخل ناجي بتهدئته
متزعلش نفسك يا خوي احنا مصدجينك والله خفف على نفسك جدر ولطف.
استشاط غازي حنقا من تساهله
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 38 صفحات