السبت 23 نوفمبر 2024

رواية امل الجزء الثالث

انت في الصفحة 1 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الخامس عشر
أحكمت لف الحجاب حول رأسها بعد أن ارتدت عباءتها السوداء ثم جهزت صغيرها جيدا قبل أن تخرج به من غرفتها نحو الذهاب الى الوجهة التي تقصدها.
انا طالعة ياما ومش هتأخر بإذن الله. 
هتفت بها على عجالة نحو والدتها التي كانت ترتشف من كوب الشاي خاصتها بعد الانتهاء مباشرة من وجبة الإفطار والتي ردت توقفها
استني يا نادية برضوا منشفة راسك وهتروحي لوحدك
استدارت اليها بتنهيدة متعبة فهذا السؤال سأمت من تكرار الإجابة عليه منذ الأمس
تاني ياما ما انا جولتلك كذا مرة روحي معايا من امبارح انتي اللي مصرة انك تتأخري وانا مينفعش أأجل ولا اتأخر.

قابلت جليلة قولها بضجر لتقارعها بانفعال 
وانتي لو مروحتيش هتتكتبي غياب يعني مش جادرة تستني على ما اروح اطل على حال البيت واشوف البهايم شبعانة ولا جعانة ولا الطير كمان مرة اخوكي محدش يعتمد عليها
يوووه ياما ما انا عارفاكي والله سايبة حالك ومالك ومجدرة بس كمان مينفعش اتأخر على جدتي سکينة انا سايباها اخر مرة عيانة ودي انتي عارفة كويس جوي معزتها عندي.
زمت المرأة شفتيها تطالعها بغيظ وقد غلبتها بحجتها ولكنها لن تكف عن المحاولة 
اسمعيني يا نادية انا مجدرة يا بتي خۏفك ع المرة اللي معتبراها جدتك صح ولا حماتك اللي تتحط ع الچرح يطيب بس احنا عملنا اللي علينا ايام العزا خمس تاشر يوم لحد ما خلصت مجصرناش ولا حتى بعد كدة بس كفاية بجى احنا مضامنينش عمك دا ابو مخ مهفوف.
يعني هيعمل ايه ده كمان معايا سيبك ياما من الكلام ده انا عايزة اروح اقضي الواجب مع ستي واسلم على امي سليمة وبعدها هاجي على طول ايه اللي يخليني بجى اصطدم معاه ولا اكلمه اساسا ربنا يهديه.
همت لتتحرك ولكن جليلة أجفلتها بقولها
طب وغازي الدهشان
تحفزت مرددة خلفها باستهجان
ماله كمان غازي الدهشان ايه ډخله في مشوار تافه زي ده
نهضت جليلة في محاولة لإقناعها وقد فاض بها من رأسها اليابس
مالهوش يا نادية بس انتي شوفتي بنفسك كذا مرة يشدد على عدم المرواح هناك الراجل شايلنا من ع الارض شيل فيها ايه بجى لما نطيعه
امتقع وجهها لتردف بعند نابع من رفضها التام لفرض سلطته عليها
حتى لو كان شايلنا من ع الأرض شيل ډخله ايه كمان يفرض احكامه عليا انا طالعة ومش هستني الإذن منه وخليه بجى يمنعني كمان لو يعرف
قالتها والټفت ذاهبة على الفور غير ابهه بنداء والدتها من خلفها
يا بت استني ميبجاش مخك ناشف استني يا بت
نادية.
هل ارتجفت للتو أم انه التوتر الطبيعي بعد تحديها لنصائح والدتها وضربها لتعليماته بعرض الحائط 
ابتعلت تلتف له بتماسك واهي لتقابل بهيئته المهيبة وهو يتقدم بخطواته الواثقة نحوها حتى توقف أمامها ليسألها بهدوء
طالعة كدة لوحدك وواخدة الواد في يدك رايحة فين
رمقته باضطراب لا تصدق انها في كل مرة حاولت الخروج عن طاعته المفروضة عليها تجده دائما لها بالمرصاد.
عاد مكررا وقد زاد استفساره الريبة
ساكتة ليه ما تردي..
اخفت بصعوبة أجفالها لترد بلهجة جعلتها عادية رغم معرفتها التامة برفضه
عادي يعني جدتي سکينة تعبانة وانا رايحة اطمن عليها.
وكأنها قاصدة جلطته أظلم وجهه على الفور پغضب أشعل سعيرا بصدره فهو بالكاد قد تخطى فترة العزاء في المرحوم جد زوجها غير قادرا على منعها من فعل الواجب لتأتي الان بعد تحديها لتحذيراته عدة مرات وقد انتهت عدتها لفترة تقارب الشهر حتى أصبحت الأطماع بها أكثر جرأة من أشخاص يعرفهم بالأسم وهي تخبره ببساطة بالذهاب لمعقل الخطړ برأسه
برزت عروق وجهه يضعط بصعوبة حتى لا يتطرف بانفعاله عليها ليخرج صوته بنبرة خطړة مشددا على أحرف الكلمات
لكن انا مش منبه عليكي مفيش روحة تاني هناك بتعندي معايا ليه يا نادية
ارتعدت أوصالها لهذا البريق الخاطف باحمرار عينيه أمامها ولكنها رفضت أن تظهر فزعها في الرد
بس انا مش جاصدة اعند ولا واخدة الطريق سويجة عشان انت تجولي كدة جدتي سکينة تعبانة وانا لازم.....
مهياش جدتك.
قاطعها يجفلها بحدته ليستطرد فاقد التحكم بأعصابه
ممكن تجولي عليها كانت لكن دلوك خلاص فضيناها مع الناس دي وكل واحد راح لحاله.
وكأن
بتحذيره قد ضغط على الجزء الخفي من شخصيتها المقاتلة
لا بجى محدش راح ولا جه انا لا يمكن اجطع صلتي بحد منيهم ان
 

انت في الصفحة 1 من 31 صفحات